القذافي: القرصنة نوع من التصدي «للأمم الغربية الجشعة».. ودفاع عن لقمة عيش الأطفال

معلومات عن مصرع العقل المدبر للقراصنة الصوماليين بسبب خلافات مالية مع جماعة منافسة

السفينة المصرية التي تملكها شركة «بلوستارز» وافق القراصنة على إطلاقها بعد تعهد الشركة بدفع فدية («الشرق الأوسط»)
TT

دافع الزعيم الليبي والرئيس الجديد للاتحاد الأفريقي معمر القذافي، عن عمليات القرصنة المنتشرة بشدة قبالة سواحل الصومال. وذكرت صحيفة «ديلي ناشون» الكينية أمس، أن القذافي دافع عن القراصنة الصوماليين خلال زيارته لمقر الاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

ونقلت الصحيفة عن القذافي قوله، إن القرصنة نوع من التصدي «للأمم الغربية الجشعة»، وتأكيده أن ما يحدث قبالة سواحل الصومال ليس قرصنة، وإنما دفاعا عن النفس ودفاعا عن لقمة عيش الأطفال الصوماليين، حسب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ). ويسيطر القراصنة في الوقت الحالي على نحو 10 سفن من بينها الناقلة الألمانية «لونغتشامب». وفي نفس الوقت: قالت شركة «بلوستارز» التي تملك سفينة مصرية مخطوفة أمس، إن قراصنة صوماليين وافقوا على إطلاق سراح سفينة الشحن المصرية بلو ستارز وأفراد طاقمها وعددهم 28 مصريا بعد أن وافقت الشركة على دفع فدية.

وقال القبطان عبد الرحمن العوا، مالك السفينة والشركة، إنه سيتم الإفراج عن السفينة «خلال ساعات» بعد الاتفاق الذي أبرم مع المختطفين الصوماليين ودفع الفدية التي تسلموها بالفعل.

ولم يفصح العوا عن قيمة الفدية وقال «المهم هو الإفراج عن الرهائن والحفاظ على حياتهم، خاصة بعد الأيام المرعبة التي مرت عليهم وعلى أسرهم في مصر، بعد أن هدد الخاطفون بتفجير السفينة إذا لم يتسلموا الفدية المطلوبة».

وأشارت مصادر في الشركة أن الفدية التي تم سدادها تزيد على 3 ملايين دولار. وقال العوا في اتصال هاتفي مع «رويترز» أمس، إنه تم الاتفاق على الفدية بعد مفاوضات استمرت أيام مع إدارة شركة بلوستارز والقراصنة، وبتعليمات وإشراف من وزارة الخارجية وجهات أمنية مصرية. ونفى السفير أحمد رزق مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية والمصريين في الخارج، أن تكون مصر قد طلبت من طرف آخر مساعدتها في إنهاء أزمة السفينة المختطفة. وقال إن الخارجية المصرية لم تدخل في تفاوض مع القراصنة، وأن التفاوض تم بين مالك السفينة وبين الخاطفين. وقال السفير حسام زكي المتحدث باسم وزارة الخارجية في تصريحات أول من أمس «كل الخيارات مفتوحة أمام مصر لمواجهة ظاهرة القرصنة التي بدأت في التزايد أمام الشواطئ الصومالية وتهدد الملاحة بقناة السويس».

وأضاف «إن متخذ القرار في مصر لديه الحرية كي ينظر في أي خيار يمكن أن يحقق لمصر مصلحتها في مقاومة ظاهرة القرصنة». واختطفت بلوستارز في الأول من يناير (كانون الثاني) الماضي وهي تحمل شحنة من الأسمدة. وأبلغ المهندس إبراهيم عثمان، أحد المختطفين، أسرته في اتصال بهم أمس، بقرب انفراج الأزمة والإفراج عنه وعن باقي الرهائن، وقال «بدأوا في تحسين معاملتهم وقدموا لنا بعض الأطعمة».

وقال عثمان إن الأطعمة التي كانت بحوزتهم على متن السفينة نفدت منذ 19 يوميا، وإنهم كانوا يعتمدون في طعامهم على صيد الأسماك وأن الخاطفين سمحوا لهم منذ أول من أمس، ولأول مرة، بالتجول على ظهر السفينة. ومن جهة ثانية، قال وزير الخارجية التركي علي باباجان أمس، إن بلاده سترسل سفينة حربية إلى قبالة الصومال في إطار قوة تقودها الأمم المتحدة لمنع القراصنة من خطف السفن.

وقدمت الحكومة التركية مذكرة للبرلمان أمس الخميس، للسماح لتركيا بنشر قوة بحرية في المنطقة التي شهدت خطف أكثر من 12 سفينة لها صلة بتركيا عضو حلف شمال الأطلسي من بين سفن كثيرة خطفها القراصنة. وقال باباجان في مؤتمر صحافي «المرحلة الأولى من الخطة تقضي بإرسال سفينة حربية واحدة».

ونقل التلفزيون التركي عن قائد الجيش قوله إن البحرية التركية تعمل على إرسال السفينة إلى الصومال هذا الشهر.

وذكرت «وكالة الأناضول للأنباء» أن المذكرة تتحدث عن فترة مدتها عام لعملية النشر في خليج عدن وقبالة سواحل الصومال. وجاء في المذكرة أن الخطر الذي يتهدد السفن التجارية التركية بلغ مدى يضر بالمصالح التجارية والاقتصادية للبلاد. وتحدثت عن نحو 500 حادث قرصنة وسطو مسلح في المنطقة الملاحية. وخطف القراصنة نحو 15 سفينة لها صلات بتركيا وعلى متنها أكثر من 300 من أفراد الأطقم من بينهم 37 تركيا. وتسببت القرصنة في خليج عدن والممرات الملاحية في المحيط الهندي في ارتفاع أسعار التأمين، وأجبرت بعض مالكي السفن على الإبحار حول جنوب القارة الأفريقية، وهو طريق أطول، بدلا من قناة السويس، كما أدت هذه المشكلة إلى نشر سفن أجنبية في المنطقة بطريقة لم تحدث من قبل. وأفرج قراصنة صوماليون الشهر الماضي عن سفينتين تركيتين خطفتا العام الماضي. ومن جهة أخرى، قال مسؤول في إقليم البونت لاند (أرض اللبان) في شمال شرق الصومال لـ«الشرق الأوسط» إن بير عبدي الذي يوصف بأنه العقل المدبر لكل عمليات القرصنة البحرية التي تتم منذ سنوات قبالة السواحل الصومالية قد قتل قبل يومين بعدما أرداه مجهولون مسلحون رميا بالرصاص في عملية يعتقد أنها تأتي على خلفية خلافات مالية بين القراصنة. وأوضح المسؤول الذي طلب عدم تعريفه من مدينة جاروي عاصمة الإقليم، الذي يتمتع بالحكم الذاتي منذ عام 1998، عبر الهاتف لـ«الشرق الأوسط» أن عبدي قتل مع رفيق له يدعى محمد إيرلي، بينما كانا يستقلان سيارة خاصة بهما في أحد شوارع المدينة.

وأضاف «يبدو لي أن المسألة كانت لخلافات بين القراصنة فتآمرت مجموعة منافسة على عبدي وقتلته»، مشيرا إلى أن السلطات الأمنية في الإقليم الذي يحظى بسمعة سيئة لتورط معظم مسؤوليه في عمليات القرصنة، تجري تحقيقات في هذا الحادث بعدما اعتقلت مجموعة من مرتكبيه. وهذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها زعيم للقراصنة للقتل على هذا النحو، علما بأن عبدي اشتهر بقيادته لسلسلة من عمليات القرصنة الناجحة من عامين جعلته من أثرياء المدينة بفعل الفديات المالية التي حصل عليها مقابل إطلاق سراح السفن المختطفة وطواقمها البحرية.