عباس في أنقرة: لا خيار أمام إسرائيل غير قبول «المبادرة العربية» لتسوية النزاع

سفير إيران في دمشق: الرئيس الفلسطيني يتحدث بلسان عربي إسلامي ويعبر عن «أفكار إسرائيل»

TT

أكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) خلال زيارة عمل في أنقرة أمس أن خطة السلام العربية التي طرحت عام 2002 تشكل «الخيار الوحيد» لإسرائيل لتسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، حسبما نقلت عنه وكالة أنباء الأناضول التركية. وشنت إيران أمس هجوما جديدا على الرئيس عباس وقالت انه «يتكلم بلسان عربي وإسلامي ولكنه يعبر عن أفكار إسرائيل».

وقال عباس خلال لقائه رئيس البرلمان التركي كوكسال توبتان «ليس أمام إسرائيل خيار غير قبول خطة السلام العربية.. فهذه الخطة هي أفضل أساس لتحقيق سلام عادل». وكانت خطة السلام العربية قدمت بمبادرة سعودية خلال القمة العربية التي عقدت في بيروت 2002، ثم أعيد إحياؤها في مارس (آذار) 2007 في قمة الرياض. وتلخص هذه الخطة تطبيعا للعلاقات بين الدول العربية وإسرائيل، مقابل الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة منذ يونيو (حزيران) 1967، وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية وحلا «عادلا ومقبولا» لقضية اللاجئين الفلسطينيين. وكانت إسرائيل رأت في هذه المبادرة «جوانب إيجابية» إلا أنها لم توافق رسميا عليها، خاصة بسبب إدراج موضوع حق العودة للاجئين الفلسطينيين. وقال عباس إن «تركيا تدعم هذه الخطة».

وفي مؤتمر صحافي في دمشق، قال سفير إيران في سورية، أحمد موسوي، «ترى إيران أن الحكومة الشرعية في غزة هي حكومة رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية، التي وصلت إلى الحكم عبر انتخابات حرة، فيما سلطة أبو مازن انتهت شرعيتها». وأضاف موسوي الذي كان يتحدث من دمشق في الذكرى الثلاثين لانتصار الثورة الإسلامية في إيران «إذا كان هناك شخص يريد التكلم بلسان عربي وإسلامي ولكنه يعبر عن أفكار الكيان الصهيوني (في إشارة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس) فهذا الرجل ليس فلسطينيا».

وردا على سؤال حول انتقاد عباس للتدخل الإيراني في الشؤون الفلسطينية، قال الموسوي «ليقل (عباس) للكيان الصهيوني والولايات المتحدة ألا يتدخلوا في الشؤون الفلسطينية». وتابع «تصر إيران على الوحدة واللحمة بين الفلسطينيين، والله أمرنا بالوحدة كأمة إسلامية.. لهذه الوحدة أسس ومرتكزات وهي المقاومة».

وقال الموسوي: كل بلد لديه خياراته في إطار السياسات التي ينتهجها. وهناك دول تصر على وضع إيران في موقع العدو بدل إسرائيل، وليس بوسع إيران أن تقدم لها شيئا. وأضاف أن إيران ستتابع سياسة التقارب التي تتبعها مع دول المنطقة ومد جسور الثقة. وعن القلق من التطور العلمي الذي تحققه إيران، أكد السفير الإيراني، أكثر من مرة، على سلمية أهداف البرنامج النووي الإيراني، لافتا إلى أن القمر الاصطناعي الإيراني وكل منجز علمي هو لخدمة شعوب المنطقة والأمة الإسلامية، وأن الأعداء الذين يضغطون على إيران لمنع تطورها، سيقبلون عاجلا أم آجلا «بحقيقة إيران النووية».

من جهته حذر رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض، أمس، من خطورة «محاولات الالتفاف» على منظمة التحرير الفلسطينية، وذلك ردا على رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الذي دعا أول من أمس في دمشق إلى إيجاد «مرجعية» بديلة. وقال فياض خلال لقائه عددا من الصحافيين في مكتبه في رام الله في الضفة الغربية «إننا ننظر بخطورة بالغة لهذا الأمر وهو الالتفاف على منظمة التحرير ومحاولات إيجاد بديل لها». وأكد أن هذه المحاولات «غير مقبولة ومرفوضة وعلى الجميع بدل الحديث عن هذا الموضوع التوجه إلى الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة لإنهاء الانقسام وتشكيل حكومة متفق عليها فلسطينيا». وأضاف «يجب أن تبقى منظمة التحرير محل إجماع فلسطيني لأنها بيت كل الفلسطينيين وهي محل اعتراف عربي ودولي» مؤكدا «أن المنظمة هي عنوان الشعب الفلسطيني ولا يحق لأحد أيا كان فردا أو حزبا أن ينتقص من دورها لأنها البيت الجامع لكل الفلسطينيين».

وشن مشعل هجوما عنيفا على منظمة التحرير الفلسطينية، متهما إياها بـ«التواطؤ على المقاومة» وداعيا إلى «مرجعية» بديلة عنها. وقال مشعل خلال احتفال أقيم في دمشق بعنوان «وانتصرت غزة»، شاركت فيه معظم فصائل المقاومة الفلسطينية الموجودة في سورية إن «خيار أغلبية الشعب الفلسطيني هو المقاومة، فكيف تكون مرجعيته ضد المقاومة وتتواطأ عليها؟». وأضاف «نسعى إلى تشكيل مرجعية وقيادة حتى اللحظة التي تقررون فيها إعادة بناء المنظمة، فتلتقي البندقية مع المنظمة كما في عام 1969»، في إشارة إلى تولي حركة فتح يومها، ممثلة بزعيمها ياسر عرفات، رئاسة منظمة التحرير.

من جهة أخرى، شكك فياض في أن تفرز الانتخابات الإسرائيلية أي شخصية تقبل بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وقال «لا يوجد أي سياسي إسرائيلي، بغض النظر عن حزبه، أتوقع أن يقدم حلا مقبولا لحل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي» مؤكدا «كلهم يسعون لحلول مجزأة، إما تهدف لتحسين وجه الاحتلال أو شروطه وتواصل الاستيطان». وأضاف أن «كثيرا من الإسرائيليين يتحدثون عن ضرورة إقامة دولة فلسطينية، لكن المشكلة تكمن في التفاصيل». وتساءل فياض «عن أي دولة يتحدث الإسرائيليون؟ دولة الكانتونات في الضفة الغربية أم تكريس الانقسام بين الضفة وغزة» مشددا على أن «كل الصيغ الإسرائيلية للحل حتى الآن غير مقبولة لنا ولا لأجيالنا بعد مائة عام».