مجموعة من طالبان قطعت رأس الرهينة البولندي في الشريط القبلي

قائد الجيش الهندي: البنية الأساسية للإرهاب نشطة في باكستان

باكستانيون يعاينون شاحنة أحرقها متشددون كانت تنقل معدات لقوات الناتو خارج مدينة بيشاور الحدودية (أ.ب)
TT

أعلن قياديون في حركة طالبان الباكستانية الموالية للقاعدة أمس أن رجالها قطعوا رأس المهندس البولندي الذي خطف نهاية سبتمبر (أيلول) في شمال غربي باكستان وأكدت وارسو على التو مقتله.

وأكدت طالبان باكستان أمس لوكالة الصحافة الفرنسية أنهم أعدموا المهندس البولندي بيتر ستانزاك الذي خطف في سبتمبر (أيلول) في شمال غربي باكستان غير أن السفارة البولندية في اسلام اباد قالت انها لم تتلق اثباتا.

وكان بيتر ستانزاك يعمل لشركة النفط البولندية جيوفيزيكا كراكو. وخطف في 28 سبتمبر (أيلول) من قبل مسلحين قرب اتوك على بعد نحو 110 كيلومترات غرب اسلام اباد بالقرب من المناطق القبلية حيث تدور مواجهات بين الجيش وطالبان باكستان حلفاء طالبان افغانستان والقاعدة. وقتل سائق المهندس البولندي وحراسه في موقع عملية الخطف.

وأعلن رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك مساء اول من امس ان حكومته لن تدفع فدية مع انقضاء المهلة التي حددتها طالبان. وقال قيادي في طالبان من مكان مجهول «لقد قطعنا رأس المهندس البولندي لان حكومته لم تشأ تلبية مطالبنا ولن نسلم جثته». ورفض المتحدث كشف هويته غير انه سبق ان تبنى عمليات لطالبان باكستان. وصرح بيتر ادامكيفيتش المتحدث باسم السفارة البولندية في اسلام اباد لوكالة الصحافة الفرنسية «لقد علمنا بان طالبان اعلنت اعدامه غير اننا لم نتلق اي اثبات وليس لدينا اي تأكيد رسمي ونحن لا يمكننا تأكيد مقتله». وأضاف «نحن نعمل على التأكد من هذه المعلومة وتم ابلاغ اسرة ستانزاك». وأكد مسؤولون في اجهزة الامن الباكستانية لوكالة الصحافة الفرنسية ان طالبان اعلنوا انهم اعدموا الرهينة غير انهم اشاروا ايضا الى عدم امتلاكهم اثباتا. وكان المتمردون الاسلاميون طالبوا بالإفراج عن ستة من رفاقهم المعتقلين في السجون الباكستانية غير ان رئيس الوزراء البولندي اعلن مساء اول من امس ان حكومته لن تدفع فدية في مقابل الافراج عن المهندس. وقال توسك «إن الحكومة البولندية لا تدفع فديات أبدا» في الوقت الذي انتهت فيه المهلة التي حددها الخاطفون مساء الجمعة بعدما مددوها 48 ساعة. ودعا الرهينة البولندي في شريط فيديو تلقته منتصف اكتوبر (تشرين الأول) وسائل إعلام باكستانية وبولندية الى الافراج عن عناصر طالبان المسجونين لدى السلطات الباكستانية. وقال المهندس باللغة البولندية ثم بالانجليزية «أنا بين أيدي طالبان باكستان، وأطلب من كل الذين يشاهدونني ويسمعونني وبينهم بولنديون، ان يضغطوا على الحكومة (الباكستانية) للإفراج عن أولئك (الطالبان) الموجودين في السجن». وأول من أمس خطف مسؤول أميركي رفيع المستوى يعمل لدى الامم المتحدة في كويتا كبرى مدن ولاية بلوشستان جنوب باكستان بالقرب من الحدود مع افغانستان والقواعد الخلفية لطالبان والقاعدة. وخطف جون سوليكي رئيس فرع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة في بلوشستان من قبل مسلحين اطلقوا النار على سيارته وقتلوا سائقه. ولم تتبن اي جهة حتى الان عملية الخطف. من جهة اخرى اعلنت الشرطة الباكستانية ان اشخاصا يشتبه بانهم متشددون قتلوا بالرصاص شرطيين اثنين وفجروا نقطة تفتيش مما ادى الى مقتل خمسة آخرين في هجوم في بلدة ميانوالي بوسط باكستان امس. وقال مالك تصدق حياة وهو مسؤول شرطة كبير في منطقة ميانوالي لـ«رويترز» إن سبعة من رجالنا قتلوا في الهجوم الذي يبدو انه جزء من النشاط الارهابي الذي يقوم به متشددون عبر البلاد. وأصبحت هجمات المتشددين المرتبطين بالقاعدة وطالبان على قوات الامن شيئا معتادا في باكستان في العامين الاخيرين ولكن الحوادث في ميانوالي نادرة .

وتقع ميانوالي على الضفة الشرقية لنهر الاندوس الذي يفصل اقليم البنجاب عن الاقليم الشمالي الغربي الحدودي والأراضي القبلية حيث يكثر التشدد. وهاجمت قوات الامن امس الجمعة بطائرات هليكوبتر متشددين قرب منطقة خيبر القبلية مما ادى الى قتل 52. وهاجم المتشددون في خيبر قوافل الشاحنات التي تنقل امدادات الى القوات الغربية في افغانستان على مدى الاشهر القليلة الماضية مما اجبر الولايات المتحدة على تعزيز بحثها عن طرق بديلة. وقتلت قنبلة اول من امس 27 شخصا خارج مسجد شيعي في بلدة ديرا غازي خان وتشتبه السلطات بان متشددين سنة لهم صلة بالقاعدة هم الذين يقفون وراء الهجمات الطائفية التي تستهدف زعزعة استقرار البلاد.

من جهة اخرى قال السفير الباكستاني في الولايات المتحدة في مقابلة نشرتها صحيفة «فيننشال تايمز» أمس إن أي مساعدات تمنحها ادارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الى باكستان يجب ان تأتي دون شروط. وصرح حسين حقاني للصحيفة ان «أي مساعدة مشروطة لا يمكن ان تكون جيدة». وجاءت تصريحاته بعدما قال نائب الرئيس الأميركي جو بايدن اول من امس ان ادارة أوباما ستقوم بإحياء خطة لإرسال مساعدات عسكرية بقيمة 5.1 مليار دولار لباكستان، حليفتها الرئيسية في الحرب ضد قوات طالبان والقاعدة في افغانستان. وتردد ان الولايات المتحدة تريد مضاعفة المساعدات المدنية ولكن في الوقت ذاته فرض شروط لضمان تخصيص المساعدات العسكرية الى باكستان لمحاربة المتمردين في افغانستان وليس بناء دفاعات في مواجهة الهند. ويتوقع ان يقدم بايدن صورة كاملة للسياسة الأميركية في عهد أوباما في مؤتمر الأمن الذي عقد في ميونيخ في ألمانيا أمس.

وفي نيودلهي قال قائد الجيش الهندي الجنرال ديباك كابور إن البنية الأساسية للإرهاب في باكستان لا تزال «قائمة ونشطة» مشيرا إلى أن عدد معسكرات الإرهاب هناك تتراوح بين 30 و50 معسكرا.