مصادر ليبية: القذافي يخطط لزيارة الولايات المتحدة العام الحالي

الزعيم الليبي يحل في إريتريا وسط تكهنات بوساطة مشتركة مع الصومال وإثيوبيا

TT

قالت مصادر ليبية مطلعة إن الزعيم الليبي معمر القذافي يرغب في القيام بزيارة عمل إلى الولايات المتحدة قبل نهاية العام الجاري أو مطلع العام المقبل على الأكثر، لإلقاء خطاب أمام مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، ثم يتوجه إلى واشنطن للقاء الرئيس باراك أوباما وأعضاء الكونغرس لبحث تطوير العلاقات الليبية ـ الأميركية.

ولفتت المصادر إلى أن ترتيبات الزيارة ستتم لاحقا عبر القنوات الدبلوماسية بين طرابلس وواشنطن، مشيرة إلى أن ليبيا تتطلع إلى مرحلة جديدة في تاريخ علاقاتها مع الإدارة الأميركية الجديدة.

وسبق أن أعرب الزعيم الليبي العقيد القذافي، للمرة الأولى علانية عن رغبته في زيارة الولايات المتحدة خلال قيامه نهاية عام 2007 بجولة لبعض الدول الأوروبية شملت البرتغال وفرنسا وإسبانيا. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أعرب في رسالة وجهها للعقيد القذافي أول من أمس عن ثقته في أن يعملا معا لبناء عالم آمن مبنى على السلام والصداقة. وقالت وكالة الأنباء الليبية الرسمية إن كلمات أوباما جاءت في برقية شكر وامتنان بعث بها إلى القذافي رداً على التهنئة التي كان قد بعث بها الزعيم الليبي إليه بمناسبة انتخابه رئيساً للولايات المتحدة. ونقلت الوكالة عن أوباما قوله للزعيم الليبي: «إني على ثقة من أنه سيكون بإمكاننا العمل معا بروح من السلام والصداقة لبناء عالم أكثر أماناً خلال السنوات الأربع القادمة، وأتطلع للعمل معكم من أجل تطوير علاقات جيدة بين بلدينا».

يشار إلى أن القذافي قد ألمح ضمنا إلى احتمال قيامه بزيارة إلى الولايات المتحدة، عندما أبلغ رئيس وأعضاء مفوضية الاتحاد الأفريقي على هامش مشاركته الأسبوع الماضي في القمة الإفريقية بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أنه سيتحدث من مجلس الأمن الدولي ومن الجمعية العامة للأمم المتحدة، حول حق أفريقيا في أن يكون لها مقعد دائم في مجلس الأمن تتمتع فيه بحق النقض. وأوضح القذافي الذي تولى رسميا رئاسة الاتحاد الأفريقي لمدة عام، أن هذا الموضوع هو أحد الملفات التي أمام رئاسة الاتحاد في هذه المرحلة، مؤكدا أن المقعد الدائم في مجلس الأمن الدولي هو استحقاق لأفريقيا سواء بإصلاح الأمم المتحدة أو بدون إصلاحها.

إلى ذلك بدأ الزعيم الليبي زيارة عمل مفاجئة إلى إريتريا فيما بدا أنه محاولة لاستغلال رئاسته للاتحاد الأفريقي في إجراء وساطة بين إريتريا وإثيوبيا لحل الخلافات العالقة بينهما منذ سنوات. ووصل القذافي مساء أول من أمس إلى مدينة مصوع في زيارة إلى إريتريا تلبية لدعوة رئيسها أسياس أفورقي. وقالت مصادر ليبية رسمية إنه جرت للقذافي مراسم استقبال حارة شارك فيه عمدة المدينة وعدد من كبار المسؤولين الإريتريين لدى وصوله إلى مطار مصوع الدولي قادما من العاصمة الإثيوبية، حيث كان في مقدمة مستقبليه الرئيس أفورقي.

ولفتت المصادر إلى أن القذافي سيسعى أيضا إلى تقريب وجهات النظر بين أفورقي والرئيس الصومالي الجديد الشيخ شريف شيخ أحمد حول كيفية حل المشكلة الصومالية، خاصة في ضوء استضافة العاصمة الإريترية أسمرة لتحالف المعارضة الصومالية بقيادة الزعيم الإسلامي المتشدد الشيخ حسن طاهر أويس، الذي سبق أن انشق عنه الشيخ شريف العام الماضي.

وكانت وزارة الخارجية الإريترية قد أعربت في بيان لها قبل يومين عن عدم اعترافها بشرعية الرئيس الصومالي الذي انتخبه برلمان بلاده الأسبوع الماضي في جيبوتي المجاورة رئيسا لترويكا السلطة الانتقالية خلفا للرئيس المستقيل عبد الله يوسف.