لبنان: «14آذار» واثقة من الفوز وتتريث في إعلان مرشحيها

«الجدل الانتخابي» يتواصل بين «القوات» وتيار عون

TT

استمر «الجدل الانتخابي» على حاله في لبنان مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقررة في السابع من يونيو (حزيران) المقبل، في ظل الاصطفاف السياسي القائم بين فريقي « آذار» و«8 آذار». فيما انبرى أعضاء في تكتل «التغيير والإصلاح» الذي يرأسه العماد ميشال عون وكتلة «القوات اللبنانية» إلى تأكيد ارتفاع شعبية تياريهما مسيحيا. وتحدث نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان الشيخ عبد الأمير قبلان أمس، عن «بذخ المال وملايين الدولارات التي تصرف في سبيل الفوز في الانتخابات قبل أن يقدم المرشحون برامجهم ومشاريعهم الانتخابية ومدى خدمتها للوطن»، متسائلا عن سبب «حشد الناس بالمال لانتخاب فلان أو إقصاء فلان بهذه الطريقة». ودعا هؤلاء إلى وضع هذه الأموال في مشاريع خيرية .

ورأى رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، أن قوى «14آذار» تحاول «الالتزام قدر المستطاع بخطاب التهدئة والتقيد بالخطاب السياسي، ولكن الفريق الآخر «لا يترك للصلح مطرحا» فهو يسعى جاهدا إلى إثارة النعرات وحض الناس على القتال والخلاف، فهل هذا هو العمل السياسي؟» وأعلن «أن البعض لا يلمس تدني مستوى شعبيته جراء هذا النهج وما زال مستمرا فيه»، في إشارة غير مباشرة إلى رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون. واعتبر «أن كل ما نشهده اليوم لا يبشر بالخير، مع أننا ندعو دائما إلى الإيجابية»، وقال: «إن من لا أمل لديه في الربح، يتوجه نحو التهديد، فمنذ خمسة أشهر تقريبا بدأ الفريق الآخر يفقد الأمل في الفوز في الانتخابات النيابية المقبلة، انطلاقا من هنا بدأ يستخدم منطق التهديد والهجوم وتحوير الوقائع».

وفي الإطار نفسه قال عضو كتلة القوات النائب أنطوان زهرا، إن «المعركة محسومة لمصلحة قوى 14 آذار على المستوى العام، والفريق الآخر لا يستطيع تغيير النتيجة إلا بشرذمتنا»، ورأى أن أمر إعلان الترشيحات متروك لقيادات «14 آذار» في الوقت المناسب، وأنه «تكتيكيا ولمصلحتنا السياسية، فإنها لن تعلن اليوم». وأضاف: «إذا ربحنا الانتخابات المقبلة، فإننا سنستكمل مسيرة الحرية والاستقلال، وإذا خسرنا، فإن لبنان الدولة والمؤسسات، يعود عشرات السنين إلى الوراء». وفي المقابل قال أمين سر تكتل «التغيير والإصلاح» النائب إبراهيم كنعان «إن حزيران (يونيو) المقبل سيكون موعد التيار الوطني الحر مع كل من يشكك في ولاء اللبنانيين عموما، والمتنيين خصوصا وثقتهم بمسيرة التغيير والإصلاح، وصناديق الاقتراع سوف تجيب». وإذ اعتبر «أن انتخابات عام 2005 كانت مهمة»، أكد أن «انتخابات الـ2009 ستكون مفصلية وستقرر مستقبل لبنان». وأضاف: «قالوا ماذا يمكن أن يفعل تكتل مؤلف من واحد وعشرين نائبا مقابل أكثرية مطلقة، واليوم إذا أجرينا مقارنة بين الـ2005 والحاضر، نجد أن التيار الوطني الحر أصبح في صميم النظام السياسي، وفي الحكومة ممثلا بخمسة وزراء، وفي المجلس النيابي هو رأس الإصلاح والمحرك الأساس للتشريع، كما أنه بممانعته ونضاله استعاد للمسيحيين حقهم في التمثيل، عبر قانون لا نعتبره الأمثل، ولكن حتى هذا القانون كان مستحيلا».

وشدد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، على «أن مصيرية الاستحقاق الانتخابي بالنسبة إلينا، هي في كيفية تحصين خياراتنا السياسية والوطنية»، معتبرا أن «الذين يربطون كل مستقبل البلاد بهذا الاستحقاق فهم مخطئون، وهم يعرفون أنهم مخطئون، لكنهم يستعملون هذه الخطابات كـ«بروباغندا» لترهيب الناس والتغرير بهم. أما نحن فنؤمن بأن لبنان باق، واللبنانيون باقون، أما السقوط فهو للخيارات السياسية الخاطئة». وأكد «ضرورة بذل كل الجهود، من أجل أن نحقق وحلفاؤنا في الانتخابات المقبلة فوزا يفوق التوقعات، لأنه كلما عززنا حظوظنا بالفوز، نكون قد حققنا انتصارا لخياراتنا السياسية التي تعزز دور لبنان وحضوره القوي في صلب القضايا العربية، وتثبته في موقعه الطبيعي، كبلد مقاوم وممانع، وفي انتمائه إلى محيطه القومي والعربي».