عادت الصراعات على رئاسة حزب الغد المعارض تطفو على السطح مرة أخرى بعد حكم أصدرته محكمة مصرية أمس قضى بالاعتداد بانتخاب إيهاب الخولي رئيسا للحزب (جناح أيمن نور مؤسس الحزب) وإلغاء قرار لجنة شؤون الأحزاب السياسية الذي كان قد قرر الاعتداد بموسى مصطفى موسى (الجناح المناوئ لنور). وسُيدخل الحكم الصادر أمس الحزب في دوامة قضائية جديدة، قد يدخل بموجبها في نفق التجميد المظلم لصدور عدة أحكام قضائية نهائية، لكلا الفريقين المتنازعين.
وقالت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة في جلستها المنعقدة برئاسة المستشار حمدي ياسين إن لجنة شؤون الأحزاب باعتدادها بموسى قد انحازت له على حساب الخولي، خاصة أن هناك 3 إخطارات من حزب الغد إلى لجنة شؤون الأحزاب تفيد باختيار الخولي رئيسا للحزب، مشيرة إلى أن محكمة جنوب القاهرة التي أصدرت حكما بالاعتداد بموسى مصطفى موسى رئيسا للحزب لم تكن على علم بالإخطارات التي أرسلها حزب الغد للجنة شؤون الأحزاب قبل أن تصدر حكمها بالاعتداد لموسى مصطفى موسى. وأكدت المحكمة في أسبابها أنه كان من المفترض للجنة شؤون الأحزاب أن تعتد بآخر رئيس اختارته الجمعية العمومية للحزب.
لكن موسى أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه سيقدم استشكالا لوقف قرار المحكمة». وقال في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه: «إن الحكم ولد منعدما ولا يترتب عليه أثر في مواجهة حزب الغد»، مشيرا إلى أن «الحكم مخالف لحجبه أحكاما قضائية نهائية تم تنفيذها بالفعل ولا ينال من تنفيذها صدور الحكم المشار إليه». وأكد أن الحكم يستحيل تنفيذه إلا بعد عرضه على المحكمة الدستورية في البلاد (أعلى محكمة في البلاد) نتيجة لوجود تنازع بين جهات قضائية ووجود حكمين نهائيين صدرا من جهتين قضائيتين مختلفتين، لكن جناح «نور» رحب بالحكم، وقال الخولي لـ«الشرق الأوسط»: إن الحكم يضع التزاما أخلاقيا وقانونيا على لجنة شؤون الأحزاب من أجل الاعتراف بي رئيسا شرعيا، داعيا الحكم في مصر إلى فتح صفحة جديدة مع الغد وفتح الساحة السياسية أمام مختلف التيارات. وقالت جميلة إسماعيل زوجة نور لـ«الشرق الأوسط»: الحكم يرد الحق لأصحابه وينهي الادعاءات التي روج لها جناح موسى، وشددت على استمرار جناح نور في نضاله القانوني رغم محاولات النظام إلى دفع الحزب إلى نفق مظلم من الخلافات القضائية. وكان إيهاب الخولي قد أقام طعنا على قرار لجنة شؤون الأحزاب بالاعتداد بموسى مصطفى موسى رئيسا لحزب الغد في ضوء حكم سبق أن صدر لصالحه من محكمة جنوب القاهرة الابتدائية، مشيرا إلى أنه سبق لحزب الغد أن أصدر في 18 سبتمبر(أيلول) 2005 قرارا بفصل موسى مصطفى موسى من عضوية الحزب، وأن الجمعية العمومية للحزب اجتمعت في 2 مارس (آذار) 2007 وقامت باختيار الخولى رئيسا للحزب خلفا لأيمن نور الرئيس الأسبق للحزب الذي يقضى حاليا عقوبة بالسجن 5 سنوات في قضية تزويره لتوكيلات حزب الغد.