الطائفة «الأحسائية» في البصرة.. تكسر انعزالها وتشارك في العملية السياسية

رئيس قائمتها: أغلب مرشحينا لم يكونوا من أبناء الطائفة

TT

ربما تحجز قائمة تجمع العدالة والوحدة، التي يرأسها عامر حسين الفائز، شيخ عشيرة أولاد عامر، أو قائمة «الأحسائية» نسبة إلى منطقة الأحساء في الجزيرة العربية، مقعدا أو مقعدين من بين 35 مقعدا لمجلس محافظة البصرة بعد حصولها على نسبة 5,5 % من أصوات الناخبين، وهي المرة الأولى التي تدخل فيها الطائفة المعترك السياسي في العراق.

وتعد طائفة الأحسائية، أو كما تسمى في المدينة «الحساوية»، وهم فرقة شيعية قائمة بذاتها، ثالث مكون في البصرة بعد الشيعة الإثنى عشرية والسنية من حيث عدد السكان الذي يصل بحدود 250 ألف مواطن.

وامتاز أولاد عامر، منذ أن قطنوا البصرة قبل أكثر من 200 عام بعد قدومهم من الأحساء والقطيف بالجزيرة العربية، بعلاقاتهم الودية مع المكونات الأخرى وعدم اللجوء إلى المنازعات أو الانضمام إلى المعارضة أو الدخول في دهاليز السياسة، إضافة إلى سوء علاقاتهم بإيران مما أكسبهم احترام وتقدير كل الحكومات بما فيها حكومة النظام السابق.

وقال الشيخ الفائز لـ«الشرق الأوسط» إن «قائمة التجمع ضمت 27 مرشحا بينهم عناصر من التكنوقراط، ممن ليسوا من أبناء الطائفة، وكنا نهدف إلى وأد الفتنة الطائفية ومعالجة الأزمات السياسية والعشائرية التي أوشكت أن تعصف بالبصرة وأهلها بعد غياب دولة القانون». وأضاف الفائز أن «جل اهتمامنا ينصب على ولادة مجلس محافظة منسجم ويستند إلى الإدارة الجماعية لتعزيز الأمن وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتقوية مؤسسات الدولة وقطع دابر التدخلات الخارجية واعتماد لغة الحوار واحترام مبدأ التداول السلمي للسلطة».

ويرى زاهر محمد، باحث عراقي أن «الحسائية أو الشيخية هي إحدى الطوائف الشيعية من أتباع الشيخ أحمد زين الدين الأحسائي الذي قدم إلى كربلاء من نجد منتصف القرن الثامن عشر الميلادي. ويتركز وجود الشيخية في البصرة وفي كربلاء، وبناحية الوجيهية في ديالى، وأتباعها لا يتبعون أية مرجعية في النجف وان مرجعيتهم تتمثل بالسيد علي الموسوي القاطن حاليا في البصرة حيث تنتقل هذه المرجعية بالوراثة، ولديهم اختلافات في عدد من القضايا الفقهية مع الشيعة الإثنى عشرية، ومن بينها أنهم يدفنون موتاهم في مدينة كربلاء».

وقال الباحث محمد انه «بالرغم من كثافتهم السكانية، فإنه لا وجود للمثل للطائفة في العملية السياسية وان أغلبهم يعمل بالقطاع الخاص وزراعة النخيل، وقد تعرضوا بعد الغزو الأميركي للعراق لأعمال عنف من قبل الجماعات المسلحة وان بعضهم فضل الهجرة إلى المملكة العربية السعودية خشية التهديد والقتل، كما تعرض آخرون للابتزاز من قبل عشائر الأهوار ومطالبتهم بمبالغ فدية جراء اختطاف أعداد من أبنائهم، مما دعاهم إلى تكوين مجلس إسناد القانون بعد التوافق مع شخصيات ووجهاء المدينة لإعادة فرض الأمن». وتوسم الشيخ الفائز خيرا بالمجلس الجديد الذي جاء على خلفية «رفض الناخبين لمبدأ المحاصصة الطائفية واعتماد مبدأ الكفاءة في اختيار الإداريين واحترام القانون والدستور كأسلوب عمل واضح وتصعيد ثقة المواطن بحكومته المنتخبة»، حسب قوله.

ويؤدي أبناء الطائفة طقوسهم الدينية في جامع الطائفة بمنطقة الجزائر، الذي يعد من أكبر الجوامع من حيث البناء المعماري إضافة إلى عدد من الجوامع الصغيرة الأخرى.