الرئيس الصومالي الجديد يصل إلى مقديشو لتشكيل حكومته.. وسط قصف للقصر الرئاسي

4 فصائل إسلامية مسلحة تشكل حزبا معارضا له

الرئيس الصومالي الجديد شيخ شريف أحمد يلوّح لمؤيديه لدى وصوله إلى مقديشو أمس (رويترز)
TT

وصل الرئيس الصومالي الجديد شريف شيخ أحمد إلى العاصمة مقديشو، قادما من جيبوتي التي انتخب فيها رئيسا للصومال من قبل البرلمان الصومالي الأسبوع الماضي، وذلك بهدف الإعداد لتشكيل حكومة ائتلافية.

وفي نفس الوقت، أعلن، في مقديشو، عن تشكيل تحالف جديد معارض للحكومة الصومالية ويتكون الحزب الذي أعطي اسم «الحزب الإسلامي الصومالي» من 4 فصائل إسلامية مسلحة، هي: «المحاكم الإسلامية» (جناح أسمرة) و«الجبهة الإسلامية»، ومعسكر «رأس كمبوني» ومعسكر «فاروق عانولي». ودعا الدكتور عمر إيمان رئيس الحزب الإسلامي فصائلَ المقاومة الصومالية إلى مواصلة القتال ضد حكومة الشيخ شريف، وأضاف «نحن نعلم أن هناك حكومة شكلت في جيبوتي القصد منها هو عرقلة تحقيق الأهداف التي قامت من أجلها هذه المقاومة، وأن شيئا لم يتغير فما حدث هو تغيير في بعض الوجوه ولذلك سنحارب ضدها كما حاربنا الحكومة التي سبقتها». ونزل الشيخ شريف في القصر الرئاسي الذي اتخذت إجراءات أمنية حوله، ومن المقرر أن يجري الرئيس الصومالي الجديد مشاورات تخص تكليف رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة مع زعماء الكيانات السياسية وقادة الفصائل الإسلامية التي أعلن بعضها معارضته الشديدة له. وعزفت فرقة من الشرطة الصومالية النشيد الوطني للرئيس الجديد الذي فرش له السجاد الأحمر لأول مرة، في الوقت الذي انتظر فيه آلاف المرحبين خارج المطار لاستقباله، في إجراءات أمنية مشددة حول مسار الموكب الرئاسي من المطار إلى القصر الرئاسي، حيث نقل بمدرعة عسكرية تابعة لقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي. وقبيل مغادرته المطار في طريقه إلى القصر الرئاسي عقد الرئيس الصومالي مؤتمرا صحافيا مقتضبا حدد فيه مهمتين أساسيتين لزيارته للعاصمة قال فيه «جئت إلى العاصمة.. أولا؛ للتشاور مع كافة الأطراف الصومالية حول العمل في المرحلة الجديدة التي دخلتها البلاد. وثانيا؛ دعوة الأطراف الغائبة عن العملية السياسية الجارية إلى حوار بناء، وحل أي خلاف بالطرق السلمية». وبعدها انتقل إلى القصر الرئاسي. وتعتبر مهمتا تعيين رئيس الوزراء الجديد، وضم المعارضين الإسلاميين إلى العملية السياسية، من طليعة جملة من التحديات السياسية والأمنية التي تنتظر الرئيس الصومالي الجديد في بلد مليء بالصراعات السياسية والقبلية والآيديولوجية لسنوات طويلة. وقد تعرض القصر الرئاسي في العاصمة لهجوم بالصواريخ من قبل المسلحين المعارضين للحكومة، وسقط عدد من الصواريخ بمحيط القصر، ولكن لم يتم الكشف عن خسائر.. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذا الهجوم، إلا أن عددا من الفصائل الإسلامية المعارضة للرئيس شريف توعدت بمواصلة الحرب ضد السلطة التي يقودها الرئيس الجديد. وأفاد مصدر في مكتب الرئيس الصومالي لـ«الـشرق الأوسط» بأن الرئيس أصدر أمرا إلى القوات الحكومية وقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي بعدم الرد على هذا القصف، لتفادي الخسائر في صفوف المدنيين. وكان المقاتلون الإسلاميون المعارضون قد شنوا هجمات مماثلة بقصف القصر الرئاسي أثناء حكم الرئيس الصومالي السابق عبد الله يوسف أحمد، وكانت ترد القوات الحكومية والقوات الإثيوبية وقوات الاتحاد الأفريقي بقصف مماثل في مناطق تعتقد أن الصواريخ تنطلق منها مما أسفر عن مقتل المئات من المدنيين في السابق.