علاقات واشنطن سيطرت على مؤتمر ميونخ الأمني الـ45

طهران تؤكد استعدادها لبحث ملفها النووي مع الأميركيين إذا قدموا «مفهومهم» للحل

TT

أنهى مؤتمر ميونخ الأمني الـ45 أعماله أمس، بعد أن كانت علاقات واشنطن الخارجية المحور الأبرز في المؤتمر السنوي. ومن روسيا إلى إيران، كانت علاقات الولايات المتحدة برئاسة باراك أوباما محط اهتمام المشاركين رفيعي المستوى. ورحبت روسيا أمس بعرض أميركي بـ«العودة إلى نقطة البداية» في العلاقات مع موسكو، وأشارت إلى أن الطرفين يمكنهما أن يراجعا معا قضية الدفاع الصاروخي المثيرة للخلاف.

وقال سيرغي إيفانوف نائب رئيس الوزراء الروسي في مؤتمر صحافي على هامش أعمال المؤتمر الأمني: «من الواضح أن الإدارة الأميركية الجديدة لديها رغبة قوية في التغيير، وهذا يوحي بالتفاؤل». وكان نائب الرئيس الأميركي جو بايدن قد أعلن في مؤتمر ميونيخ، أن الوقت قد حان من أجل العودة بالعلاقات إلى نقطة البداية، وإنهاء التدهور الخطير في العلاقات بين موسكو وحلف شمال الأطلسي، وهو التصريح الذي وصفه إيفانوف بأنه «إيجابي للغاية».

وعارضت موسكو بشدة خطط الرئيس الأميركي السابق جورج بوش لنشر مكونات من درع صاروخية في بولندا وجمهورية التشيك للدفاع ضد ما تراه تهديدات من دول معادية لواشنطن، ولا سيما إيران.

وأشار إيفانوف الذي شارك في مؤتمر ميونخ، إلى أن موسكو مستعدة لمناقشة التهديدات الصاروخية مع واشنطن. وقال: «نحن لا ندّعي أنه لا يوجد تهديد. السؤال هو: كيف يكون رد فعلنا على التهديد الافتراضي لانتشار تكنولوجيا الصواريخ؟». وأضاف: «هناك خيارات قليلة تشمل من بين أشياء أخرى تقييمًا مشتركا للتهديد، تقوم به روسيا والولايات المتحدة». وأكد إيفانوف أيضا أنه إذا ألغت واشنطن الدرع الصاروخية المزمَعة فلن تشرع روسيا في نشر الصواريخ النووية بالقرب من الحدود البولندية، كما هددت سابقا. ولكن عندما سُئل ما إذا كانت روسيا ستتخذ خطوات ملموسة تشير إلى استعدادها للعمل مع الولايات المتحدة، قال إيفانوف: «إننا لسنا في سوق شرقية، ونحن لا نتعامل بالصورة التي يتعامل بها الناس في السوق الشرقية».

والتقى بايدن وإيفانوف في اجتماع مغلق في ميونخ أمس، إلا أنه لم يحدث أي لقاء بين الوفد الأميركي المشارك في المؤتمر مع الوفد الإيراني. وكانت تقارير صحفية أشارت إلى احتمال إجراء لقاء، وإن لم يكن على مستوى رفيع، في أول تجمُّع يحضره مندوبون عن البلدين اللذين بقيت العلاقات بينهما منقطعة.

وأعلن رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، بعد مشاركته في مؤتمر ميونخ، أن بلاده على استعداد لأن تبحث مع الولايات المتحدة «من دون شروط مسبقة» ملفها النووي، بشرط أن تقدم الأخيرة «مفهومها» للحل، بحسب ما نقلت عنه صحيفة «زودويتشي تسايتونغ». وقال كبير المفاوضين السابق في الملف النووي الإيراني في مقابلة مع الصحيفة الألمانية، إن «النزاع حول الملف النووي لن يكون مشكلة غير قابلة للحل، إذا ما أقلع كل منا عن التشبث بمواقفه. نحن على استعداد لأن ندخل في حوار من دون شروط مسبقة، ولكن من أجل هذا يجب أن تكون هناك نقطة انطلاق حقيقية». وأوضح لاريجاني أنه ينتظر من الأميركيين الإعلان عن «مفهومهم» للحل. وقال: «إذا كان الأميركيون مستعدين حقا لحل المشكلات، فعليهم أن يقدموا مفهومهم» للحل. وأكد لاريجاني أن الأميركيين لم يقدموا حتى الساعة «أي عرض ملموس»، مشددا على أن «التصريحات الإعلامية أو الخطابات» لا تكفي.