الأحزاب المشاركة في الانتخابات الإسرائيلية غداً.. بينها 3 قوائم عربية

ترجيح فشل 20 حزبا في الدخول إلى الكنيست لعدم حصولها على 68 ألف صوت

زعماء الاحزاب الرئيسية في اسرائيل وهم من اليمين: تسيبي ليفني (كاديما) وبنيامين نتنياهو (الليكود) وايهود باراك (العمل) وافيغدور ليبرمان (اسرائيل بيتنا)
TT

يتوجه الناخبون في إسرائيل غداً لانتخاب 120 عضو كنيست من بين 34 قائمة انتخابية رسمياً، انسحبت إحداها قبل أسبوع (وهي القائمة التي نقشت على علمها الدفاع عن حقوق المعلمين، لكنها تراجعت)، ولكن لجنة الانتخابات لم تتمكن من إلغائها.

والقوائم هي:

* «كديما»: وهو الحزب الحاكم، حزب وسط يميني ليبرالي. تأسس عام 2005 بزعامة أرييل شارون، القائد الليكودي الذي يئس من دوغماتية حزبه والتقى بذلك مع شيمعون بيريس الذي يئس من دوغماتية حزب العمل، فقررا تشكيل حزب جديد. بعدما أصيب شارون بشلل دماغي نجم عنه غيبوبة لم يفق منها حتى اليوم، خلفه إيهود أولمرت، الذي تورط بحرب فاشلة في لبنان وبعدة قضايا فساد فاضطر إلى الاستقالة لتحل محله تسيبي ليفني. وهو الآن ممثل بـ 29 مقعداً بالكنيست، وتتوقع استطلاعات الرأي أن يخسر 4 – 5 مقاعد.

* الليكود: حزب يمثل التيار الإصلاحي اليميني المتطرف في الحركة الصهيونية منذ انشقاقها أواسط الثلاثينات من القرن الماضي. وظل في المعارضة حتى سنة 1967، عندما ضمه ليفي أشكول إلى حكومة الوحدة الوطنية قبل حرب 1967. فاز هذا الحزب بقيادة مناحيم بيغن بالحكم سنة 1977 وصنع السلام مع مصر. ولاحقاً قصف المفاعل النووي في العراق وشن حرب لبنان الأولى التي نفذت خلالها مجازر صبرا وشاتيلا التي أدت إلى انعزال بيغن عن السياسة. وبعد انسحاب شارون منه هبطت قوته من 40 مقعداً في انتخابات 2003 إلى 12 مقعداً في انتخابات 2006. ولكن استطلاعات الرأي الأخيرة تعطيه 27 – 28 مقعداً وتبشر قائده نتنياهو برئاسة الحكومة.

* العمل: قائد الحركة الصهيونية ومؤسس إسرائيل التي حكمها حتى 1977. ثم عاد إلى الحكم شريكاً لليكود عامي 1984 و1988 ثم شكل حكومة عام 1992، وأبرم اتفاقات أوسلو، التي كان من المفترض أنها مشروع السلام مع الفلسطينيين على أساس مبدأ دولتين للشعبين، ولكن المشروع توقف باغتيال رئيس حكومته إسحق رابين 1995. وفشل إيهود باراك، عندما تولى رئاسة الحكومة سنة 1999 في استئناف السلام. وبدأ الحزب بالانهيار من بعد باراك. وإذا كان يحظى بخمسين مقعداً في الكنيست في الماضي، فإنه هبط إلى 19 مقعداً في الانتخابات الأخيرة. وتنبأت له الاستطلاعات بالانهيار تماماً والحصول على 7 مقاعد فقط قبل شهرين، ولكن الحرب العدوانية على غزة، التي قادها باراك، أعادت له أوساطاً عديدة من المؤيدين والآن تعطيه الاستطلاعات 16 مقعداً.

* «إسرائيل بيتنا»، وهو حزب صاعد بدأ سنة 2003 بكسب أصوات اليهود الروس وأصبح اليوم حزب كل من يكن العداء للعرب عموماً والفلسطينيين خصوصاً. ويدير قائده أفيغدور ليبرمان حملته الانتخابية على أساس العداء للمواطنين العرب في إسرائيل واعتبارهم طابوراً خامساً يتآمر على تدمير إسرائيل. حصل أول مرة على 4 مقاعد وثاني مرة على 11 مقعداً واليوم تتنبأ له الاستطلاعات بالفوز بـ 19 مقعداً. وستكون العصمة بيده لتحديد هوية رئيس الحكومة المقبل.

* «شاس»، حزب لليهود الشرقيين المتدينين. يخلط السياسة بالدين. ومع أن رئيسه الروحي، الحاخام عوفاديا يوسيف، معروف بتصريح شهير «الإنسان أهم من الأرض»، لتبرير موافقته على الانسحاب من المناطق المحتلة، إلا أنه يعتبر حزباً يمينياً. عدد وافر من قادته اتُهموا وأدينوا وسُجنوا بتهمة اختلاس أموال الدولة وتلقي الرشاوى، وفي مقدمتهم زعيمه أريه درعي والوزير شلومو بن عزري وعدد من النواب. هو أيضاً حزب صاعد باستمرار. له اليوم 12 مقعداً، لكن الاستطلاعات تشير إلى احتمال هبوطه إلى 10. وهو الحزب الذي منع ليفني من تشكيل حكومة جديدة برئاستها قبل ثلاثة شهور فتسبب في تقديم موعد الانتخابات.

* «يهدوت هتوراة»، تحالف عدة أحزاب لليهود الغربيين المتدينين (أشكناز)، متصارعة جداً فيما بينها لكنها تتحد في الانتخابات. وتتنبأ له الاستطلاعات زيادة مقعد أو اثنين. هو أيضا يعتبر من اليمين المتشدد، ويكون غالباً قريباً من الليكود ولكنه يركز بالأساس على القضايا الاجتماعية والدينية.

* «ميرتس»، حزب اليسار الصهيوني، معتدل في مواقفه عادة ويؤيد السلام على أساس إزالة الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية. ولكنه يسقط دائماً في امتحانات الحروب. يؤيد الحرب في البداية ثم ينقلب ضدها مع مرور الأسبوع الأول، هكذا فعل في حربي لبنان سنة 1982 وسنة 2006 وهكذا في حرب غزة الأخيرة. وهو الحزب الذي يساند حركة السلام الآن.

* «البيت اليهودي»، من بقايا الحزب الديني اليهودي الصهيوني «المفدال»، الذي يعتبر شريكاً في إقامة إسرائيل وقيادتها سوية مع حزب العمل عشرات السنين. لكن هذا الحزب بدأ يشهد انعطافاً حاداً إلى اليمين المتطرف منذ حرب 1967 وهو الذي يقود مشاريع الاستيطان. ويقود اليوم مجلس المستوطنات بالضفة الغربية. ذات مرة وصل إلى 12 مقعداً. ولكنه في السنوات الأخيرة يعيش بفضل تحالفاته مع أحزاب أخرى. شهد انشقاقاً هذه السنة. وتتنبأ له الاستطلاعات بأن يحصل على 3 مقاعد على الأكثر مما يعني أنه يعاني خطر السقوط.

* «الاتحاد القومي»، الحزب اليميني الأكثر تطرفاً في إسرائيل ينشط بالأساس في المستوطنات ويضم بين صفوفه عدداً من نشطاء تنظيمات الإرهاب اليهودية التي نفذت عدة عمليات إرهاب ضد الفلسطينيين. تحالف مع حزب المفدال في الانتخابات الماضية وحصلا معاً على 9 مقاعد، لكنهما تمزقا وتتنبأ له الاستطلاعات أن يحصل على 4 – 5 مقاعد.

* «المتقاعدون»: الحزب الجديد الذي كان مفاجأة الانتخابات السابقة، حيث حصل على 7 مقاعد. وهو ينقش على علمه النضال من أجل حقوق المسنين والمتقاعدين. ولكنه فشل في تحقيق إنجاز حقيقي. ويشهد خلافات وصراعات. وتتنبأ له الاستطلاعات بالسقوط.

* «الخضر»: هنالك نشاط واسع يتم في إسرائيل تحت لافتة الحفاظ على البيئة، وتتبناه عدة أحزاب (مثل ميرتس والجبهة). وفي كل انتخابات يخوضها حزب الخضر بقائمتين. وتفشلان. وهذا ما يحصل هذه المرة، حسب الاستطلاعات.

* القوائم العربية الوطنية، وهي ثلاث حالياً ولها مجتمعة 10 نواب. تشير الاستطلاعات إلى الخوف من أن تهبط إلى 8 نواب، حيث تشير بعضها إلى خطر سقوط حزب التجمع الوطني.

الأحزاب الساقطة:

إضافة إلى هذه الأحزاب الأربعة عشرة، التي توجد لديها آمال التمثيل في الكنيست، هناك 20 حزباً مرشحا للسقوط، علماً بأن كل حزب يحتاج إلى 68 ألف صوت حتى يدخل إلى الكنيست. وهذه الأحزاب تخوض المعركة من باب الاحتجاج، كما تدل عليها أسماؤها. وهي: حقوق المعلمين (الذي انسحب في اللحظة الأخيرة)، وحقوق المعوقين، وحقوق الرجل في العائلة، والشباب، ومكافحة ضريبة الدخل، ومكافحة سيطرة البنوك، والدفاع عن حقوق العمال (وهو حزب يهودي عربي تقوده النقابية أسماء اغبارية)، وإسرائيل المتجددة للمهاجرين الجدد والزوز وهو الذي ينادي بتقليص رواتب كبار الموظفين وقوة التأثير الذي ينادي بزيادة تأثير المواطن العادي وتغيير طريقة الانتخابات، والإسرائيليون، الذي ينادي بالليبرالية، والتقدمية الليبرالية الديمقراطية الذي ينادي بمنع الأحزاب الدينية وفصل الدين عن الدولة، ومرضى القلب، ومكافحة الإجرام المنظم، وأور لزيادة ميزانيات الأبحاث العلمية، وتجدد الصهيونية، وإزالة الفوارق بين اليهود وأخيراً الروح الطلائعية المتجددة.