فلسطينيو 48 يتوسطون بين أبو مازن وحماس

يسعون أولا لوقف الحملات الإعلامية بين الطرفين

TT

ذكر مصدر فلسطيني مطلع لـ«الشرق الأوسط» أنه بخلاف الطابع المتوتر للعلاقة بين حركة حماس من جهة والرئيس الفلسطيني محمود عباس وقيادة حركة فتح في الساحة الإعلامية، فإن الطرفين شرعا مؤخرا في اتصالات غير مباشرة بقصد التوصل لتفاهم حول استئناف الحوار الوطني. وأكد المصدر أن قيادات سياسية من فلسطينيي 48 تلعب دورا في التوسط بين الجانبين، مشيرا إلى أن هناك أساسا للتفاؤل أن تؤدي هذه الاتصالات في النهاية إلى استئناف الحوار. وحسب المصدر فإن الاتصالات التي يجريها الوسطاء تنصب على محاولة التوصل لتفاهم مشترك بشأن أجندة الحوار المشترك، معتبرا أن العوامل التي تدعو للتفاؤل هي حقيقة أن إسرائيل مشغولة حاليا بإجراء الانتخابات التشريعية الأمر الذي يقلص فرص تدخلها لإحباط جهود الوساطة الهادفة لاستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، إلى جانب عدم وجود مؤشرات على أن إدارة الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما ستبدي معارضة للحوار بين حماس وفتح كما كانت تفعل ذلك إدارة بوش السابقة. وأشار المصدر إلى وجود مؤشرات على استعداد اللجنة الرباعية لتغيير شروطها للتعامل مع حركة حماس، موضحا أن التصريحات التي أدلى بها توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية رئيس الوزراء البريطاني السابق مؤخرا لصحيفة «تايمز» البريطانية التي تحدث فيها عن «شروط مناسبة» للحوار مع حركة حماس ولم يشر فيها إلى شروط اللجنة الرباعية المتمثلة في ضرورة اعتراف حماس بإسرائيل والاتفاقيات الموقعة معها، ونبذ المقاومة بوصفها «إرهابا». واعتبر المصدر أن ما يعكس التغير في الأجواء هو تراجع أبو مازن عن رفضه الحوار مع حركة حماس لرفضها الاعتراف بمنظمة التحرير. واستدرك المصدر القول إنه من المبكر الحديث عن اختراقات في هذه الاتصالات الجارية، مؤكدا أن هناك جهودا تبذل حاليا لوقف الحرب الإعلامية بين الجانبين.

على صعيد آخر أكد المصدر أن ممثلا عن الحكومة التركية نقل لقيادة حماس في دمشق اقتراحا للإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط. وكان مصدر فلسطيني آخر قد أبلغ «الشرق الأوسط» أن إسرائيل أبلغت الأتراك والمصريين موافقتها على الإفراج عن جميع المعتقلين الذين تطالب حماس بالإفراج عنهم باستثناء أربعة، بشرط أن ينتقل المعتقلون المفرج عنهم للعيش في قطاع غزة. وأكد المصدر أن هناك أساسا للاعتقاد بأن إسرائيل ستوافق في النهاية على الإفراج عن المعتقلين الأربعة الذين ترفض إطلاق سراحهم.