وزير جزائري يتحدث عن «شوكة» في العلاقات مع فرنسا بسبب احتجاز دبلوماسي بباريس

تتهمه باريس بالتورط في اغتيال محام فرنسي من أصول جزائرية ناشط في حزب معارض

الرئيس بوتفليقة يستقبل نظيره الكوبي راوول كاسترو في الجزائر أمس (إ.ب.أ)
TT

قال وزير التضامن الجزائري جمال ولد عباس، إن احتجاز الدبلوماسي محمد زيان حسني بفرنسا منذ أغسطس (آب) الماضي «يعتبر شوكة صغيرة في العلاقات الجزائرية الفرنسية». وتتهم النيابة الفرنسية، حسني بالتورط في اغتيال محامٍ فرنسي من أصول جزائرية ناشط في حزب معارض بالجزائر.

وذكر ولد عباس للصحافة بعد استقباله النائب الاشتراكي الفرنسي جان نويل غيريني بالجزائر العاصمة، أمس، إن تحليل الحمض الريبي النووي الذي خضع له حسني بباريس «كان سلبياً، مما يثبت أنه بريء من التهمة الموجهة له». يشار إلى أن المحامي الفرنسي أندري علي مسيلي، تعرض للاغتيال عام 1987. ويقول ضابط المخابرات الجزائري محمد سمراوي، المنشق عن الجيش واللاجئ بألمانيا، إن حسني هو المتورط في الجريمة، فيما ترى السلطات الجزائرية أن الأمر «لا يعدو أن يكون ابتزازاً سياسياً من جانب الفرنسيين».

واعتقل حسني، وهو مدير التشريفات بوزارة الخارجية الجزائرية، في أغسطس (آب) الماضي عندما كان بمطار مرسيليا بفرنسا بناء على مذكرة توقيف دولية أصدرها القضاء الفرنسي نهاية 2007. ويدفع حسني الذي وضع قيد المراقبة القضائية، ببراءته بدعوى أن هناك تشابهاً بين اسمه واسم المتورط الحقيقي. وتقول أسرة حسني إن المتهم الرئيسي يسمى رشيد حساني.

وقرر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، نهاية العام الماضي التكفل بنفسه بالملف. ونقل عنه أنه غير راضٍ عن أداء المكلفين بمتابعة الملف، الذي طال حبسه كثيراً. وأعاب الرئيس على الأشخاص المطالبين بتوفير الوثائق التي تثبت براءة الدبلوماسي، «جموداً محيراً في الدفع بالقضية إلى نهاية تحفظ ماء وجه الجزائر، وتعيد الاعتبار لمسؤول وزارة الخارجية».

وأوضحت مصادر مطلعة، أن قطاعاً من المشرفين على الملف بالجزائر وفرنسا كانوا التمسوا من الرئيس طرق الموضوع مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي، بمناسبة مشاركة الرئيسين في قمة منظمة الفرنكفونية التي عقدت مؤخراً. لكن الرئيس، حسب المصدر، رفض الخوض فيما قد يفسر فرنسياً بأنه استغل علاقته الشخصية بالرئيس ساركوزي لحل الأزمة، مشيراً إلى أن بوتفليقة «يدرك مدى حساسية تدخل رئيس فرنسا قي قضية يعالجها القضاء المحلي، لذلك تحاشى أن يطلب بنفسه ذلك رغم تأكده من الظلم المسلط على محمد حسني، وفضل الاكتفاء بتدخل رئيس الدبلوماسية مراد مدلسي لدى نظيره الفرنسي برنار كوشنير، لمعالجة القضية». وكان كوشنير صرح بأن الحكومة الفرنسية لا تتدخل في شؤون القضاء.

وأعربت مصادر دبلوماسية جزائرية بباريس عن «أسفها لعدم تسجيل أي تطور ملموس في القضية»، وقالت للصحافة المحلية إن حسني خضع للحمض النووي منقوص الأوكسجين ولدراسة خط اليد، ولاحظت أن كل الوثائق التي تتحدث عن براءته قدمها للقاضي المحقق «لكن يبدو أن الأمر يتعلق بآلة قضائية شغلت خصيصاً للبحث عن جان». وفي الوقت نفسه، استقبل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أمس بالعاصمة الجزائر نظيره الكوبي راوول كاسترو. وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية أن المباحثات بين الزعيمين تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. ووصف بيان للرئاسة الجزائرية هذه الزيارة التي تعد من بين أولى زيارات الرئيس راوول كاسترو إلى الخارج منذ توليه رئاسة بلاده بأنها «تعد دليلا على نوعية العلاقات التاريخية الودية والتضامنية القائمة بين الجزائر وكوبا».