أستراليا: 96 قتيلا على الأقل في «جحيم» حرائق الغابات في أسوأ موجة حر

رئيس الوزراء وصف الوضع بـ«الكارثة الوطنية»

إطفائي يحاول إخماد حريق مشتعل شمال سيدني (أ.ف.ب)
TT

قتل 96 شخصا على الأقل في الحرائق التي تجتاح منذ أول من أمس جنوب شرقي أستراليا، ما يشكل كارثة وطنية وصفها رئيس الوزراء الأسترالي كيفن راد الأحد بأنها «جحيم».

وكانت حصيلة سابقة أشارت إلى مقتل 84 شخصا. وهي الحصيلة الأكبر في تاريخ أستراليا منذ حرائق «أربعاء الرماد» عام 1983 التي أدت إلى مقتل 75 شخصا في فكتوريا وفي ولاية نيو ساوث ويلز المجاورة.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي أمام الصحافيين إن «الجحيم بكل رعبه طاول سكان ولاية فكتوريا منذ 24 ساعة. كثيرون قضوا وكثيرون أصيبوا». واتُخذ قرار بنشر وحدات من الجيش لدعم ثلاثة آلاف عنصر إطفاء يحاولون السيطرة على النيران.

وقال قائد الشرطة في ولاية فكتوريا كريستين نيكسون «نتوقع لسوء الحظ أن يرتفع عدد الضحايا».

والتهمت النار تماماً قرية في شمال غرب ملبورن. وقال إيفور جونز الكاهن الذي كان يقطن في هذه القرية «لقد أزيلت ماريسفيل عن الخارطة، إحدى أجمل القرى في فيكتوريا بل إحدى الأجمل في أستراليا». وملبورن هي ثاني مدن البلاد وعاصمة ولاية فكتوريا.

وروى ناجون أن سحابة كثيفة من الرماد الأسود انتشرت في الفضاء حاجبة الشمس، ولم يظهر من خلالها إلا «ضوء برتقالي رهيب» فيما كانت النيران تلتهم منازلهم.

وقال كريس هارفي أحد سكان مدينة كينغلاكي التي أصيبت بأضرار جسيمة في شمال غرب ملبورن «سيكون الأمر أشبه بهيروشيما، كما لو أن قنبلة نووية» انفجرت في المكان. وأضاف «هناك حيوانات نافقة في كل مكان». ويبدو أن العديد من الضحايا قضوا بعدما حاصرتهم النار في سياراتهم أو منازلهم فيما كانوا يحاولون الفرار منها.

وأوضح مساعد قائد شرطة فكتوريا كارين والش أن «هذه الحرائق سريعة جداً وعنيفة جداً وشرسة جداً».رئيس الوزراء وصف الوضع بـ«الكارثة الوطنية» أستراليا: 84 قتيلا على الأقل في «جحيم» حرائق الغابات في أسوأ موجة حر وصرح ريبل تالبوت المتحدث باسم دائرة الأرياف في أجهزة الإطفاء في ولاية نيوساوث ويلز لشبكة «سكاي نيوز» «الأمر الأسوأ الذي يمكن أن يحدث للناس هو أن يتخذوا من دون تفكير قراراً بالهروب ثم يجدون أنفسهم محاصرين داخل سياراتهم».

وأسهمت الرياح الشديدة في تأجيج أكثر من خمسين حريقاً في ولايتي فكتوريا ونيوساوث ويلز وفي أراضي العاصمة كانبيرا. وبلغت الحرارة في هذه المناطق 46 درجة بسبب موجة الحر. وكانت حرائق الغابات في أستراليا أودت بـ75 شخصاً العام 1983 في فكتوريا وجنوب البلاد. وتعهدت السلطات الأسترالية بمعاقبة مفتعلي الحرائق بشدة، محملة إياهم مسؤولية إشعال بعضها. وقالت الشرطة إنه قد تتم ملاحقتهم بتهمة القتل.

والواقع أن أستراليا تشهد منذ أكثر من أسبوعين موجة حر غير مسبوقة.

وقد بلغت الحرارة في ملبورن السبت رقماً قياسياً جديداً في فبراير (شباط) ووصلت إلى 46.4 درجة عند الظهر. ولم يتوقع رئيس الوزراء في ولاية فكتوريا جون برامبي تحسناً على المدى المنظور، وقال «لم ينته الأمر بعد، ليس قبل أن ينهمر المطر، ولا توقعات بسقوط المطر خلال الأيام المقبلة».