مبعوث أوباما في جنوب آسيا.. وقضية خان على جدول الأعمال

باكستان تؤكد أنها لن تسمح لعلمائها بتسريب أسرار نووية

رجل يطهو الطعام لنازحين في مخيم في منطقة أكثر أمناً في إقليم سوات المضطرب الذي نزح منه أكثر من 20 ألف نسمة الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
TT

أكدت باكستان أمس أنها لن تسمح لعلمائها بتسريب الأسرار المتعلقة بتصنيع الأسلحة النووية إلى بلدان أخرى. يأتي ذلك بعد يومين من رفع الحكومة الباكستانية الإقامة الجبرية عن العالم الباكستاني عبد القدير خان المتهم بتسريب أسرار تتعلق بصنع القنبلة النووية إلى دول أخرى مثل ليبيا وكوريا الجنوبية وإيران، وفي حين يبدأ مبعوث الرئيس الأميركي الجديد إلى المنطقة زيارة إلى باكستان وأفغانستان اليوم يفترض أن تكون قضية خان من بين جدول أعمالها. وأكد وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي في كلمة ألقاها أمس في مؤتمر أمني بمدينة ميونيخ الألمانية أن قرار رفع الإقامة الجبرية كان قرارا تنفيذيا قضائيا وليس له علاقة بالسياسة.

كما شدد قرشي على أن حكومته اتخذت جميع الإجراءات اللازمة لمنع تكرار هذا التسرب مستقبلا، وأنها فككت الشبكة التي اعتمد عليها العالم الباكستاني في نقل التقنيات النووية إلى دول أخرى قائلا: «لن نسمح بتكرار ذلك مرة أخرى.. لا نستطيع تحمل ذلك مرة أخرى» كما نقلت وكالة الأنباء الألمانية. وفي أول تصريحات صحافية أدلى بها خان من مقر إقامته في إسلام أباد، قال العالم النووي عبد القدير خان إنه لن يرد على أي بيانات تصدر من أي دولة حيث إنه ترك الماضي خلفه. وقال خان في تصريحات لقناة «جيو» الباكستانية الإخبارية الخاصة، إن باكستان دولة نووية وهي حقيقة من الصعب أن يتقبلها أعداء البلاد. وأضاف أن الوقت قد حان من أجل الحفاظ على وحدة البلاد.

على صعيد آخر أفادت «جيو» بأن فريقا من الأطباء قاموا بفحص طبي لعبد القدير خان في منزله وأنهم نصحوه بالراحة، حيث كان يعاني من ارتفاع ضغط الدم.

ويصل ريتشارد هولبروك الدبلوماسي المحنك الذي لا يتمتع بخبرة في منطقة جنوب آسيا الى منطقة لم يألفها في وقت تشهد فيه تغيرات. وتجري الانتخابات في الهند في أوائل مايو (أيار) وفي أفغانستان في أغسطس (آب)، بينما تأزمت العلاقات بين إسلام أباد ونيودلهي بعد هجوم متشددين باكستانيين على مدينة مومباي قبل شهرين. وقال فرحناز أصبهاني وهو نائب في البرلمان عن حزب الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري وعضو في لجنة الشؤون الخارجية التابعة للجمعية الوطنية «باكستان مهمة للغاية». وأضاف «مخاوفنا الأمنية لا تخصنا وحدنا. إنها تؤثر على الهند وأفغانستان أيضا».

ويبقى هولبروك في إسلام أباد حتى يوم الخميس وسيلتقي بالرئيس زرداري ورئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني وقائد الجيش الباكستاني الجنرال إشفاق كياني وآخرين. ورغم أن إدارة أوباما لم تنتقد علنا قرار الإفراج عن خان مكتفية بالدعوة إلى التأكد من عدم تورطه في نشاطات نووية مستقبلية، فان العديد من نواب الكونغرس يدعون إلى تأييد الربط بين قضية خان وبين مساعدة ضخمة بمليارات الدولارات يفترض أن يصوت عليها الكونغرس في غضون أسابيع. إلا أن قرار الإفراج عن خان الذي يعتبر بمثابة البطل القومي عاد بالتأكيد على الحكومة الباكستانية بالشعبية في الداخل. وبحسب بيان لوزارة الخارجية، فإن هولبروك سيجري في جولته الأولى في المنطقة، منذ أن عينه الرئيس باراك أوباما، زيارة رسمية إلى باكستان، تستمر ثلاثة أيام. ويشير البيان إلى أن هولبروك سيلتقي في هذه الزيارة الرئيس آصف علي زرداري، ورئيس الحكومة يوسف رضا جيلاني، كما سيجري «محادثات معمقة» مع وزير الخارجية شاه محمود قرشي.

وجاء في البيان أن «باكستان تبدي ارتياحها لتعيين هولبروك، وتأمل في ذلك بداية التزام بَنّاء مع الولايات المتحدة». وأكد أن باكستان «ستفعل كل ما بوسعها لتطوير رؤية جديدة للسلام والأمن والاستقرار وتنمية المنطقة، وبخاصة لمكافحة الإرهاب والتطرف باعتماد استراتيجية شاملة وكاملة».

وبحسب البيان، فإن إسلام أباد تأمل «تفعيل وتعميق التعاون المتبادل» مع الولايات المتحدة.