جائزة عراقية تنطلق من بريطانيا للبحث عن العقول المهاجرة والمحلية

جمعية «الكندي» تبحث عن مخترعين في مجال التكنولوجيا الحديثة

TT

تعتبر «هجرة العقول» من بين المشكلات التي تواجه العراق منذ سنوات بسبب الحروب والحصار. فبالإضافة إلى مشكلة خسارة البلاد لأكثر المثقفين والمتعلمين براعة، هناك خسارة أخرى في معرفة إنجازاتهم حول العالم، كما أن هناك بارعين بقوا في العراق، إلا أن عملهم غير معروف بسبب ظروف البلاد الداخلية.

إلا أن ثمة مبادرة لـ«جمعية الكندي» العراقية، ومقرها لندن، تهدف إلى معالجة بعض هذه المشكلات في إطار العمل لرصد هذه العقول، ومعرفة ما قاموا به، إذا كان داخل العراق أو خارجه. وأطلقت الجمعية هذا الشهر جائزة «أفضل اختراع مسجَّل في مجالَي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات»، طالبة من المختصين العراقيين حول العالم تقديم أي اختراعات لهم تم الاعتراف بها دوليا بحلول 28 فبراير (شباط) الجاري، للمشاركة في الجائزة.

وشرح رئيس لجنة التحكيم للجائزة الدكتور علاء العاني، أن للجائزة3 أهداف، قائلا في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «الهدف الأول هو تشجيع المخترعين على تسجيل أعمالهم من أجل الاعتراف بها دوليا، بالإضافة إلى إتاحة فرصة للخبراء في هذا المجال من أصول عراقية، للتعارف وتشجيع التعاون بينهم، وإقامة مشاريع بينهم تخدم العراق ودولا أخرى». إلا أن العاني، وهو مهندس عراقي مقيم في بريطانيا، ركز على هدف ثالث هو «تشجيع المتبرعين وإبراز دور العراقيين في العلم واختراعاتهم في دول حول العالم»، موضحا: «منذ أكثر من عقدين والعراقيون يهاجرون بسبب حروب، إذا كانت الحرب العراقية - الإيرانية أو غزو الكويت أو الحرب الأخيرة، وقد انقطع اتصال غالبيتهم مع العراق أو مع مختصين عراقيين في مجالات مشابهة، والجائزة هي عمل بسيط لإبراز الجهود العراقية ومعرفة ما قاموا به». ولفت العاني إلى أن الجائزة غير مرتبطة بسقف زمني من حيث الاختراع، قائلا: «إذا كان المخترع قد سجل اختراعه في السبعينيات من القرن الماضي أو عام 2005، فكلها صالحة للمشاركة».

وأكد العاني أنه منذ الإعلان عن الجائزة الأسبوع الماضي، تم استلام مشاركة واحدة وتم إثبات براءة الاختراع، بالإضافة إلى اتصال مخترع آخر بالجمعية معربا عن رغبته في المشاركة وقرب تقديمه الأوراق الضرورية. وتشكلت لجنة تحكيم الجائزة من 5 أعضاء من اللجنة التنظيمية لـ"جمعية الكندي»، مختصين بالتكنولوجية الحديثة في الاتصالات والمعلوماتية.

وشدد العاني على الأهمية الرمزية للجائرة، قائلا: «يجب الاعتراف بالمهندسين وتقديرهم، وجزء من الشعور بالإنجاز هو اعتراف الآخرين بقدراتك». وأضاف أن هناك جائزة مالية قدرها ألفا دولار للمرتبة الأولى، وألف دولار للمرتبة الثانية، و500 دولار للمرتبة الثالثة، بالإضافة إلى جائزة تذكارية. ومن المتوقع الإعلان عن الفائزين منتصف الشهر المقبل في حفل يقام في بريطانيا. ويذكر أن «جمعية الكندي» كانت قد أطلقت مسابقة العام الماضي لأفضل تصميم لنصب تذكاري لجسر الصرافية في بغداد، بعد تفجيره، وقد قدمت التصاميم لأمانة بغداد.