خادم الحرمين يضع حجر الأساس لـ6 مشاريع في جامعة الملك سعود

أحدها مصنع لإنتاج تطبيقات تدخل في صناعة السيارات والطائرات

خادم الحرمين الشريفين لدى تدشينه مشاريع استراتيجية لجامعة الملك سعود في الرياض أمس (واس)
TT

أسس خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أمس، لـ6 مشاريع استراتيجية في جامعة الملك سعود، بمبلغ أكثر من 14 مليار ريال.

وعلى نحو إلكتروني، وضع الملك عبد الله حجر الأساس لتلك المشروعات، والتي من المنتظر أن تُحدِث اختراقا في عملية تحويل المجتمع السعودي لمجتمع يُبنى على اقتصاد المعرفة، وسبقت عملية التدشين عرضا تسجيليا مصورا عن الجامعة.

وكان خادم الحرمين الشريفين قد اطلع خلال جولته على مشروعات الجامعة الإنشائية والاستراتيجية واستمع إلى شرح عنها من مدير الجامعة والمسؤولين فيها، فيما شاهد مجسمات لمشروعات المدينة الجامعية للطالبات، وإسكان أعضاء هيئة التدريس، وأوقاف جامعة الملك سعود، ولمشروع وادي الرياض للتقنية، واستمع إلى شرح قدمه المهندس خالد الزهراني عن أول منتج من مشروع وادي الرياض للتقنية.

كما شاهد خادم الحرمين خلال جولته عرضا للصور واللوحات البيانية لمشروعات الجامعة المختلفة، ومنها معهد الملك عبد الله لتقنية النانو، وخلال الجولة أيضا قام مجموعة من المرضى المصابين بالصمم الذين أجريت لهم عمليات زراعة قواقع سمعية في مستشفى الملك عبد العزيز الجامعي بالسلام على الملك عبد الله، وهم يتمتعون الآن بصحة جيدة، حيث تبادل معهم الحديث واطمأن على صحتهم في لفتة أبوية حانية.

وتشتمل المشروعات التي دشنها خادم الحرمين أمس مركزا يتبع لشركة «سابك»، مخصصا لتطوير التطبيقات البلاستيكية، التي تدخل في صناعة السيارات والطائرات.

واستحوذت المدينة الجامعية للطالبات، والتي أُريدَ أن تكون حلا جذريا لمحدودية المواقع الحالية التابعة لجامعة الملك سعود، على نصيب الأسد من مبلغ الـ14 مليارا، حيث رُصد لبنائها مبلغ 7 مليارات ريال.

وحظي حفل التدشين بحضور كبار المسؤولين في الدولة، والداعمين لأنشطة جامعة الملك سعود، الذين كرمهم خادم الحرمين في نهاية الحفل، أولهم كان الدكتور عبد العزيز المانع الحائز جائزة الملك فيصل العالمية، فيما تم أيضا تكريم أحد موظفي الجامعة، الذي تبرع بمرتبه الشهري لمشروع أوقاف جامعة الملك سعود، وهو المشروع الذي رصد لمرحلته الأولى 3 مليارات ريال.

وأكد الدكتور خالد العنقري وزير التعليم العالي، أن ما تلاقيه الجامعات في السعودية من دعم، قد مكنها من أداء رسالتها التنموية للإعداد الأمثل لأبناء وبنات الوطن، مشيرا إلى أن المشاريع الإنشائية التي شهدت جامعة الملك سعود حفل تدشين بعضها أمس، سيتوالى إنشاؤها في أصقاع البلاد كافة، وتتسابق إلى أركانه، الأمر الذي لا يُظهِر فقط تأكيدات على الإيمان بأهمية التعليم العالي، بل يثبت بصيغة عملية حرص حكومة خادم الحرمين على تطويره ونهضته.

وقال العنقري إن رعاية خادم الحرمين الشريفين حفل تدشين ووضع حجر الأساس لهذه المشاريع الاستراتيجية في جامعة الملك سعود، وما يشهده التعليم العالي من تطوير وشمولية في جميع مؤسساته وتخصصاته، يعد بحق وسام شرف لكل منسوبي التعليم العالي في المملكة، مضيفا أن أسرة التعليم العالي في جامعة الملك سعود وفي جميع شقيقاتها جامعات المملكة، ترفع لمقام خادم الحرمين الشريفين أسمى آيات الشكر والامتنان، على تفضله بمنح هذه اللفتة الأبوية التي ستبقى خالدة في نفوس منسوبيها ونفوس القائمين عليها والمشاركين في مسيرة تقدمها ورقيها.

من جانبه، لم يُخفِ الدكتور عبد الله العثمان مدير جامعة الملك سعود، ابتهاج منسوبي الجامعة بمبادرة لَمّ الشمل العربي التي أطلقها خادم الحرمين في قمة الكويت العربية الاقتصادية، والتي قال إنها جاءت عندما أصبحت ملامح الأمة في خطر، مضيفا أن مبادرة الملك «وسام فخر واعتزاز على صدر كل عربي ومسلم».

وعلى صعيد المشروعات الجامعية، أوضح العثمان أن جامعة الملك سعود تسعى لتحقيق رؤية الملك عبد الله التطويرية في قطاع التعليم العالي، وأن يوم تشريف خادم الحرمين للتأسيس لمشروعات استراتيجية في الجامعة هو يوم تأريخي، وهي المشروعات التي ستخدم العملية التعليمية والبحثية، وستخدم المجتمع أيضا، ومن هذه المشروعات «وادي الرياض للتقنية» الذي يأتي استجابة من الجامعة لخطة التنمية الثامنة في إنشاء الحدائق العلمية التي رفعتها وزارة التخطيط والاقتصاد من أجل التحول إلى اقتصاد المعرفة.

وذكر مدير جامعة الملك سعود، أن مشروع أوقاف الجامعة، والمكون من 11 مبنى، وفندق من فئة 7 نجوم، وبرج طبي، وغيره من المكونات، يسعى لتأسيس مفهوم جديد للعمل الخيري في السعودية.

وأضاف الدكتور العثمان، أن طلاب وطالبات جامعة الملك سعود يقرون بفضل خادم الحرمين الشريفين على الجامعة، ويتعهدون برد الجميل وتحمل الأمانة، حيث لم يبقَ للجامعة خيار بعد هذا السخاء الفريد سوى صناعة الإبداع والتميز، وتحقيق الريادة في الاقتصاد المعرفي.

بدوره، تحدث محمد الماضي نائب رئيس مجلس إدارة «سابك» ورئيسها التنفيذي، عن أسبقية شركته في المشاركة الاستراتيجية في المجالات البحثية والتقنية مع الجامعات السعودية، لافتا إلى أنها أولت مواضيع البحث العلمي والتقني عنايتها القصوى منذ إنشائها، حيث وقعت اتفاقيات وأبحاثا مع معظم الجامعات السعودية، كما تبنت خطة استراتيجية بعيدة المدى منذ عام 1976، وذلك لاستقطاب وترخيص التقنيات لبناء المصانع، وتنفيذ أكبر خطة لتدريب الشباب السعودي وتأهيله للعمل في مجالات تطوير التقنيات الحديثة المطبقة في مدينتي الجبيل وينبع.

ولـ«سابك» منظومة بحثية داخل المملكة وخارجها، بحسب الماضي، الذي قال إن عمادها «مجمع سابك الصناعي للبحث والتطوير»، والذي قال إنه يمثل الأساس في منظومة «سابك» التقنية، حيث تم تطوير وابتكار العديد من التقنيات والمنتجات التي طبقت تجاريا، ومنها تقنية حمض الخل، فيما يعمل في منظومة «سابك» ما يزيد على 1500 باحث وعالم، أثمرت عن امتلاك 6 آلاف براءة اختراع في مجالات صناعية مختلفة.

وأكد الماضي على إدراك شركة «سابك» استراتيجية علاقاتها مع الجامعات السعودية، وأن مواصلة النجاح مقترنة بتطوير هذه العلاقة، لافتا إلى أن مركز سابك لتطوير التطبيقات البلاستيكية بوادي الرياض للتقنية، سيكون من المراكز المتقدمة عالميا في مجال التطبيقات والصناعات البلاستيكية المبتكرة التي تستخدم تقنيات بلاستيكية جديدة، سوف تنقل من مراكز شركات «سابك» للبلاستيكيات المبتكرة الموجودة في أميركا والصين والهند، والتي تشمل استخدامات متقدمة عديدة، منها: صناعة السيارات، وصناعة الطائرات، والبناء والإنشاءات، والأدوات الاستهلاكية والكهربائية، وغيرها من التطبيقات التي تدخل لأول مرة إلى السعودية.

وتشتمل المشروعات التي تم التأسيس لها أمس، إنشاء المدينة الجامعية للطالبات بـ7 مليارات ريال، واستكمال توسعة المدينة الطبية الجامعية بمبلغ مليار و800 مليون ريال، وإنشاء إسكان أعضاء هيئة التدريس بمليارين و100 مليون، وهي عبارة عن 400 فيلا و500 شقة في 12 عمارة، وإنشاء مبان لكليات الطلاب داخل الحرم الجامعي بمليار و100 مليون، والمرحلة الأولى لمشروع أوقاف الجامعة والذي رصد له 3 مليارات ريال، ووادي الرياض للتقنية والذي يهدف إلى بناء قاعدة وطنية للعلوم والتقنية، ويتوقع أن يصل حجم استثماراته إلى 5 مليارات ريال سعودي.

وفي نهاية الحفل، كرم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، المشاركين في برنامج أوقاف الجامعة في المرحلة الأولى من مشروع أبراج الجامعة، وهم أولا متبرعون بأبراج وقفية كاملة، وبلغ إجمالي تبرعاتهم 550 مليون ريال، وهم: محمد حسين العمودي وعبد الله بن سليمان الراجحي ومحمد بن لادن وصالح كامل، بعد ذلك تم تكريم المتبرعين بوحدات وقفية، وبلغ إجمالي تبرعاتهم 110 ملايين ريال، وهم عبد الله الراشد والدكتور ناصر بن إبراهيم الرشيد والمهندس عبد الله بقشان والدكتور وليد أمين كلياني والموظف في جامعة الملك سعود محمد بن دخيل عيضة المالكي الذي تبرع بمرتبه الشهري لأوقاف الجامعة.

وسلم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز جوائز تكريم الشركاء الاستراتيجيين لوادي الرياض للتقنية، ففي قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات تسلّم الدكتور علي العطية المستشار والمشرف العام على الشؤون المالية والإدارية بوزارة التعليم العالي، الميدالية الذهبية، وفي قطاع البتروكيماويات، تسلّم المهندس محمد الماضي الرئيس التنفيذي لشركة «سابك» الميدالية الذهبية، لقاء الشراكة الاستراتيجية التي قامت بها شركة «سابك»، أما في قطاع التقنية الحيوية التي مثلت فيها مجموعة «الزامل وأكسفورد» الدولية الشريك الاستراتيجي، تسلّم الدكتور عبد الرحمن الزامل رئيس المجموعة ميداليته الذهبية من لدن خادم الحرمين.

وكرم خادم الحرمين الشريفين ناصر الراشد من وزارة البترول والثروة المعدنية، والمهندس عزام شلبي رئيس برنامج التجمعات الصناعية بوزارة الصناعة والتجارة، والدكتور توفيق الربيعة من الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية.

كما تسلّم خادم الحرمين هدية الجامعة ودرع التصنيف العالمي الذي حصلت عليه الجامعة من قبل التصنيف العالمي الإسباني الشهير «ريبو متركس»، عند تحقيقها المركز الأول عربيا وإسلاميا والمرتبة الحادية والعشرين آسيويا والمركز 292 عالميا.

حضر الحفل الأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز نائب وزير الدفاع والطيران المفتش العام، والأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، والأمير محمد بن سعد بن عبد العزيز مستشار وزير الداخلية، والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، والأمراء والوزراء وكبار المسؤولين.

إلى ذلك وافق خادم الحرمين الشريفين على إطلاق اسمه على البرج الرئيسي المقام ضمن مشروع أوقاف الجامعة الذي وضع حجر أساسه أمس.