«نيوزويك» تتخلى عن «ملاحقة» الأخبار وتركز على التحليل

المجلة الأسبوعية العريقة تقلص عدد قرائها لتركز على «الأوفياء» لها

رئيس تحرير نيوزويك في مكتبه («نيويورك تايمز»)
TT

في خطوة جديدة في إطار عملية تغيير الإعلام الأميركي لأسباب متعلقة بالسوق الإعلانية والإعلامية، أعلنت مجلة «نيوزويك» الأسبوعية الأميركية عن تغييرات جذرية في عملها، من أنواع الأخبار التي تنشرها إلى طريقة نشرها.

ويشرف المسؤولون على المجلة العريقة التي تأسست عام 1933 على انطلاقة جديدة من خلال تحولات في شكل المجلة وطريقة كتابة المقالات فيها. وكشفت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس أنه ابتداءً من مايو (أيار) المقبل، سيتم تبويب الأخبار فيها في أربعة أجزاء، واحد للأخبار القصيرة، آخر للتعليقات والتحليل، وجزء للأخبار المفصلة، بينما الجزء الأخير للثقافة. ونقلت الصحيفة عن رئيس تحرير «نيوزويك» جون ميتشام قوله أمس إنه لا ينوي ملاحقة الأخبار اليومية بالوتيرة نفسها التي اشتهرت بها المجلة الأسبوعية، موضحاً أن تغطيتها ستعتمد على «إذا يوجد شيء جديد لنا قوله، طريقة ملاحقة أخبار الأسبوع لضم عدد من التفاصيل الجديدة لم تعد مجدية». وقال المحرر المساهم في المجلة سترايكر ماغواير: «ببساطة سيكون هناك تركيز أقل على التغطية الصحافية التقليدية وسيتم الاعتماد على التحليل والتعليق بشكل أكبر». وأضاف ماغواير لـ «الشرق الأوسط»: «هذا الخيار الوحيد أمام المجلة من أجل البقاء في الساحة مع الأزمة الاقتصادية وتراجع الإعلانات والمنافسة في وسائل إعلام مرئية وإلكترونية».

وماغواير يجسد الحس الجديد في المجلة، فبعد أن عمل في «نيوزويك» من عام 1978 قرر العام الماضي التقاعد كمحرر دائم، وأصبح اليوم «محرراً مساهماً» يسهم في المجلة بشكل شهري. ومن المتوقع أن تكثف المجلة من اعتمادها على الصحافيين المساهمين في المجلة بدلاً من الاعتماد على صحافيين دائمين يقومون بتغطية الأحداث بشكل يومي. وتركز المجلة على التعليقات والتحليل من قبل صحافيين معروفين مثل كريستوفر هيتشينز. وأوضح ماغواير: «هناك اعتماد على الصحافيين المشاهير مثل رئيس تحرير طبعة نيوزويك الدولية فريد زكريا، الذي بات لديه برنامج تلفزيوني وبات معروفاً حول العالم». وتابع: «هناك نوع من الحزن لرؤية تغيير نيوزويك بعد كل هذه السنوات ولكن في الوقت نفسه هذه فرصة للأمل من أجل التجدد». وتعاني «نيوزويك» منذ فترة من خسارات مالية بسبب تراجع الإعلانات، مما دفعها للتفكير بشكل جذري في التغييرات التي تشمل التركيز على «قراء أوفياء» مشتركين بالمجلة بدلاً من المشترين العابرين. وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» أن المجلة الأسبوعية قلصت عدد قرائها من 3.1 مليون إلى 2.6 مليون وأنه من المتوقع أن تهبط إلى 1.9 مليون بحلول يوليو (تموز) المقبل و1.5 مليون بحلول يناير (كانون الثاني) المقبل. وأوضح المدير التنفيذي للمجلة توم أشليم لـ «نيويورك تايمز»: «نريد أن نبني شركتنا حول هؤلاء الأشخاص ونمو هذه المجموعة نسبياً، هؤلاء هم أفضل القراء، إنهم أفضل من يجدد المشاركة في المجلة ويصرفون أكثر من غيرهم». وأوضح ماغواير: «عدد القراء لم يتراجع، فمنذ 30 عاماً ولدينا عدد القراء نفسه، إلا أن تكلفة التوزيع تزداد ومن دون جدوى مع وجود تكنولوجيا الإنترنت، فلهذا قرار تقليص القراء هو قرار يعود إلى المسؤولين عن المجلة». وأضاف: «خلال 10 سنوات، أتوقع أن يكون 80 في المائة من قرائنا من خلال موقع الإنترنت، و20 في المائة فقط في الطبعة الورقية». ومن اللافت أن الكشف عن التغييرات في «نيوزويك» جاء على صفحات «نيويورك تايمز» المنافس الأكبر لـ«واشنطن بوست» الصحيفة الشقيقة لـ «نيوزويك». وأشارت مقالة «نيويورك تايمز» إلى أن منافسة «نيوزويك» الرئيسية، مجلة «تايم» التي تملكها «نيويورك تايمز» مازالت مربحة على الرغم من تراجع انتشارها. ومن بين التغييرات الأخرى المتوقعة في المجلة استخدام ورق أسمك من الحالي والاعتماد بشكل أكثر على الصور.