تأجيل مفاوضات الدوحة بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة إلى اليوم

زخم إقليمي ودولي كبير في العاصمة القطرية في سبيل إنجاح المفاوضات

ممثلو الجهات التي تتوسط بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة لإنهاء مشكلة دارفور أثناء اجتماعهم أمس في العاصمة القطرية الدوحة (أ.ف.ب)
TT

تأجلت المفاوضات بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة المسلحة في دارفور ليوم واحد أمس على أن تبدأ في الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم في فندق شيراتون الدوحة، وسط حضور إقليمي ودولي مشهود. وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن وفدي المقدمة لطرفي التفاوض وصلا العاصمة القطرية، ويتوقع أن تكتمل الوفود المشاركة في الصباح الباكر، ورفع وسطاء الدوحة من وتيرة تفاؤلهم بالتوصل إلى اتفاق بين الطرفين يمهد لمفاوضات ماراثونية بغية التوصل إلى الاتفاق النهائي.

وتوجه عصر أمس إلى الدوحة الدكتور نافع على نافع مساعد الرئيس السوداني ومسؤول ملف دارفور في الحكومة السودانية ليتولى رئاسة وفد الحكومة، ولم يدل بأية تصريحات في المطار، غير أنه استبق أول من أمس ما هو متوقع في الدوحة بالقول «إن الاتفاق الإطاري المتوقع توقيعه في العاصمة القطرية بين الطرفين سيعمم على الحركات المسلحة الأخرى عبر التفاوض ثنائياً».

وقالت المصادر إن الحكومة القطرية أرسلت نهار أمس طائرة خاصة إلى العاصمة المصرية القاهرة لنقل الدكتور جبريل إبراهيم القيادي في العدل والمساواة إلى الدوحة ليرأس وفد العدل والمساواة في المفاوضات، وكشفت المصادر أن فندق شيراتون الدوحة شهد خلال الساعات الماضية حركة نشطة واجتماعات علنية وسرية في إطار تسليك السبل للجلسة الافتتاحية والمفاوضات، وقالت إن الوسيط القطري لم يحدد أي سقف زمني ينهي فيه الطرفان المفاوضات. وأضاف «الوسطاء تركوها مفتوحة إلى حين التوصل إلى الاتفاق التمهيدي» ولكنها توقعت أن تنتهي في وقت وجيز، وكشفت في هذا الخصوص أن الطرفين لهما علم مسبق بمسودة الاتفاق الذي تسرب. وكشفت المصادر عن لقاء رباعي عقد أمس في «شيراتون الدوحة» ضم كلاً من: الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، والوسيط القطري أحمد عبد الله آل محمود، وجبريل باسولي الوسيط الأممي الأفريقي لسلام دارفور، و«إحسان أوغلو» الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، أكدوا خلاله دعمهم الكبير للوسيط الأفريقي الأممي والجهود القطرية لإحلال السلام في دارفور، وتعهدوا في الاجتماع بأنهم سوف يقومون بتسهيل مهمة كل الأطراف من أجل التوصل إلى السلام في الإقليم.

ووصل الدوحة وفد من الاتحاد الأفريقي ومبعوث الجامعة العربية للسودان والمبعوث الفرنسي، ومبعوث تشاد إلى العاصمة الدوحة «للمشاركة في المفاوضات، بأدوار مختلفة». وفي الخرطوم، دعا مستشار الرئيس عمر البشير الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل حركة تحرير السودان الموقعة على اتفاق السلام بزعامة مني أركو مناوي، كبير مساعدي الرئيس إلى المشاركة في مفاوضات الدوحة، وقال «على حركة مني المشاركة في الجهود التي تجري من أجل تحقيق السلام في دارفور، وأضاف في تصريحات صحافية أن هذه الجهود الغرض منها حل المشكلة وإيقاف معاناة أهل دارفور، ومضى أن «الحكومة وقعت من قبل اتفاق السلام في أبوجا مع حركة مني ولم يحقق ذلك، لذلك نتوقع من مناوي، وهو جزء من اتفاق السلام، إذا لم يشارك في الاجتماعات التمهيدية الآن في الدوحة، أن يشارك في المفاوضات مستقبلا». وكانت حركة مناوي أعلنت رفضها خطوة الدوحة واعتبرتها «مؤامرة دُبرت بليل» بين الوسطاء والحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة. إلى ذلك قال مندور المهدي الأمين السياسي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم، في مؤتمر صحافي، تمسك حزبه بترشيح الرئيس عمر البشير في الانتخابات المقبلة، متهماً جهات سياسية بالعمل على عدم ترشحه عبر اتهامات له عبر المحكمة الجنائية، بادعاء ارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور. وصوب المهدي انتقادات عنيفة للأمين العام للأمم المتحدة على خلفية تقرير يتحدّث فيه عن خلل كبير في إنفاذ اتفاقية نيفاشا، وكشف عن مشاورات تتم لإجازة قوانين التحول الديمقراطي. وقال إن الجنائية مختطفة من قبل جهات سياسية بغرض ممارسة ضغوطات حتى لا يترشح البشير في الانتخابات القادمة، وأشار لدراسات أجريت أكدت فوزه حال ترشحه. وأعرب عن أسفه من تقرير الأمم المتحدة الذي يتحدث عن عراقيل في إنفاذ اتفاقية السلام الشامل بنيفاشا، مؤكداً إنفاذها بنسبة «97%» فيما يتعلق بقضايا قسمة الثروة والسلطة والترتيبات الأمنية. وأبلغ أن وفد الحكومة الذي سيصل الدوحة اليوم، هو وفد فني يضم قادة من القوات المسلحة وجهاز الأمن بجانب قانونيين وممثل لاتفاقية أبوجا، موضحاً أن أركان النقاش في هذه الجولة قضايا فنية، وأن الوفد سيذهب لمناقشة الاتفاق الإطاري الذي يتناول أمهات القضايا دون الغوص في التفاصيل.

من ناحية أخرى، وصل وفد من الحركة الشعبية لتحرير السودان، حكومة الجنوب، بقيادة وزير شؤون الرئاسة لوكا بيونق إلى لندن أمس، لإعداد المرافعة الثانية الخاصة بتحكيم أبيي المتنازع عليها مع حزب المؤتمر الوطني، والتي ينتظر أن تودع أمام هيئة التحكيم بلاهاي يوم الجمعة المقبل، وبدت حكومة الجنوب واثقة من صدور القرار النهائي لصالح دينكا نقوك.

وقال لوكا في تصريحات صحافية إن الوفد يضم ممثلي أبيي في تشريعي الجنوب اروب مادوت، ين اروب ولوال دينق، وأشار إلى أن الزيارة تأتي في إطار إعداد المرافعة الثانية بالرد على المرافعة الأولى الخاصة بحكومة السودان التي أودعت المحكمة أخيراً. وذكر لوكا أن لديهم ردوداً على النقاط الـ 11 التي ركزت عليها حكومة السودان في مرافعتها الأولى، وأكد أن المرافعة الأخيرة للتحكيم ستقدم خلالها حكومة الجنوب أدلة بصورة قاطعة عن النزاع، وأشار إلى أنها ستودع يوم 28 فبراير (شباط).