مدير مركز الدوحة لحرية الإعلام يهدد بإغلاق المركز ما لم يسمح للصحافيين بتشكيل نقابتهم

دعا قطر للتوقيع علىالميثاق الدولي للحقوق الصحافية

TT

في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ منطقة الخليج العربي، وأمام حشد صحافي غير مسبوق في العاصمة القطرية، وجّه روبير مينار مدير عام مركز الدوحة لحرية الإعلام، انتقادات شديدة اللهجة إلى دولة قطر، على ما أسماه «غياب حرية الصحافة هناك». وقال مينار في مؤتمر صحافي أمس، إن حرية الصحافة في قطر وفي الدول العربية الأخرى «غير محترمة».

واستعرض مينار في المؤتمر التقرير السنوي الأول الذي ينشره المركز وحمل عنوانه «حرية الإعلام في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا»، ووجه التقرير انتقادات إلى الدول العربية من قطر وسورية إلى مصر والجزائر والسعودية والكويت واليمن.

وقال مينار متحدثا عن قطر: «السلطات لا تعطينا الصلاحيات اللازمة حتى نقوم بعملنا على النحو المطلوب. وهناك دول عربية كثيرة تحظر إقامة نقابات خاصة بالصحافيين ومن بينها قطر». وأضاف: «من غير الوارد استمرار عمل المركز هنا، ما دام لا يوجد قانون للصحافة ولا يعمل الصحافيون في حرية، وما لم توقع قطر على الميثاق الدولي الذي يضمن الحقوق الصحافية والحقوق المدنية والاقتصادية». وانتقد أيضا ما أسماه «احتفاظ المؤسسات الصحافية بجوازات سفر الصحافيين بحوزتها، مما يعني تقييدا دائمًا على الحرية الصحافية».

وقال إن «الإدارات القمعية هذه ينبغي أن تتخلى عن هذا الإجراء»، داعيا إلى «منح الصحافيين في قطر الحق في تشكيل نقاباتهم». وهدد مينار في تصريح خاص لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) بأنه «ما لم تتخذ قطر تغييرات دستورية تسمح للصحافيين بتشكيل نقاباتهم وتشكيلاتهم، فإن عمل المركز بالدوحة لن يستمر»، محددا شهر مايو (أيار) القادم لتنفيذ خطوة المركز القادمة، وقال: «في حالة لم تُتخذ خطوات لتغيير التشريعات الخاصة بالصحافة في قطر، وفي حال تغاضت الصحافة المحلية ولم تنشر ما ورد في المؤتمر الصحافي، سنرد على ذلك وسيكون لنا موقفنا».

وحول ما جرى لوفد المركز في غزة، قال مينار إن «السلطات في مصر وإسرائيل تضامنتا لمنع دخول وفد المركز الذي حمل البدلات الواقية من الرصاص والأقلام والأوراق لزملائهم من الصحافيين في غزة». وأضاف أن المسؤولين في مصر قالوا لهم: «إنكم قادمون من قطر، ونحن لا نحب دولة قطر»، مشيرا إلى أن «وفد المركز سيتوجه قريبا إلى غزة في محاولة لإنشاء مركز للصحافة هناك، حيث دمرت حماس المركز الذي كان موجودا لأنه كان تابعا لفتح».

وكان الناشط الفرنسي في مجال الدفاع عن الحريات الصحافية روبير مينار، أطلق في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) 2008 «مركز الدوحة لحرية الإعلام»، الذي حدد أهدافه بالعمل على حماية الصحافيين في أنحاء العالم كافة، وبخاصة الدول العربية. وكان مينار يرأس منظمة «مراسلون بلا حدود»، قبل أن يستقيل من هذا المنصب ليتفرغ لرئاسة مركز الدوحة الذي بدأ أعماله بموجب مرسوم أصدره أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في سبتمبر (أيلول) 2007. وتشرف حرم أمير قطر الشيخة موزة بنت ناصر المسند، على المركز. ويتكون مجلسا الإدارة والحكماء (المشرفين على المركز) من 20 عضوا، جميعهم من كبار الساسة والمفكرين من القارات الخمس، من بينهم رئيس الحكومة الفرنسية السابق دومينيك دو فيلبان، والكاتب البرازيلي باولو كويلو، والوزير البرتغالي السابق جوزي لويس أرنو، والصحافي الأميركي إيثان برونر، ووزير الخارجية الإسباني ميغل أنخيل موراتينوس. ومن الشخصيات العربية المشاركة في المجلسين الوزير السابق اللبناني غسان سلامة، والمفكر السوري برهان غليون، والناشر الكويتي جاسم بودي. ويترأس مجلس إدارة المركز الشيخ حمد بن ثامر رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة، بينما يرأس مجلس الحكماء حمد عبد العزيز الكواري وزير الثقافة القطري.