لاريجاني يرحب بترشح خاتمي للرئاسة.. ويطالب واشنطن بمقترحات ملموسة

توقعات بارتفاع نسبة الناخبين بسبب مشاركة الرئيس السابق

TT

اعتبر رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني أمس أن إعلان الرئيس الإيراني السابق الإصلاحي محمد خاتمي ترشحه للانتخابات المقبلة في يونيو (حزيران) المقبل «أمر جيد»، لأن تعدد المرشحين يعزز الديمقراطية. وجاءت تصريحات لاريجاني من مدريد حيث التقى مسؤولين إسبان وبحث علاقات بلاده مع أوروبا والولايات المتحدة. وعبر لاريجاني في مؤتمر صحافي في مدريد أمس عن ترحيبه بترشح خاتمي، قائلاً: «كلما ازداد عدد الشخصيات المشاركة، كانت الانتخابات أكثر دينامية». وأضاف رئيس مجلس الشورى الإيراني: «في بلادي، الديمقراطية أمر جدي جدا، وكلما ازداد التنوع كان ذلك أفضل».

وفيما يخص العلاقات الإيرانية – الأميركية، قال لاريجاني إن بلاده تنتظر اقتراحات ملموسة حول منطقة الشرق الأوسط من جانب الولايات المتحدة في إطار السياسة الأميركية الدولية الجديدة. وقال لاريجاني خلال مؤتمر صحافي «إذا كان لديهم (الأميركيين) خطة ما، فليقدموها عبر القنوات الدبلوماسية. الدبلوماسية وجدت لهذا الغرض». وأضاف «إذا تبين لإيران أن ثمة نية جدية لتسوية مشاكل المنطقة (من جانب الولايات المتحدة)، إذا شعرت بأن تغيير الولايات المتحدة استراتيجي وليس تكتيكيا، وإذا كان الحوار مع إيران يمكن أن يساعد المصالح القومية في المنطقة، فإن إيران يمكن أن تدرس المشروع». ولكنه تدارك أن «التحدث عن المفاوضات ينبغي ألا يكون لعبة في الإعلام».

وفي عرض أول للدبلوماسية التي ستنتهجها الإدارة الأميركية الجديدة، أعلن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن السبت الماضي في ميونيخ أن الرئيس باراك أوباما سيعمد إلى إعادة النظر في الملفات الدولية، من أوروبا إلى آسيا الوسطى مرورا بالشرق الأوسط.

والتقى لاريجاني أمس في مدريد رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس رودريغيس ثاباتيرو ووزير الخارجية ميغيل انخيل موراتينوس. ونقل مصدر حكومي اسباني عن المسؤول الإيراني أن خطاب نائب الرئيس الأميركي في ميونيخ السبت كان ايجابيا. ومن بين العناصر التي يمكن لإيران أن تعتبرها ايجابية، أشار لاريجاني إلى «احترام حق الشعوب» وعدم تبني سياسة الكيل بمكيالين. وأضاف «يجب ألا يعتقدوا أن ثمة إرهابا جيدا وإرهابا سيئا». واعتبر لاريجاني أن سحب منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة من قائمة المنظمات الإرهابية للاتحاد الأوروبي في نهاية الشهر الماضي يؤشر إلى «خطاب مزدوج في الموقف حيال الإرهابيين». وأوضح أن القادة الأوروبيين الذين اجتمع بهم أسفوا لهذا الإجراء، ورأوا انه اتخذ لاستيعاب قرار للقضاء الأوروبي.

وبينما تعتبر أوساط إيرانية أن انتخاب أوباما قد يمهد الطريق إلى إعادة العلاقات بين واشنطن وطهران بعد حوالي 30 عاماً من انقطاعها، هناك آمال بأن تؤدي الانتخابات الإيرانية المقبلة إلى تغيير إيجابي يسهل الحوار بين الطرفين. وقد تردت العلاقات بين الجانبين منذ تولي الرئيس الإيراني أحمدي نجاد الرئاسة عام 2005 بعد بوادر تحسن نسبي خلال ولاية خاتمي الرئاسية. وتولى خاتمي الرئاسة في إيران لثمانية أعوام (1997-2005) قبل أن يخلفه محمود أحمدي نجاد. وأعلن خاتمي أول من أمس ترشحه للانتخابات الرئاسية التي ستجري في 12 يونيو (حزيران) في وقت لم يكشف فيه خلفه حتى الآن ما إذا كان سيترشح. ويرى المراقبون أن ترشح خاتمي سيشجع الناخبين الإيرانيين على الإدلاء بأصواتهم.

وشكك المحلل المستقل محمد صادق الحسيني باحتمال تكرار تجربة الانتخاب المظفر لمرشح إصلاحي وغير المتوقع التي حملت خاتمي عام 1997 إلى سدة الرئاسة الأولى ويعتبر أنها «ليست مضمونة». وقال لوكالة الصحافة الفرنسية: «الظروف الإقليمية والدولية تغيرت» لافتا إلى «أن العالم حاليا يميل إلى العمل العسكري أكثر من اهتمامه بالحوار» في إشارة إلى وجود القوات الأميركية في المنطقة وإلى الصراعات الدائرة في العراق وأفغانستان والشرق الأوسط.

ويرى محللون أن ترشح الرئيس الإيراني الإصلاحي السابق سيساهم برفع نسبة الاقتراع في الانتخابات الرئاسية المقبلة التي يبدو فوزه فيها غير مضمون رغم الصعوبات التي تواجهها البلاد. وقال مدير صحيفة «القدس» الإيرانية المحافظة غلام رضا قلنداريان لوكالة الصحافة الفرنسية: «كلما ازداد عدد المرشحين يكون ذلك أفضل لأن ذلك يشجع الناخبين» متوقعا أن يكون لازدياد عدد المرشحين فعل «تسونامي» بالنسبة للمشاركة.