مجلس دول الساحل والصحراء يبحث بالرباط بؤر التوتر في أفريقيا

مصادر دبلوماسية: السلطات الموريتانية طالبت بإرسال مراقبين لمتابعة الانتخابات الرئاسية

TT

بحثت الدورة الـ17 للمجلس التنفيذي لتجمع دول الساحل والصحراء (س-ص) التي بدأت أمس في العاصمة المغربية الرباط، بمشاركة 29 دولة، الأوضاع المتوترة في عدد من المناطق الأفريقية، بما فيها الأوضاع في الصومال، وتشاد، وغينيا، وموريتانيا، والسودان.

وقال مصادر دبلوماسية لـ «الشرق الأوسط» إن السلطات الموريتانية طالبت بإرسال مراقبين من تجمع دول الساحل والصحراء لمتابعة الانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها في الشهور القليلة المقبلة. وأضافت المصادر أن الطلب الموريتاني سيُبحث خلال الجلسات المغلقة للوفود المشاركة في دورة الرباط.

إلى ذلك، قال الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية المغربي، إن منطقة دول الساحل والصحراء، تعيش على وقع ما أفرزته الظرفية العالمية الراهنة من تحديات تنموية، واجتماعية، وأمنية جسيمة، كشفت عن عمق أزمة اقتصادية وغذائية، صحية ضاغطة، وعن مخاطر وتهديدات حقيقية تحدق بوحدتها وأمنها واستقرارها. وأكد الفاسي الفهري، الذي كان يتحدث أمس بالرباط، في الجلسة الافتتاحية لتجمع دول الساحل والصحراء، أن بلاده تحدوها قناعة راسخة برفع التحديات، وفق مقاربة تشاركية مستوحاة من مبادئ تعاون جنوب-جنوب حقيقي وملموس، يرتكز على استثمار الإمكانات الطبيعية والبشرية المتوافرة وعلى روح التضامن والتكافل، والاهتمام بالإنسان بصفته الثروة الرئيسية في المنطقة، بهدف ضمان حرية تنقل الأشخاص بين دول المنطقة وتثبيت منطقة التبادل الحر الإقليمية. وربط الفاسي الفهري بين ازدهار ورفاهية دول المنطقة، وصون وحدتها وأمنها الترابي، واستقرارها السياسي، وذلك في سياق منطق المسؤولية الجماعية، على حد قوله، مع الحرص أولا على صون الوحدة الترابية والوطنية لكل بلد، واحترام سيادته، وحماية أمنه واستقراره من كل الأخطار المحدقة به، بما في ذلك خطر الانفصال والإرهاب والتطرف بجميع أنواعه وأشكاله.

ونبه الفاسي الفهري إلى استمرار تعاظم ظاهرة التهريب بكل أنواعه، وأشكاله، من قبيل تهريب المخدرات القوية التي تعد دخيلة على المنطقة، والأسلحة الخفيفة، وتهريب البشر، مشيراً إلى أن هذه الآفة لها تأثير اقتصادي واجتماعي جد سلبي، بل أصبح التهريب يشكل مصدر تهديد متزايد بالمنطقة، وخطراً حقيقياً على الإنسان، على حد تعبيره. ودعا الفهري إلى تقوية التعاون والتنسيق وتكثيف الجهود بين دول المنطقة لمحاربة هذه المعضلة، قصد القضاء على جميع مسبباتها، وحماية المنطقة منها، ومواجهة أيضاً مخاطر الإرهاب، والجريمة المنظمة، مضيفاً أن بلاده حريصة على أمن هذا الفضاء الإقليمي، واستقراره، ومستعدة لوضع خبرتها الكاملة للانخراط في الجهد الجماعي.

من جهته، دعا محمد المدني الأزهري، الأمين العام لتجمع دول الساحل والصحراء، الدول الأعضاء فرض ثقلها على مجريات الشؤون العالمية، عبر رص الصفوف من أجل استئصال عوامل الانقسام، وتدعيم الوئام عن طريق إجراء مشاورات منتظمة، وتبني حلول توافقية ذكية تمكن دول المنطقة من إسماع وجهة نظرها في القضايا، والمسائل الدولية.