مكتب المباحث الأميركية يدلي بشهادته في أحداث مومباي

باكستان تريد مزيدا من المعلومات من الهند لإجراء تحقيقها حول الهجمات

رجال شرطة باكستانيون يعاينون بقايا شاحنة بعد انفجارها في نقطة تفتيش بمدخل مدينة بانو جنوب بيشاور أمس (أ.ب)
TT

تم الكشف أخيرا عن أن مكتب المباحث الأميركية سوف يكون واحدا من الشهود خلال محاكمة أكمل أمير كساب المسلح الباكستاني الوحيد الباقي على قيد الحياة من المجموعة التي نفذت الهجمات الإرهابية التي استمرت طيلة أربعة أيام من 26-29 من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) في العام الماضي على العاصمة المالية للهند مومباي. وقد أكد حسن غفور مأمور شرطة مومباي لـ«الشرق الأوسط» خبر تضمين ضباط مكتب المباحث الأميركية كشهود خلال المحاكمة، حيث قال: «أتممنا لهم كافة الإجراءات للمثول كشهود. ولا يمكنني الكشف عن المزيد من التفاصيل، نظرا لأن لائحة الاتهام ما تزالت قيد الإعداد».

ومن المحتمل أن تسلم شرطة مومباي لائحة الاتهام الخاصة بقضية الهجمات الإرهابية في غضون أسبوعين. وتعد هذه الحادثة نادرة من نوعها في الهند، حيث يتم تقديم وكالة تحقيق أجنبية كشاهد في هذه القضية. يذكر أن فريقا تابعا لمكتب المباحث الأميركية حضر إلى مومباي بعد التفجيرات بفترة قصيرة لإجراء الكثير من الاختبارات القانونية، وتقديم الخبرة والعون في التحقيقات، كما أخذوا عينات الحمض النووي من أكمل كساب، وفحصوا القنابل غير المتفجرة، والأسلحة والذخيرة التي استخدمها الإرهابيون في تنفيذ العملية. وأفادت مصادر من شرطة مومباي: «ساعدنا مكتب المباحث الأميركية في تحقيقات هاتف الثريا المتصل بالقمر الصناعي، الذي تم الحصول عليها من الإرهابيين. ويوجد مزود الخدمة الخاص بهذا الهاتف في الشرق الأوسط، واستخدم مكتب التحقيق الفيدرالي مصادره للحصول على التفاصيل الهامة من أجل سير التحقيق، من المحول الرئيسي (للخدمة) في الشارقة». وأشارت المصادر إلى أن مكتب المباحث الأميركية هو الذي اكتشف أن محرك ياماها، الذي زُود به القارب المطاطي الذي قدم فيه كساب ورفاقه إلى مومباي، قد باعه لهم تاجر في لاهور. وطلبت الهيئات الهندية من الأميركيين المساعدة بعد أن أخفق ممثلو شركة ياماها في الصين في توفير المعلومات الهامة لهم على الرغم من محاولتهم ذلك. كما سعت شرطة مومباي وراء مساعدة مكتب التحقيقات الفيدرالي لهم في تتبع خدمات الصوت عبر الإنترنت (والمعروفة اختصارا بـVoIP)، بالإضافة إلى الطريق الذي على أساسه تم الدفع لشراء بطاقة لتقنية الصوت عبر الإنترنت من كولفونيكس بالولايات المتحدة، والذي يستخدمه إرهابيو عسكر طيبة في اتصالاتهم مع رؤسائهم بمدينة كراتشي الباكستانية المطلة على البحر. كما حدد خبراء الأسلحة من الوكالة الأميركية أيضا الصلة الباكستانية بمسدسات الـ9ملم، والقنابل اليدوية، حيث أوضحوا أنها قد تم تصنيعها في دياموند نيدي فرونتير آرمز كاونتري في بيشاور، وفي باكستان أوردنانس فاكتوري بالقرب من روالبندي لهذا الغرض. وأضاف المسؤول في الشرطة أن جعل مكتب التحقيق الفيدرالي جزءا من عمليات التحقيق هو الوحيد الذي من شأنه إثبات صدق التحقيق الهندي وقضية البلاد ضد باكستان. في تلك الأثناء، تطابقت عينات الحمض النووي الخاصة بالإرهابي الباكستاني مع الأشياء والأدوات التي كان يستخدمها خلال رحلته في قارب الصيد من باكستان إلى مومباي. من جهة أخرى طالبت باكستان أمس، الهند بإعطائها المزيد من المعلومات للتمكن من إجراء تحقيقها الخاص حول هجمات بومباي أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) التي نظمت، بحسب نيودلهي، بمساعدة أجهزة الاستخبارات الباكستانية. وجاء في بيان لمكتب رئيس الوزراء، نشر عقب اجتماع للجنة الدفاع داخل الحكومة الباكستانية «من دون دليل جوهري تقدمه الهند فإن من الصعوبة البالغة إنهاء التحقيق». وأوضح مكتب رئيس الوزراء رضا يوسف جيلاني «لكي نتمكن من إنهاء التحقيقات، ستقدم الوكالة الفيدرالية للتحقيقات الأسئلة المطروحة وسيتعين على الهند أن ترد عليها». وأضاف البيان «أن هذه الأسئلة ستقدم قريبا إلى السلطات الهندية». وقد أدت الهجمات التي نفذتها مجموعة من عشرة ناشطين إسلاميين باكستانيين في بومباي العاصمة الاقتصادية للهند، إلى سقوط 165 قتيلا أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

إلى ذلك طالب عدد من المسؤولين الباكستانيين محاكمة أكمل أمير كساب، المسلح المحتجز في هجمات مومباي في محكمة باكستانية.