حرائق أستراليا: ارتفاع القتلى إلى 170.. ورئيس الوزراء يصفها بـ«القتل الجماعي»

محققون يعتقدون أن بعضها مفتعل والشرطة تلقي القبض على اثنين وتتهمهما بإشعال نيران

إيما، فتاة بالغة من العمر 5 أعوام، في أحضان والدها بعد إنقاذها من حريق قريب في ويتلسي في أستراليا (أ.ب)
TT

بعد يوم من اندلاع ما وصف بأنه أسوأ حرائق في تاريخ أستراليا، أعلن المحققون أن بعض هذه الحرائق التي أدت إلى مقتل نحو 170 شخصا حتى الآن، كانت مفتعلة. ودفع هذا الاستنتاج برئيس وزراء البلاد كيفين رود إلى وصف الحادث بأنه «قتل جماعي». وقال رود في مقابلة تلفزيونية أمس، «أعتقد أنه من المهم أن تتحضر الأمة لأخبار سيئة أخرى. ما يحصل رعب لم يتوقعه إلا القلائل منا». وأضاف تعليقا على إعلان المحققين أن بعض الحرائق كان مفتعلا، «ماذا يمكننا أن نقول عن أي شخص يفعل أمرا مماثلا؟ ليس هناك من كلام يصفه، إلا أن ما حصل كان قتلا جماعيا». وعلى الرغم من أن حرائق الغابات تعتبر أمرا سنويا في أستراليا، إلا أن عدد القتلى الكبير الذي نتج عن حرائق هذا العام التي كانت أشبه بجحيم متنقل، ونشرت الذعر في السكان، دفع بالشرطة إلى وصفها بأنها الأسوأ في تاريخ البلاد. وقد تسببت عدة عوامل هذا العام في تغذية الحرائق أكثر من الأعوام الماضية، منها الجفاف الذي يصيب البلاد، وموجة الحر القوية التي تلف أستراليا، وتعد من أعنف موجات الحر التي شهدتها البلاد. إضافة إلى أن الشرطة تعتقد أن هناك أشخاصا افتعلوا بعض هذه الحرائق. وأوقفت الشرطة رجلين أحدهما في الحادي والثلاثين من عمره، والثاني مراهق في الخامسة عشرة يشتبه في أنهما أشعلا حريقين، ووجهت إليهما تهمة التسبب عمدا في حريق. ووعدت السلطات بمعاقبة مفتعلي الحرائق بقسوة وملاحقتهم بتهمة القتل وقد يواجهون عقوبة السجن مدى الحياة.

وقد تسببت الحرائق إلى جانب الأضرار البشرية، بحرق نحو 200 ألف هكتار من الغابات في ولاية فيكتوريا، ما دفع ببعض رجال الإطفاء والشرطة إلى وصف مشهد الخراب بـ«شيء أشبه بالمحرقة»، كما قال مفتش شرطة الولاية فيل شيفيرد الذي أكد أن بلدتين، هما ماريسفيل وكينغلايك، «تم محوهما كليا».

وقد أضرمت الحرائق في أكثر من 800 منزل، بحسب حاكم ولاية فيكتوريا جون برامبي الذي توقع أن يؤدي «الحدث المدمر» إلى ارتفاع عدد الضحايا. وقال إن السنة اللهب كادت أن تلتهم والديه، وبالكاد توقفت خارج منزلهما في الجزء الغربي من الولاية. وسيتوجه نحو 400 جندي أسترالي إلى المنطقة للمساعدة على إجلاء الضحايا والمساهمة في جهود الإنقاذ. وقالت مسؤولة الشرطة في ولاية فيكتوريا كريستين نيكسون إن المحققين يعتقدون أن 14 شخصا قتلوا نتيجة حريق واحد يعتقدون أنه كان متعمدا. وتمنع شرطة الولاية استعمال آلات الشواء، أو أي آلات أخرى يمكن أن تتسبب في إشعال حرائق. وتتوقع الشرطة أن تستمر النيران مشتعلة لعدة أيام مقبلة، بينما توقعت أن تستمر النيران في أماكن أخرى بالاشتعال لأسابيع قبل السيطرة عليها. وتبلغ درجات الحرارة في بعض أجزاء في ملبورن، ثاني مدن أستراليا، 48 درجة مئوية، وقد تم الإبلاغ عن عشرات الوفيات لأسباب لها علاقة بموجة الحر. ولا يزال حوالي 30 حريقا خارج السيطرة في مقاطعة فيكتوريا التي دفعت ثمنا غاليا جراء النيران التي يكافحها آلاف من عناصر فرق الإطفاء بمساندة الجيش. وهذه الحرائق تحصد أكبر عدد من الضحايا منذ الحرائق المعروفة باسم «أربعاء الرماد» في عام 1983 التي قضى فيها 75 شخصا نحبهم في فيكتوريا وفي مقاطعة نيو ساوث ويلز المجاورة.

وروى ناجون كيف أن سحابة كثيفة من الرماد الأسود انتشرت في السماء حاجبة الشمس في حين التهمت النيران المنازل. وقال الكاهن ايفور جونز الذي يقيم في بلدة ماريزفيل التي احترقت بالكامل، إنها «كانت من أجمل ضيع فيكتوريا إن لم تكن أستراليا»، وأضاف، «لقد شطبت من الخريطة».

وقال غاري هيوز الذي تمكن من الفرار مع زوجته من منزله المشتعل في ملبورن، «يقولون إنها أمطار الجمر، لكن الواقع أفظع من ذلك بكثير». وأضاف للصحافة المحلية أنها «عاصفة من النار آتية من الجحيم تعدو وراءك من دون كلل».