غموض حول دور مدير حملة أوباما الانتخابية بعد زيارته لأذربيجان

أوباما وصفه بأنه «البطل الذي لم يمجَّد» ولم يمنحه أي منصب في فريق عمله

ديفيد بلوف
TT

منذ انتهاء حملة الانتخابات الأميركية، والغموض يلف مستقبل ديفيد بلوف، مدير حملة الرئيس باراك أوباما الانتخابية، ودوره في الإدارة الجديدة. وقد أضافت زيارة يقوم بها بلوف حاليا لأذربيجان، المزيد من الغموض حول دور الرجل الذي هندس حملة باراك أوباما الانتخابية، خصوصا أن الرئيس الجديد لم يسند إليه حتى الآن أي منصب في إدارته.

ولا يزال بلوف يبعث برسائل إلكترونية إلى لائحة تضم ملايين الأشخاص، ظل يرسل إليهم رسائل ذات طابع دعائي طوال فترة الحملة الانتخابية. وما زال بلوف يرسل هذه الرسائل باسم «أوباما من أجل أميركا»، التي تولت كل تفاصيل الحملة الانتخابية.

ولم يتسن أمس الوصول إلى بلوف للاستفسار منه حول الغموض الذي يلف وضعيته، على الرغم من أنه أحد البارزين الذين صنعوا انتصار أوباما المدوي، نظرا إلى وجوده في باكو عاصمة أذربيجان. إلا أن مساعدة تعمل معه، قالت لـ«الشرق الأوسط» إن «ديفيد مستمر في العمل مع الرئيس باراك أوباما، وسيستمر معه». وردّا على سؤال حول ما إذا كان سيُسنَد إليه منصب في الإدارة الجديدة، أجابت: «لديه الكثير من الأمور يقوم به لخدمة الرئيس، هذا ما أستطيع أن أقوله».

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض «إن زيارة بلوف إلى أذربيجان ليست لها أي طابع رسمي، وإنه لا يحمل رسالة من الرئيس باراك أوباما إلى رئيس أذربيجان». ولا يعمل بلوف حاليا مع البيت الأبيض، وقالت صحيفة «واشنطن بوست» أمس، إنه على الرغم من ذلك، يبقى قريبا جدا من المسؤولين هناك، مشيرة إلى أن الجميع يرى أن تعامله الإيجابي مع وسائل الإعلام كان من الأسباب التي قادت أوباما نحو النصر. وأرسل بلوف الأسبوع الماضي رسالة موجهة إلى نحو 13 مليون شخص التي تضمهم لائحته الانتخابية، يحثهم على مساندة خطة باراك أوباما الاقتصادية.

وتشتمل زيارة بلوف لأذربيجان محاضرة ألقاها أمس في «جامعة غيرب» في العاصمة كابل، وسيلتقي في وقت لاحق الرئيس إلهام علييف ورئيس البرلمان. وتجدر الإشارة إلى أن علييف توجَّه إليه الاتهامات في الغرب بتقويض الديمقراطية في هذه الدولة النفطية. وظل علييف يحكم البلاد منذ عام 2003، حيث خلف والده المريض حيدر علييف في انتخابات قالت عنها وزارة الخارجية الأميركية في وقت سابق إنها شابتها تلاعبات ومخالفات وانتهاكات خطيرة، كما أن انتخابات برلمانية جرت خلال عام 2005 تم تزوير نتائجها على نطاق واسع. وعلى الرغم من ذلك استقبل الرئيس الأميركي السابق جورج بوش إلهام علييف في البيت الأبيض عام 2006.

وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أعيد انتخاب علييف لفترة ثانية، وتتزامن زيارة ديفيد بلوف مع مناقشات في البرلمان حول عدم تحديد الفترات التي يمكن فيها لرئيس الجمهورية أن يعيد ترشيحه للرئاسة. وهي محاولة لضمان ترشيح علييف مرة أخرى عام 2013، وربما عدة مرات أخرى.

وكانت واشنطن قد انتقدت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي تقييد حكومة أذربيجان لحرية البث الإذاعي والتشويش على الإذاعات الأجنبية. وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية: «المؤسسات الإعلامية تلعب دورا حاسما في دعم النقاش الديمقراطي في البلاد، وحرية تبادل الأفكار والمعلومات، وتنفيذ هذا القرار يعد بمثابة تراجع خطير عن الإصلاحات الديمقراطية في أذربيجان». وعلى الرغم من الأنشطة الرسمية التي سيقوم بها بلوف في باكو، فإن السفارة الأميركية في أذربيجان نأت بنفسها عن أي علاقة بالزيارة.

وقال تيري دافيدسون المتحدث باسم السفارة: «يزور بلوف أذربيجان كمواطن أميركي، والسفارة ليست لها علاقة بترتيب لقاءاته». ورفض ديفيد بلوف الإدلاء بأي تصريحات صحافية قبل وفي أثناء زيارته أذربيجان، وامتنعت مصادر البيت الأبيض عن التعليق حول ما إذا كان بلوف ينقل رسالة من الرئيس باراك أوباما إلى الرئيس علييف، كما أن السفارة الأذربيجانية في واشنطن رفضت التعليق على الزيارة.

وكان آخر عمل قام به بلوف قبل زيارة أذربيجان الغامضة، أنه باع حقوق كتاب لإحدى دور النشر، سيروي خلاله العمل الداخلي الذي قامت به حملة أوباما. وكان أوباما وصف بلوف بأنه «البطل الذي لم يمجَّد» الذي أسهم في تعبيد طريقه نحو البيت الأبيض، وقبل إعلانه اختيار إيمانويل رام رئيس موظفي البيت الأبيض، ظل أوباما ينكر ويؤكد أن بلوف هو رئيس الموظفين.