نتنياهو وليفني يهاجمان حلفاءهما في اليمين واليسار.. لاقتناص الأصوات

أقطاب الأحزاب الإسرائيلية يتصارعون حتى اللحظة الأخيرة في المعركة الانتخابية

ليفني تتسلق على متن شاحنة انتخابية قرب بلدة اومير امس (ا ف ب)
TT

في ظل الاستمرار في ضبابية المعركة الانتخابية في إسرائيل والبلبلة التي تصيب الناخبين حول شكل تصويتهم وترددهم، تواصلت جهود أقطاب السياسة الإسرائيلية حتى ساعات معدودة من فتح مراكز الاقتراع، (تفتتح في السابعة من صباح اليوم، وتغلق في العاشرة ليلا). وبدا أن خوف المرشحين الأساسيين لرئاسة الحكومة، بنيامين نتنياهو في الليكود وتسيبي ليفني في «كديما»، من إضاعة فرصة النصر قد دفعت كلا منهما إلى مهاجمة حلفائه، حيث دلت استطلاعات رأي سرية على أنهما يقتربان من بعضهما، ولكن حلفاءهما يقتطعان منهما الأصوات لحظة بلحظة.

ويخشى نتنياهو من أن تتساوى معه ليفني في آخر لحظة، بعد أن كان يتربع على عرش التأييد الشعبي من دون منازع طيلة السنتين الماضيتين. وأما ليفني فإنها تسعى إلى تحقيق المساواة بينها وبين نتنياهو حتى تفرض عليه تشكيل حكومة وحدة وطنية تتناوب فيها على رئاسة الحكومة معه سنتين بسنتين.

ومن المفترض أن يتوجه إلى صناديق الاقتراع، اليوم، 5 ملايين و278 ألفا و985 ناخبا، 15% منهم عرب من فلسطينيي 48، و81% يهود، و4% من الروس غير اليهود. وسيدلي هؤلاء بأصواتهم في 9 آلاف و263 مركز اقتراع، منتشرة في جميع أنحاء البلاد، علما بأن التصويت داخل الجيش بدأ قبل يومين، والتصويت بين الدبلوماسيين في الخارج ولدى البحارة كان قد تم قبل أسبوعين.وتتنافس على أصوات الناخبين 34 قائمة وحزبا، يتوقع أن تصل إلى الكنيست 13 قائمة منها، حيث إن نسبة الحسم تعادل 2% من الأصوات الصحيحة، فمن لا يتجاوزها يسقط. وكانت نسبة الحسم في الانتخابات الأخيرة سنة 2006 تعادل 62742 صوتا، وقد فشلت يومها حوالي 20 قائمة واحترقت الأصوات التي حصلت عليها وبلغت 182690 صوتا. وكان «ثمن» الكرسي الواحد في الكنيست 24.619 صوتا في الانتخابات السابقة، ويتوقع أن يرتفع هذه المرة بشكل طفيف.

ومع فوات الوقت عشية يوم الانتخابات زاد منسوب التوتر في المعركة الانتخابية، واحتدمت الصراعات على الأصوات في كل مكان. ومع أن القانون يمنع نشر نتائج استطلاعات رأي جديدة قبل أربعة أيام من الانتخابات (يوم الجمعة الماضي)، فقد أجرت معظم الأحزاب استطلاعات سرية خاصة بها، بعضها استطلاعان في كل يوم، ومع أن القانون يمنع إجراء دعاية انتخابية في مساء اليوم الأخير قبل الانتخابات، فقد واصل نشطاء الأحزاب عملهم. وبدا من الاستطلاعات أن ليفني تقترب كثيرا من نتنياهو، وأن حزب اليمين المتطرف «إسرائيل بيتنا» بزعامة أفيغدور ليبرمان يأخذ من الليكود آلاف الأصوات في كل يوم، وأن حزب العمل يأخذ من «كديما» أيضا آلاف الأصوات. ولذلك راح الليكود يركز دعايته الانتخابية على اليمين ويصعد من خطابه اليميني المتطرف. فصرح نتنياهو، أمس، أنه سيقضي على حماس وأنه لن ينسحب إلى حدود 4 يونيو (حزيران) 1967 ولن يتخلى عن الجولان، ووعد ابنه بأنه سيستطيع أن يزور الجولان هو وأولاده.. و«قل لأحفادي إن جدهم وعد بالاحتفاظ بالجولان ووفى وعده». وتوجهت ليفني إلى الناخبين في الوسط، الذين بدأوا يتركونها لصالح حزب العمل في اللحظة الأخيرة، وفقا لاستطلاعات الرأي، وراحت تحذرهم من حزب العمل، المفترض أنه حليفها الطبيعي، وقالت إن إيهود باراك اتفق مع نتنياهو على أن ينضم إليه وأنه سيكون ذنبا له وليس شريكا، حيث إن الأكثرية يمينية متطرفة وإنه مع الليكود لن يساهم في صنع السلام، بل سيعمق الهوة مع أصدقاء إسرائيل في الخارج، ويتسبب في تدهور جديد للأوضاع.

ويسود التوتر الحزبين المتدينين، «يهدوت هتوراة» و«شاس»، منذ أن تنبأت الاستطلاعات بانخفاض قوة كل منهما بنائبين عن النتائج التي كانت قد منحتها استطلاعات الرأي قبل شهر. واتضح أن هذه الأصوات تذهب لصالح حزب ليبرمان وبقية الأحزاب الدينية، فخرجا بحملة هجوم عليه.

ولكن التوتر الأكبر يسود حزب العمل، حيث إن نتائج الاستطلاع الجديدة تتنبأ بانخفاض جديد في قوته لصالح «كديما» في اليمين و«ميرتس» في اليسار، وأنه سيخسر قطاعا كبيرا من مصوتيه العرب (الذين يحتجون على الحرب العدوانية التي قادها باراك ضد الأهل في قطاع غزة). وينتشر المتطوعون في هذا الحزب في مختلف أنحاء البلاد لاسترجاع المصوتين. وفي يسار الخريطة الحزبية لوحظ أن حزب «ميرتس» يشدد من الهجوم على حزب العمل، باعتبار أن كل صوت له سيذهب إلى حكومة الليكود، ويشدد في الوقت نفسه من الهجوم على الجبهة الديمقراطية، وهي حزب عربي على الغالب لكنه يضم مئات اليهود ويحظى بتأييد العديد من المثقفين والمحاضرين الجامعيين اليهود قضايا الاهتمام بالنسبة إلى الناخب الإسرائيلي

* تبقى القضية الأمنية هي العامل الحاسم في موقف الناخب الإسرائيلي، يليها في المرتبة الثانية الموقف السياسي، فهو على أساس هاتين القضيتين يمنح صوته لهذا الحزب أو ذاك، وهذا ما تؤكده نتائج آخر استطلاعات الرأي في إسرائيل.

الأمن والسياسة: 56% من الإسرائيليين قضايا التعليم: 24 % الموضوع الاقتصادي: 14%