«العفو الدولية» تتهم مسلحي حماس بقتل عناصر من فتح ومتعاونين مع إسرائيل

في تقرير لها أعدته لجنة تقصي حقائق في غزة

TT

«منذ نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي وخلال وما بعد العدوان الإسرائيلي الذي استمر قرابة 3 أسابيع على قطاع غزة وقُتل خلاله أكثر من 1300 فلسطيني، نفذت حركة حماس ومسلحوها حملة اعتقالات وتعذيب وقتل وتهديدات بالقتل ضد أشخاص يتهمونهم بـ «التعاون مع إسرائيل» إلى جانب معارضين ومنتقدين لسلطتها».

هذا ما كشفت عنه منظمة العفو الدولية «أمنستي إنترناشيونال» التي تتخذ من لندن مقراً لها. ووفقاً لتقرير أمنستي، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن ما لا يقل عن 20 شخصاً قُتلوا على أيدي مسلحي حماس، بينما أطلقت النيران على أرجل العشرات بهدف إلحاق عاهات مستديمة. وتعرض البعض إلى عمليات ضرب مبرح أدت إلى كسور متعددة وإصابات مختلفة. وقالت «أمنستي» إن معظم الضحايا اختطفوا من منازلهم، وأُلقي بهم لاحقاً في مناطق نائية أو غرفة الموتى في أحد مستشفيات غزة، إما جثثاً هامدة أو جرحى.

وحسب التقرير فإن فريق تقصي حقائق من «أمنستي» زار غزة خلال العدوان الإسرائيلي وبعده، سجل إفادات العديد من الضحايا والمصادر الطبية وشهود العيان الذين عززوا روايات الضحايا. وهناك البعض الذي رفض الإدلاء بأي إفادات خوفاً من انتقام قوات حماس ومسلحيها.

ودعت «أمنستي» في تقريرها إدارة حركة حماس في غزة، إلى الوقف الفوري لحملة القتل والتعذيب والموافقة على تشكيل لجنة تحقيق من الخبراء تكون محايدة للتحقيق في الشكاوى.

وتقول «أمنستي» إن أهداف حماس في حملتها تلك معتقلين سابقين متهمين بالتعاون مع إسرائيل، تمكنوا من الهروب من السجن في غزة بعد أن قصفته الطائرات الإسرائيلية وأعضاء سابقين في أجهزة السلطة الفلسطينية وناشطين في حركة فتح. وبدأت حملة حماس مباشرة بعد بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 27 ديسمبر (كانون الأول) الماضي واستمرت حتى 18 يناير (كانون الثاني) الماضي. وقُتل البعض وهم يتلقون العلاج في المستشفيات حسب «أمنستي». وحسب شهود العيان فإن منفذي هذه العمليات لم يخفوا وجوههم بل كانوا يتصرفون بكل ثقة.

ومن بين القضايا التي حققت فيها «أمنستي» قضية قتل ثلاثة إخوة من عائلة أبو عشبية (عاطف ومحمد ومحمود) من مخيم جباليا شمال قطاع غزة الذين قُتلوا في غضون 24 ساعة من هروبهم من سجن السرايا في مدينة غزة. وأحد الإخوة وهو محمود، 24 سنة، تمكن من الوصول إلى منزل أهله عصر 28 ديسمبر (كانون الأول) قبل أن تحضر قوة مسلحة وتختطفه من منزله ليعثر على جثته في غرفة الأموات في مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا المجاورة. وعثر على جثماني شقيقيه في غرفة الأموات في مستشفى الشفاء في مدينة غزة. والأشقاء الثلاثة معتقلون منذ مارس (آذار) 2008 بتهمة التعاون مع الجيش الإسرائيلي.

ومن بين الذين قُتلوا خلال تلك الفترة ناصر محمد مهنا، 34 سنة، قائد كتائب شهداء الأقصى التابعة لفتح الذي كان معتقلا منذ أغسطس (آب) 2008 ويقضي حكماً بالسجن لعامين بتهمة التخطيط لاغتيال رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية. وقد عُثر على جثته في ثاني أيام العدوان في طريق النفق على أطراف غزة.