المالكي ردا على بايدن: فات أوان الضغوطات الأميركية على العراق.. ونحن نعرف مسؤولياتنا

ساركوزي من بغداد: لا حدود لما نريد تقديمه .. وسنكون أصدقاء في الصف الأول

الرئيسان العراقي جلال طالباني والفرنسي نيكولا ساركوزي يستعرضان حرس الشرف قبيل اجتماعهما في بغداد أمس (رويترز)
TT

قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، في رد غير مباشر على تصريحات نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، إن «الحديث عن الضغوطات كلام فات أوانه»، وجاء تعليق المالكي أثناء مؤتمر صحافي مشترك عقده المالكي مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي وصل في زيارة مفاجئة إلى بغداد أمس. وكان بايدن قال الأسبوع الماضي إن الولايات المتحدة ستكون «أكثر تشددا» في حث الحكومة العراقية على إقرار إصلاحاتها السياسية».

وقال المالكي: اعتقد أن الحديث عن ضغط أو ممارسة تشدد تجاه الحكومة العراقية تجاه قضاياها كلام قد فات أوانه وهذه التصريحات انتهى وقتها والحكومة العراقية تعرف مسؤولياتها». وأضاف خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع ساركوزي «نحن الذين أطلقنا مبادرة المصالحة الوطنية و نؤكد دائما لولا المصالحة الوطنية لما استتب الأمن ولما استقر البلد واعتبرنا ان سفينة النجاة هي المصالحة الوطنية بين مكونات الشعب العراقي». وتابع «من يشاهد العراق يشهد أن كل مدينة وقضاء شهد اجتماعات و مهرجانات للمصالحة الوطنية بين أبناء الشعب الواحد». وأضاف أن «نجحنا في المصالحة الوطنية واستطعنا ان نحسم ملف الجيش العراقي السابق وقضينا على الفتنة الطائفية».

وتعقيبا على تصريحات المالكي، قال مصدر رسمي من الخارجية الاميركية إن «على القادة العراقيين العمل مع بعضهم بعضاً لتحقيق تطلعات الشعب العراقي»، وقال المصدر لـ « الشرق الأوسط » إن «الولايات المتحدة تساند بقوة جهود القادة العراقيين لتحقيق تقدم في الوحدة الوطنية كعنصر حيوي لإنهاء العنف، واستقرار البلاد وبناء مؤسسات ديمقراطية» وأضاف المصدر الذي طلب الإشارة إليه باعتباره مصدراً رسمياً يمثل الخارجية الأميركية »هناك الكثير من العمل يفترض أن يقوم به الشعب العراقي وحكومته، ونحن نشجع القادة العراقيين لإنجاز التزامات كبيرة من اجل معالجة القضايا المهمة، وإيجاد أسس سياسية لكي تمضي قدماً». إلى ذلك، أجرى ساركوزي محادثات مع المالكي والرئيس العراقي جلال طالباني تناول فيها بحث فرص إبرام صفقات تجارية وتعزيز العلاقات بعد الغزو الأميركي. وقال المالكي خلال لقائه بساركوزي إن «العراق الذي كان له أعداء كثيرون أصبح لديه اليوم أصدقاء كثيرون.. وإننا نريد كسب المزيد من الأصدقاء ونمد الجسور التي نسفتها سياسات النظام البائد». وكانت فرنسا ضمن التحالف الذي قادته الولايات المتحدة الذي حارب العراق بعد أن غزا صدام الكويت عام 1991 لكنها فضلت اتخاذ خطوات لتخفيف العقوبات ضد العراق في التسعينات. وعندما قادت الولايات المتحدة مرة أخرى غزواً ضد العراق في عام 2003 تزعم الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك المعارضة الدولية للغزو.

ووصف المالكي زيارة ساركوزي إلى بغداد بأنها «تاريخية»، مضيفا «نأمل أن يكون (ساركوزي) عونا لنا في مساعدة العراق، لينهض ويخرج من العقوبات الدولية التي فرضت عليه جراء غزو الكويت والسياسات الحمقاء للنظام الدكتاتوري، وان العراق يحتاج الى جهود اصدقائه وخبراتهم» .

وقال المالكي: «إننا سعداء لزيارة الرئيس ساركوزي، وان العراق يتطلع إلى إقامة أفضل العلاقات مع فرنسا في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والعسكرية، الى جانب الاستفادة من الخبرات التي تملكها الشركات الفرنسية في البناء والإعمار»، مؤكدا ان «العراق بدأ ينهض ويؤسس دولة القانون والديمقراطية، ويحسّن علاقاته مع جيرانه وجميع دول العالم ، بعدما تجاوز الفتنة الطائفية ، وان الأمن والاستقرار تحقق بعد نجاح المصالحة الوطنية وبفضل تطورالقدرات العراقية، وتنامي خبرتها في مجال محاربة القاعدة والمليشيات».

وأضاف المالكي إن «القوات العراقية ستكون هذا العام قادرة على تحمل مسؤولياتها ولاتحتاج سوى الدعم اللوجستي في الوقت الحاضر، واننا نحتاج من أصدقائنا إلى تجهيز قواتنا بما تحتاجه من أسلحة ومعدات لتثبيت الأمن، كما نحتاج إلى مساهمة الشركات العالمية في عملية البناء والإعمار التي يشهدها العراق».

ومن جانبه، أعرب الرئيس الفرنسي عن رغبة بلاده بتطوير العلاقات مع العراق ومساعدته في جميع المجالات، قائلا: « ليس هناك حدود لما نريد تقديمه للعراق ويجب الانتقال إلى مرحلة التغيير، وسنقف معكم لتحقيق طموحات الشعب العراقي، وان فرنسا تريد أن تكون في الصف الأول لأصدقاء العراق»، وهنأ الرئيس ساركوزي رئيس الوزراء على نجاح الانتخابات المحلية «التي تشكل رسالة إلى العالم ونموذحاً يُحتذى به في المنطقة».

وأعلن الرئيس الفرنسي خلال اللقاء أن الحكومة العراقية وافقت على افتتاح قنصليتين لبلاده في أربيل والبصرة، وان رئيس الوزراء ووزيرالخارجية الفرنسيين سيزوران العراق قريبا لغرض المساهمة في تقديم كل مايحتاجه العراق اقتصاديا وعسكريا وفي مجال البناء والإعمار.

وفي المؤتمر الصحافي المشترك الذي أعقب اللقاء شكر رئيس الوزراء الرئيس الفرنسي على مواقفه الداعمة للشعب العراقي وتخفيف معاناته، وأضاف إن زيارته جاءت في الوقت المناسب، وانه أول رئيس فرنسي وأول رئيس أوروبي من خارج التحالف يزور العراق . وأضاف المالكي بأنه « بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي بخروج العراق من الفصل السابع وحلول الأمن والاستقرار، لا بد من إنهاء كافة القرارات والعقوبات المفروضة عليه، ونأمل أن تكون فرنسا عونا لنا في التخلص من هذه العقوبات».