أوباما يواجه صحافيين مشككين.. بجدية وشرح مسهب

في أول مؤتمر صحافي يبث في ساعة الذورة لمشاهدة التلفزيون

TT

منذ السؤال الأول الذي طرح عليه خلال مؤتمره الصحافي الذي عقده ليل أول من أمس في البيت الأبيض، خلال ساعة الذروة لمشاهدة التلفزيون، واجه الرئيس الأميركي صحافة متشككة، رغم أنها غالبا ما تتهم بأنها متيمة به. وافتتحت الأسئلة جينيفر لوفن من وكالة «أسوشييتد برس» بسؤال حول مصداقيته، وجاء في سؤالها: «قلت إن بلادنا يمكن أن تقع في كساد لن نتمكن من عكسه إذا لم نتصرف سريعا. هل يمكنك أن تقول لنا ما الذي تعرفه وما الذي تسمعه من أشياء تدفعك إلى القول بأن الكساد الذي نحن فيه قد يكون دائما؟ وهل تعتقد أنك تغامر بخسارة مصداقيتك عبر المبالغة بالتشاؤم عند الحديث عن الأزمة الاقتصادية، أو الدفع بالاقتصاد إلى الأسفل عبر التحديز من تدهوره؟» إلا أن أوباما سيطر على النبرة في الغرفة الشرقية التي عقد فيها المؤتمر الصحافي، وتحدث بكل جدية، مستعملا الإشارت بيديه ومبرهنا على معرفته الواسعة بالوقائع. وأجوبته المطولة والمجزأة، التي لم تسمح بطرح أكثر من 13 سؤالا، ذهبت إلى أبعد من الأسئلة التي طرحها الصحافيون، إذ دافع عن مواقفه دون أن يمتنع عن انتقاد الجمهوريين ووصفهم بأنهم الأشخاص الذين «ترأسوا مضاعفة الدَّين العام».

وقالت صحيفة «واشنطن بوست» إن أسئلة الصحافيين جاءت مباشرة ومقتضبة، ولم تتضمن أيا من أسئلة «حب الظهور» التي طبعت مؤتمرات صحافية سابقة. ولم يتعمد الصحافيون المواجهة رغم أسئلتهم المباشرة، وكأنها إشارة إلى تفهمهم مدى خطورة وجدّية الأزمة المالية.

وفي سابقة لم تحصل من قبل سمح أوباما لأول مدون بأن يسأله سؤالا في مؤتمر صحافي بهذا الحجم، وسأله سام ستين الذي يكتب في مدونة صحيفة «هافينغتون بوست» الليبرالية، عن قضية تهم اليسار، وهي إنشاء «لجنة الحقيقة والمصالحة» للتحقيق في المخالفات التي اقترفتها إدارة جورج بوش. ورد أوباما بالقول إنه لم يطلع على الاقتراح المقدم.

وكتبت صحيفة «واشنطن بوست» أن العديد من الصحافيين الآخرين بنوا أسئلتهم انطلاقا من أن الرئيس قد انطلق في بداية قوية، فسأله شيب ريد من تلفزيون «سي بي إس» بصراحة تامة: «ماذا حصل لجهود العمل مع الحزبين جنبا إلى جنب؟ هل قللت من مدى صعوبة تغيير كيف تعمل واشنطن؟» (ملأت إجابة أوباما على السؤال 26 مقطعا في تفريغ حرفي للمؤتمر).

وسأل تشاك تود من تلفزيون «إن بي سي»، لماذا يريد أوباما أن يحفز الإنفاق الاستهلاكي في حين أن هذا الإنفاق «هو الذي أوصلنا إلى هذه الفوضى»؟ فرد أوبام بمناقشة هذه الفرضية.وخلال كل المؤتمر الصحافي لم يبتسم أوباما إلا مرة واحدة، عندما حاول تجنب سؤال من مايجور غاريث من تلفزيون «فوكس»، حول نائبه جوزيف بايدن الذي قال في مؤتمر ميونيخ إنه اتفق مع أوباما على أن هناك فرصة 30 بالمائة ألا تنجح خطة معينة. فقال أوباما إنه لا يتذكر هذا الحديث.

وبعد انتهاء المؤتمر الصحافي امتدح كريس ماثيو من «إم آي إم بي سي» قدرة أوباما الهائلة على التواصل، فيما قال بيل أورايلي من «فوكس» اليمينية، إنه واضح جدا ولكنه «مضجر». المؤتمرات الصحافية التي كانت تعقد في ساعات الذروة للمشاهدة كانت أمرا عاديا في عهد رونالد ريغان، إلا أنه يبدو أن الرؤساء الذين جاؤوا من بعده كانت لديهم صعوبة في إقناع محطات التلفزة بإعطائهم وقتا في ساعة الذروة. وفي أكثر من مناسبة، وعلى الرغم من ضغوط البيت الأبيض، رفضت محطتان أو ثلاث من المحطات الأميركية الكبرى أن تبث مؤتمرات لجورج بوش ولوالده ولبيل كلينتون.