الولايات المتحدة وباكستان تتفقان على تشكيل لجنة لمراجعة استراتيجية مكافحة الإرهاب

هولبروك يلتقي المسؤولين الباكستانيين في بداية جولة بالمنطقة تشمل أفغانستان والهند

وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي خلال اجتماعه مع المبعوث الأميركي إلى باكستان ريتشارد هولبروك في اسلام آباد أمس (إ ب أ)
TT

بدأ ريتشارد هولبروك المبعوث الأميركي إلى باكستان وأفغانستان، جولة في إسلام آباد أمس، واتفق مع الرؤساء الباكستانيين على تشكيل لجنة مشتركة لمراجعة السياسات ووضع استراتيجية جديدة لمكافحة الإرهاب، بحسب ما أعلنه وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي.

وقال قرشي في مؤتمر صحافي غاب عنه الموفد الأميركي الذي كان يلتقي الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري: «اتفقنا اليوم على أن فريقا يضم مسؤولين من إدارتَي الدولتين سيكون بقيادة هولبروك من جهة ووزير الخارجية (الباكستاني) من جهة أخرى». وأضاف قرشي أن «هذا الفريق سيتولى مراجعة السياسات كافة، وسيقرر بشأن استراتيجية جديدة، لأنهم يشعرون بأن أي استراتيجية مستقبلية فعالة في باكستان لا يمكن تنفيذها بشكل منفرد. لا بد من مشاركة باكستان». وحثت الحكومة الباكستانية الإدارة الأميركية الجديدة على مراجعة سياستها إزاء ما يتعلق بالهجمات الصاروخية المستمرة داخل الأراضي الباكستانية «التي أثبتت عدم فعاليتها، كما أنها تزيد من قلة شعبية الحكومة الباكستانية داخليا». وقال مسؤول باكستاني بارز إنه قد تم نقل هذه الرسالة إلى هولبروك في الاجتماعات التي عُقدت معه في إسلام أباد أمس.

ولدى اجتماعاته بالرئيس زرداري ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني ووزير الخارجية شاه محمود قرشي، استمع المبعوث الأميركي الخاص إلى نقد الزعماء الباكستانيين إزاء ما يتعلق بـ«السياسة الأحادية» التي تنتهجها الإدارة الأميركية. وقال مسؤول باكستاني بارز إن «المسؤولين الباكستانيين حثوا هولبروك على التحاور مع العنصر الرئيسي في السياسة الأميركية للتعامل مع التهديد الذي يفرضه القتال في تلك المنطقة». وفي مستهل زيارته للمنطقة التي تستمر طوال أربعة أيام يتوجه خلالها إلى أفغانستان والهند، أوضح هولبروك أن زيارته تأتي ضمن الجهد المبذول للوصول إلى أفضل فهم للموقف الذي كانت باكستان تواجهه في ما يتعلق بتهديد الأعمال القتالية. وقال أيضًا إنه سيعد توصيات سياسية لإدارة أوباما لتغيير السياسة الأميركية إزاء تلك المنطقة، في ختام زيارته.

وتركزت مباحثات هولبروك مع المسؤولين الباكستانيين، على الوضع في المناطق القبلية الباكستانية، حيث تتعقب قوات الأمن الباكستانية والجيش الأميركي المرابط في أفغانستان المسلحين المحليين والأجانب، ومن بينهم العرب، والشيشانيين، والأوزباكستانيين. وتنتقد القيادة الباكستانية، على وجه الخصوص، الهجمات الصاروخية المستمرة داخل المناطق القبلية الباكستانية، والتي يتم فيها استخدام طائرات دون طيار، حيث تقوم الاستخبارات المركزية الأميركية بإدارتها من قواعد عسكرية من داخل أفغانستان.

وطُرحت أيضا قضية العالم النووي الباكستاني عبد القادر خان خلال المباحثات التي جرت بين الزعماء الباكستانيين وهولبروك. وتمت مناقشة القضية في الوقت الذي تسعى فيه الإدارة الأميركية للحصول على تأكيد من الحكومة الباكستانية بأنه لن يتم السماح لخان بالاستمرار في أنشطة الانتشار النووي بعد أن تم إطلاق سراحه بموجب حكم صادر من المحكمة. وبحسب التقارير الإعلامية المحلية، فقد منعت الحكومة خان يوم الاثنين، يوم وصول هولبروك إلى المنطقة، من لقاء عامة الشعب. وانتشر أفراد الأمن من جديد على بوابات مقر إقامته في إسلام آباد، مانعين الزوار من زيارته. وتم إطلاق سراح خان بموجب قرار من المحكمة خلال الأسبوع الماضي، بعد أن أمضى أربعة أعوام رهن الإقامة الجبرية. وفُرضت الإقامة الجبرية على العالم النووي في العام 2004، بعد فضيحة ضلوعه في تصدير التكنولوجيا النووية إلى إيران وليبيا وكوريا الشمالية. وانتقدت الإدارة الأميركية بشدة قرار الإفراج عن خان، فيما طمأنت الحكومة الباكستانية المجتمع الدولي بأن خان لن يكون لديه ما يفعله في صنع السياسة النووية بعد إطلاق سراحه.