رأس خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس هو جينتاو رئيس جمهورية الصين الشعبية جلسة المباحثات الرسمية التي عقدها الجانبان في قصر خادم الحرمين الشريفين مساء أمس في الرياض. وفي مستهل الجلسة رحب خادم الحرمين الشريفين بالرئيس الصيني في السعودية، منوّهاً بمستوى علاقات الصداقة التي تجمع بين البلدين والشعبين الصديقين.
وأكد خادم الحرمين الشريفين حرصه على استمرار تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، مشيراً إلى أن أول زيارة رسمية قام بها بعد توليه مقاليد الحكم في المملكة كانت لجمهورية الصين الشعبية.
من جهته أثنى الرئيس هو جينتاو على جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في تعزيز ودعم العلاقات الثنائية التي تربط بين البلدين الصديقين، ممتدحاً استمرار التواصل بين قادة البلدين والمسؤولين فيهما على مختلف المستويات.
عقب ذلك جرى بحث مجمل المستجدات على الساحة الإقليمية، وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية وأهمية تحقيق سلام عادل وشامل يضمن للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة والقابلة للحياة.
وشملت المباحثات كذلك الأوضاع في عدد من مناطق التوتر في منطقة الشرق الأوسط والعالم، وموقف البلدين الصديقين منها، إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في جميع المجالات بما يخدم مصالحهما المشتركة. وجرى بحضور خادم الحرمين والرئيس الصيني، التوقيع على عقد وعدد من مذكرات التفاهم بين البلدين، حيث تم التوقيع على عقد ترسية مشروع قطار المشاعر المقدسة من عرفات إلى مزدلفة فمنى، على الشركة الصينية لإنشاء السكك الحديدية، وقعه عن الجانب السعودي الأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية رئيس هيئة تطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، ومن الجانب الصيني رئيس الشركة الصينية لإنشاء السكك الحديدية جين يوتشينغ. وتبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع 6.65 مليار ريال، ومدة تنفيذه سنتان من تاريخ الترسية وسوف يتم تشغيل ما نسبته 35 في المائة من الطاقة الاستيعابية في موسم حج 1431هـ، وسيعمل القطار بكامل طاقته الاستيعابية في موسم حج عام 1433هـ.
كما جرى التوقيع على مذكرة تفاهم ملحقة ببروتوكول التعاون بين حكومتي البلدين في قطاعات البترول والغاز والمعادن، وقعها عن الجانب السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز مساعد وزير البترول والثروة المعدنية، ومن الجانب الصيني رئيس هيئة الدولة للطاقة تشانغ توباو.
وجرى التوقيع على مشروع مذكرة التفاهم في مجال الحجر الصحي عند دخول الأفراد لمنافذ الحدود وخروجهم منها بين وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية والإدارة العامة لمراقبة وفحص الجودة والحجر الصحي بجمهورية الصين الشعبية، وقعها عن الجانب السعودي الدكتور حمد بن عبد الله المانع وزير الصحة ومن الجانب الصيني رئيس هيئة الدولة لمراقبة وفحص الجودة والحجر الصحي وانغ يونغ، كما جرى التوقيع على مذكرة تفاهم بين الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس وهيئة الدولة العامة لرقابة وفحص الجودة والحجر الصحي بالصين الشعبية وقعها عن الجانب السعودي عبد الله أحمد زينل وزير التجارة والصناعة رئيس مجلس إدارة الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس، ومن الجانب الصيني رئيس هيئة الدولة لمراقبة وفحص الجودة والحجر الصحي وانغ يونغ.
وجرى التوقيع على مشروع مذكرة تفاهم بين مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالمملكة العربية السعودية وجامعة بكين بالصين الشعبية حول إنشاء فرع للمكتبة بالجامعة، وقعها عن الجانب السعودي فيصل بن معمر المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز العامة، ومن الجانب الصيني سفير الصين لدى المملكة يانغ هونغلين.
وكان خادم الحرمين الشريفين قد استقبل مساء أمس في الرياض، الرئيس الصيني، حيث أقام له والوفد المرافق حفل عشاء. وقد رحب خادم الحرمين خلال الاستقبال بالرئيس الصيني، متمنيا له ولمرافقيه طيب الإقامة في السعودية. من جهته أعرب الرئيس هو جينتاو عن شكره وتقديره للملك عبد الله، على ما وجده ومرافقوه من حسن الاستقبال وكرم الضيافة.
وحضر الاستقبال ومأدبة العشاء الأمير فهد بن محمد بن عبد العزيز، والأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، والأمير بندر بن محمد بن عبد الرحمن، والأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، والأمير عبد الإله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة.
وكان الرئيس الصيني قد وصل في وقت سابق أمس إلى الرياض، وتقدم خادم الحرمين الشريفين مستقبليه في مطار قاعدة الرياض الجوية، حيث رحب به وبمرافقيه، كما كان في استقباله الأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف آل مقرن أمين منطقة الرياض، ومحمد الطبيشي رئيس المراسم الملكية، والسفير يحيى الزيد سفير السعودية لدى الصين، والسفير الصيني بالرياض يانغ هونغلين.
ثم توجه الزعيمان إلى صالة التشريفات بالمطار، حيث التقى الملك عبد الله وضيفه باثني عشر طفلا من أبناء ضحايا زلزال منطقة سيشوان في الصين، والتقطت الصور التذكارية بهذه المناسبة، بعدها سلم الأطفال على خادم الحرمين الشريفين وشكروه على ما قدمته السعودية من مساعدات إنسانية لمنطقتهم إثر الزلزال المدمر الذي ضربها، وتسلم الأطفال هدايا تذكارية من خادم الحرمين الشريفين.
ويضم الوفد الرسمي المرافق لرئيس الصين الشعبية كلا من عضو أمانة سر اللجنة المركزية للحزب الشيوعي رئيس ديوان اللجنة لينغ جيهوا، وعضو أمانة سر اللجنة المركزية للحزب الشيوعي رئيس مكتب الدراسات السياسية للجنة وانغ هونينغ، ومستشار الدولة داي بينغقوه، ووزير الخارجية يانغ جيتشي، ورئيس لجنة الدولة للتنمية والإصلاح تشانغ بينغ، ووزير التجارة تشن ديمنغ، ومدير مكتب الرئيس تشن شيجيوي، ومساعد وزير الخارجية تشاي جيون.