أصوات في حزب العمل الإسرائيلي تدعو للإطاحة بباراك بسبب فشله الانتخابي

في أعقاب تراجع الحزب عن مكانته من المركز الثاني إلى الثالث ثم انحداره إلى المرتبة الرابعة

TT

في أعقاب الفشل الكبير في المعركة الانتخابية، ارتفعت أصوات عديدة في حزب العمل الإسرائيلي، في اليومين الأخيرين، تدعو رئيسه وزير الدفاع، إيهود باراك، للاستقالة من منصبه وإتاحة الفرصة لقوى جديدة تواجه التحدي وتعيد للحزب المكانة التي فقدها كحزب رائد في إسرائيل.

وجاءت هذه الدعوى في أعقاب تراجع هذا الحزب عن مكانته كحزب ثان، ثم كحزب ثالث وقبوعه في المرتبة الرابعة في سلم الأحزاب بعد «الليكود» و«كاديما» و«اسرائيل بيتنا». فقد خسر هذا الحزب في الانتخابات الأخيرة، الثلاثاء الماضية، ثلث قوته وهبط من 19 الى 13 مقعدا وفقد حوالي 200 ألف صوت من مؤيديه. وتدل النتائج النهائية للانتخابات على انه فقد كل معاقله تقريبا، بما في ذلك حركة الكيبوتسات، وهي «التعاونيات التي أقامها حزب العمل بالكد والعرق عبر سنين طويلة»، كما قال أحد قادة الحزب. وحصل في البلدات العربية على عدد هزيل من الأصوات يقل حتى عن عدد أعضاء الحزب نفسه من العرب.

وكان قادة حزب العمل قد أجمعوا على ضرورة التوجه حاليا إلى المعارضة وإعادة بناء حزبهم وجمهورهم من جديد. وقال رئيسه ايهود باراك انه يقبل التحدي وسيعمل على قيادة الحزب إلى القمة من جديد. وقد أخاف باراك قادة حزبه بهذا الموقف، وطالبوه بأن يعيد للسياسة الإسرائيلية أخلاقيات تحمل المسؤولية – «فمن فشل في الانتخابات وجلب على حزبه مثل هذه النكبة، عليه أن يتحلى بمسؤولية أخلاقية ويترك المنصب لغيره». وينوي نائبان اثنان على الأقل المنافسة على قيادة حزب العمل بعد باراك، هما: أوفير بنيس، الذي كان وزيرا للثقافة والعلوم واستقال من حكومة ايهود أولمرت عندما دخلها حزب لبرمان العنصري، ويتسحاق هرتسوغ، وزير العمل والرفاه الحالي. وقد أعلن مقربون منهما إن الحزب يحتاج إلى إعادة صورة الحزب البديل عن السياسة الحالية والحزب المقاتل في سبيل أفكاره.

لكن رجال باراك يصدون المحاولات لاستبداله ويقولون إن «باراك هو الذي منع انهيارا أكبر لحزب العمل، بفضل موقفه الحازم والمسؤول في إدارة الحرب على حماس». ويقولون إن ما حطم الحزب في الانتخابات الأخيرة وحطم اليسار الصهيوني كله، بما في ذلك حزب ميرتس، هو حزب «كاديما» وتسيبي ليفني شخصيا. فقد أداروا معركتهم، خصوصا في الأيام الأخيرة، على أساس الشعار: «من لا يصوت لتسيبي سيقوي بيبي (أي بنيامين نتنياهو)». فهذا الشعار هو الذي منح قديما ثلث أصوات حزب العمل وثلث أصوات حزب ميرتس، وليس فشل باراك.

بيد أن منافسي باراك يقولون إن الفشل جاء من عدة أسباب، أهمها وأخطرها طريقة باراك في قيادة الحزب والمعركة الانتخابية: «فقد اختلف مع معظم مستشاريه الذين نصحوه بالخروج من حكومة أولمرت حالما ظهر تقرير لجنة التحقيق الرسمية في اخفاقات حرب لبنان (لجنة فينوغراد). ففي حينه حظي في استطلاعات الرأي بـ 24 مقعدا. وكان بإمكانه أن يرفع هذه النسبة في مواجهة نتنياهو، الذي منحه الجمهور يومها 25 مقعدا حسب الاستطلاعات».