اشتباك بين «أمل» و«حزب الله» في الجامعة اللبنانية.. تطوّر إلى إضرام النيران في حرم كلية الحقوق

على خلفية التحضير لمهرجان في ذكرى اغتيال مغنية

TT

شهدت المشاحنات بين طلاب الفرع الأول في كلية الحقوق والعلوم السياسية، في مجمع الحدث للجامعة اللبنانية، نقلة غير متوقعة أمس، إذ تطور إشكال بين طلاب من حركة «أمل» وآخرين من «حزب الله»، من عراك بالأيدي والسكاكين إلى إضرام النيران في حرم الكلية! وفيما تعددت الروايات تبيّن لـ«الشرق الأوسط» ومن مصادر مختلفة، أن المشكلة وقعت حين أرسل أحد الأساتذة المحاضرين طالبا ليسأل شباب «حزب الله» الذين كانوا ينظمون مهرجانا ومعرضا للصور، في ذكرى اغتيال المسؤول الأمني في الحزب عماد مغنية، خفض أصوات مكبرات الصوت التي كانت تبث أناشيد حماسية خاصة بالحزب، وذلك منعا لتعطيل الحصص الدراسية. وعند عدم تلبية الطلب تطور الأمر إلى تلاسن وتشابك بالأيدي والكراسي، وبعدما تعرض الطالب الذي تبيّن أنه ينتمي إلى حركة «أمل» للضرب، أقدم بعض الطلاب الذين يشتبه بأنهم ينتمون إلى الحركة على إضرام النيران داخل المعرض والمجسمات التي احترقت بكاملها، وتصاعدت ألسنة اللهب والدخان من نوافذ المعرض.

ولوحظ في اتصالات أجرتها «الشرق الأوسط» مع مسؤولين من الطرفين، محاولاتهم الحثيثة لتقليل أهمية ما حصل. ففيما نفى مسؤول الطلاب في «حزب الله» يوسف بسام صحة «ما قيل عن إضرام نيران»، عاد وقال ردا على سؤال: «لا أعرف إذا رمى أحد ما عيدان ثقاب وأحرق ورقة في مجلس الطلاب (الذي تترأسه حركة أمل)». وأكّد أن «الحزب والحركة يطالبان القوى الأمنية بالقبض على مفتعلي الحادث، لأنه لن يكون هناك أي غطاء على أحد». وعما إذا كان الحزب سيتخذ إجراءات تأديبية بحق الطلاب المشاغبين، قال: «إن شاء الله خير».

في المقابل برزت رواية مختلفة للأمين العام لجمعية «شباب الرسالة» ضمن حركة «أمل» باسل برّي، إذ أبدى في اتصال به أجرته «الشرق الأوسط» أسفه لـ«إقدام البعض على إحراق مجلس الحركة (الهيئة الطالبية في الكلية)، لأنه كان مجلسا يقدّم الخدمات إلى الطلاب كافة وليس إلى طلاب الحركة فقط». وقال: «أؤكد أن المشكلة ليست تنظيمية، بل تقتصر على أفراد. وسنعقد اجتماعا مع الحزب ونسلّم أسماء الضالعين في الحادث بغية معاقبتهم. في أي حال، انتشر الجيش وقوى الأمن وخرج الطلاب من الجامعة التي أقفلت أبوابها».

وإذ تردّدت معلومات عن وقوع عدد كبير من الجرحى من الجانبين، نفى كل من بري وبسام صحة الأمر، فيما لم تصدر أي معلومات رسمية عن الموضوع. وفور وقوع الحادث حضرت القوى الأمنية وتمركزت خارج المجمّع الجامعي وداخله، وألقت القبض على عدد من المشاغبين خارج الحرم، علم أن عددهم نحو عشرة. فيما دخلت وحدات أخرى من القوى الأمنية بعد اندلاع الحريق، وعملت على تفريق الطلاب الذين كانوا يتعاركون وسط جو من الغضب والصراخ. وقد تمكنت الوحدات الأمنية من السيطرة على الوضع داخل الحرم، ولوحظ أن أعدادا كبيرة من الطلاب هربت من الجامعة عند مداخل محددة تمركزت القوى الأمنية عندها لضمان خروجهم بسلام.