لبنان يحيي اليوم الذكرى الرابعة لاغتيال الحريري ومواقف تدعو إلى «الاستمرار» على نهجه

إجراءات أمنية مشددة.. ومائة ألف كرسي للمدعوين وحشود من كل المناطق * بان كي مون يجدد التزام الأمم المتحدة بالمحكمة الدولية للبنان

أكاليل من الزهور على ضريح الحريري من أولاده وأحفاده في إطار الاستعدادات لإحياء الذكرى الرابعة لجريمة اغتياله (أ. ف. ب)
TT

يحيي لبنان اليوم الذكرى الرابعة لاغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري ورفاقه باحتفال جماهيري يقام في ساحة الشهداء بوسط بيروت التجاري، ويتوقع أن يكون حاشدا في ضوء التحضيرات التي قامت بها اللجنة المنظمة.

وقد دعت قوى «14 آذار» جماهيرها في كل المناطق اللبنانية إلى المشاركة بكثافة في هذه المناسبة التي حُضِّرت لها مائة ألف كرسي للمدعوين وباحات واسعة خصصت لتجمع المواطنين وسط إجراءات مشددة، بدأت القوى الأمنية اللبنانية تنفيذها منذ مساء أول من أمس، حيث عزلت الساحة التي سيقام فيها المهرجان. كما ستشهد الطرق المؤدية إلى ساحة الشهداء ومحيطها إجراءات أمنية مماثلة تحسبا لأي إشكالات أو محاولات لتعكير الأجواء الامنية.

وعشية إحياء الذكرى، زار مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ضريح الرئيس الحريري في وسط بيروت على رأس وفد من مفتيي المناطق اللبنانية ورئيس المحاكم الشرعية السنية. وقرأ الفاتحة على روحه وأرواح رفاقه.

وقال للصحافيين: «إن إحياء ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري هو مناسبة سنوية لتأكيد الوفاء للرجل الذي كان له دور بارز في إعادة بناء لبنان الجديد بعد حروب الفتنة التي دمرته، وإرساء دعائم السلم الأهلي والوحدة الوطنية. وفي هذه المناسبة ندعو اللبنانيين إلى الاستمرار في النهج الوطني الذي أرساه الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مهندس اتفاق الطائف الذي يجب علينا جميعا المحافظة عليه وعدم المساس به نصا وروحا».

ثم زار المفتي قباني والوفد المرافق رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري. كما زارته السفيرة الأميركية في بيروت ميشيل سيسون التي قالت: «إن هذا العمل الوحشي (الاغتيال) لم يثنِ قوى الديمقراطية هنا في لبنان عن نضالها الشجاع من أجل قيام لبنان حر وسيد ومستقل». وأشارت إلى أن «رئيس الولايات المتحدة الجديد باراك أوباما ووزيرة الخارجية الأميركية الجديدة هيلاري كلينتون وجها رسالة قوية، في تصريحين علنيين لهما، مفادها أن الولايات المتحدة ستواصل دعمها للسيادة والاستقلال في لبنان. وسوف تكمل أيضا دعمها للمحكمة الخاصة بلبنان، بما في ذلك نيتنا زيادة التمويل للمحكمة».

من جانب آخر جدد الأمين العام بان كي مون التزام الأمم المتحدة بسير المحكمة الخاصة ذات الصفة الدولية لمحاكمة المتورطين في جريمة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. وأعرب الأمين العام في بيان أدلت به الناطقة الرسمية ميشيل مونتاس بمناسبة الذكرى الرابعة على اغتيال الحريري عن حزنه لمرور الذكرى الرابعة على اغتيال الحريري قبل أسبوعين من بدء عمل المحكمة الخاصة. ومن المقرر أن تبدأ أعمال المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقرا لها في الأول من شهر مارس (آذار) المقبل. ومضت ميشيل مونتاس تقول «إن الأمين العام يؤكد من جديد التزام الأمم المتحدة بجهود المحكمة الخاصة للكشف عن الحقيقة ولجلب المسؤولين عن ارتكاب هذه الجريمة البشعة إلى العدالة وإنهاء الحصانة في لبنان». وفي هذه المناسبة دعا الأمين العام إلى تنفيذ كل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بلبنان.