الخارجية العراقية: بغداد لم تعد نقطة الخلاف بين طهران وواشنطن

عباوي كشف لـ«الشرق الاوسط» عن زيارة قريبة لوزير خارجية الكويت.. وأخرى للرئيس الباكستاني

TT

وصف مسؤول في الحكومة العراقية، الزيارة الحالية التي يقوم بها وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي الى العراق بـ«المهمة جدا وانها تشكل استمرارية للعلاقات القائمة بين بغداد وطهران».

وقال لبيد عباوي، وكيل وزير الخارجية العراقي لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من بغداد، امس، ان«هذه الزيارة تأتي تأكيدا للعلاقات الثنائية وفي اطار تبادل زيارات المسؤولين بين البلدين لتطوير اوجه التعاون بين العراق وايران»، مشيرا الى ان«زيارة متقي جاءت بعد الزيارة الاخيرة التي قام بها رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، ومن اجل تفعيل مذكرات التفاهم التي تم توقيعها والتي تخص مجالات عدة، منها الاقتصادية والسياسية، حيث يترأس اللجنة العراقية وزير التجارة عبد الفلاح السوداني، وعن الجانب الايراني وزير الخارجية متقي».

واوضح وكيل وزارة الخارجية العراقية، قائلا «لقد تم عقد عدة اجتماعات بين الوزراء العراقيين ونظرائهم الايرانيين المرافقين لوزير الخارجية، خاصة في مجالات الطاقة الكهربائية والتجارة والنقل وامور اخرى تهتم بمساعدة العراق في مجالات اعادة الاعمار، وهي فرصة للتشاور بين الحكومتين العراقية والايرانية فيما يخص مصلحة الشعبين العراقي والايراني».

وقال عباوي ان«هذه الزيارة تأتي بعد التطورات الأمنية التي تحققت في العراق، وبعد نجاح عملية انتخابات مجالس المحافظات والمتغيرات الدولية، خاصة بعد تسلم الرئيس الاميركي باراك اوباما الادارة في الولايات المتحدة، والبحث لإيجاد نوع من التفاهم لعدم تصعيد التوتر في المنطقة».

ونفى وكيل وزارة الخارجية العراقية ان تكون لزيارة متقي اية علاقة بزيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى بغداد الثلاثاء الماضي، وقال«هناك توقيتات لزيارات المسؤولين الى العراق، ولا علاقة بزيارة متقي بالزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي الى بغداد، فالعراق وبعد ان استعاد سيادته المطلقة وحقق نتائج جيدة في الملف الامني اصبح قبلة لزيارة عدد كبير من المسؤولين العرب والغربيين، اذ لا يمر اسبوع دون ان تكون هناك زيارة لمسؤول الى بغداد للتعرف على حقيقة الاوضاع ميدانيا وفتح افاق التعاون والاستثمار في العراق وتطوير العلاقات السياسية، وهذا يعود إلى نجاح الدبلوماسية العراقية وتحركها عربيا واقليميا ودوليا».

وكشف عباوي عن«ان هناك عدد من الشخصيات المهمة التي ستزور بغداد قريبا واخرى طلبت زيارة العراق من بينها وزير الخارجية الكويتي وشخصية المانية مهمة، والامين العام للمؤتمر الاسلامي، والرئيس الباكستاني، اضافة الى العديد من الشخصيات العربية والغربية التي طلبت تحديد مواعيد زيارتها الى العراق».

وحول امكانية ان يكون العراق حلقة وصل في تحقيق لقاءات ايرانية اميركية، وفيما اذا تم بحث هذا الموضوع مع الوزير متقي، قال وكيل وزير الخارجية العراقي«لم يتم بحث موضوع العلاقات الايرانية الاميركية، سوى في اشارة سريعة، فقد سعى العراق سابقا لرعاية اللقاءات التي تمت بين ممثلين عن الادارتين الاميركية والايرانية برئاسة العراق ولإجراء حوارات ثلاثية حول الوضع العراقي، وقد جرت بالفعل ثلاث جولات من الحوارات في هذا الاطار، الا اننا نشعر الان، وبالرغم من تغير الادارة الاميركية، واعطاء مؤشرات ايجابية في هذا الجانب، انه من الممكن ان تجرى لقاءات برعاية عراقية بين الجانبين الايراني والاميركي، ولكن ليس فيما يتعلق بالشأن العراقي، فالعراق لم يعد يشكل نقطة خلافية كونه تجاوز الصعوبات الامنية التي كان يعاني منها»، مشيرا الى ان «الحكومة العراقية اليوم قادرة على ادارة الملف الامني بمساعدة الاصدقاء، لهذا لم يعد اللقاء الايراني الاميركي حول العراق ذا شأن».

وحول الاهتمام الايراني بالعراق، خاصة في الفترة الاخيرة، اذ اشيع عن وجود هاشمي رفسنجاني، رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في العراق، فضلا عن زيارة وزير الخارجية الايراني السابق علي أكبر ولايتي التي اجراها الى العراق الاسبوع الماضي، اوضح عباوي ان«رفسنجاني غير موجود في العراق، فقد طلب الزيارة وقمنا بتأجيل موعدها، ثم ان ولايتي كان في زيارة شخصية وليست رسمية وكونه وزير خارجية سابق ويرتبط بالكثير من العلاقات بشخصيات عراقية، فقد زارهم واستقبلوه ضمن هذه الحدود وليس ضمن اطر سياسية او بروتوكولية».

وفيما يتعلق بقيام الحكومة الايرانية بفتح اربع قنصليات في كل من البصرة وكربلاء واربيل والسليمانية، قال عباوي«هذا موضوع طبيعي فللعراق ايضا اربع قنصليات في ايران، وهذا الموضوع يتم بالاتفاق بين الحكومتين وبسبب اتساع النشاط التجاري بين العراق وايران»، مشيرا الى ان«هناك الاف الزوار الايرانيين للمراقد المقدسة، وهناك مشاريع تجارية ناشطة، وهناك علاقات قديمة بين العراق وايران، وهناك حركة لرجال الاعمال بين البلدين، وهذا كله يحتاج متابعات، وهذا ما جعل ايران تفتتح اربع قنصليات في العراق»، منوها الى ان«لتركيا مثلا قنصليتان، واحدة في الموصل والاخرى في البصرة، وهناك دول عديدة تريد فتح قنصليات في البصرة وفي اقليم كردستان لمتابعة مصالحها».