جدل بين علماء آثار والسلطات العراقية حول إعادة افتتاح المتحف العراقي

خبراء عبروا عن تحفظهم إزاء الافتتاح

TT

مع الاستعدادت الجارية على قدم وساق لاعادة افتتاح المتحف العراقي، الذي يعد واحدا من اهم المتاحف في العالم، لاحتوائه على كنوز اثرية تعود الى حضارة وادي الرافدين، أعربت مجموعة من علماء الآثار العالميين عن تحفظها على إعادة الافتتاح بعد أسبوعين من الآن وعدوها «مجازفة» قد تعرض الاثار للخطر. ومن جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة السياحة والآثار العراقية ان قلق هؤلاء العلماء له «مغزى سياسي أكثر منه مهني».

وقال علماء الاثار العالميون، وهم من اصول عراقية، في رسالة وجهوها الى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وعدد اخر من المعنيين بشؤون الاثار في العراق، وحصلت «الشرق الاوسط» على نسخة منها «في الوقت الذي لسنا معارضين فيه من حيث المبدأ لفكرة إعادة افتتاح المتحف العراقي، ونعتقد بأن التراث الثقافي لأي أمة يجب أن يطلع عليه الجمهور، إلا أن مثل هذه الأعمال يجب أن تسير وفق المعايير الدولية لعلوم المتاحف والصيانة الأثرية»، وأضافت الرسالة أن «افتتاح أي متحف ليس ببساطة فتح الأبواب، فتهيئة المجاميع الأثرية في المتاحف تتطلب على الأقل سنة كاملة من العمل الدقيق والمتأني، حتى إن كان ذلك في أفضل الظروف، ومن وجهة نظر المسؤولية المتحفية فإن ذلك يستغرق عدة أشهر من العمل المهني الدؤوب والمسؤول».

وحملت الرسالة تواقيع علماء اثار عراقيين في المهجر وهم الدكتورة زينب البحراني، أستاذة تأريخ الفنون والآثار في جامعة كولومبيا الاميركية، والدكتورة لمياء الكيلاني، باحثة آثارية   في معهد الآثار بكلية لندن الجامعة، والدكتورة سلمى الراضي، آثارية متخصصة في صيانة المواقع التأريخية، والدكتورة ندى الشبوط، أستاذة تأريخ الفنون في جامعة شمال تكساس، والدكتور دوني جورج، أستاذ الآثار في جامعة الدولة في نيويورك، ورئيس هيئة الآثار والتراث العراقية سابقاً.

 واضافت الرسالة ان «التخطيط من أجل افتتاح واحد من أهم المتاحف في العالم في مدة أسبوعين، يظهر عدم المعرفة الكبيرة في موضوع إدارة التراث الثقافي، ويظهر أن وزارة الدولة لشؤون السياحة والآثار غير مطلعة بأن هناك معايير دولية معترفا بها، والتزامات في إدارة المتاحف والتراث الثقافي، وبأن متخصصين بمستويات عليا وبسنين طويلة من الخبرة في هذه الاختصاصات، يكونون هم الأفضل في تقييم أي من الطرق يجب اتخاذها من أجل حماية المتاحف والمواقع الأثرية في الدولة».

ومن جانبها، ردت وزارة الدولة لشؤون الآثار على هذه الاتهامات عبر متحدثها الرسمي عبد الزهرة الطلقاني الذي أكد في تصريح خص به «الشرق الأوسط» انه « ليس هناك غرض سياسي من افتتاح المتحف الوطني العراقي بعد أسبوعين، ولا يمكن لهذا المتحف أن يبقى مغلقا إلى الأبد، وكل من وقع على هذه الرسالة ندعوه باسم وزارتنا لزيارة المتحف العراقي يوم الافتتاح، للاطلاع على ما هو موجود فيه، كما نرجو ممن لديه أي رأي أن لا يستهين بخبرات كوادر المتحف، فهناك خبراء بالآثار وهم من زملاء الذين كتبوا هذه الرسالة، وإذا كان هناك حرص على الإرث الثقافي العراقي فيجب أن تقدر خبرات العراقيين وعدم الاستهانة بها لأنها قادرة على إظهار هذا التراث للعالم بالشكل اللائق».

وقال طلقاني إن «الذين كتبوا الرسالة قد لا يعلمون أن التحضيرات لافتتاح المتحف كانت قد بدأت منذ سنوات»، وقال انه منذ عام 2006 كانت هناك توجهات لاعادة افتتاح المتحف الوطني العراقي.

واختتم الطلقاني بالقول إن «هذه الرسالة ذات مغزى سياسي وافتتاح المتحف ليس ما يعنيهم، وان الذين كتبوها، مع احترامنا لهم كاختصاصيين وعلماء آثار، لكن رسالتهم سياسية وهي تظهر وجهة نظر معينة حول العملية السياسية في العراق».

وقال إن «المتحف سيفتتح أبوابه وبشكل لائق وسيقيم المختصون، الذين سيزورون المتحف بعد افتتاحه، استعدادات الوزارة وكيفية التعامل مع المعروضات، وأيضا الاستعدادات الأمنية المكثفة التي سترافق الافتتاح، وأيضا ما تم استقدامه من أجهزة الكترونية متطورة لتأمين المتحف من الداخل والخارج وحماية كل محتوياته، وما حدث عام 2003 لا يمكن أن يتكرر لاحقا مهما كانت الظروف».