قراصنة الصومال يفرجون عن سفينة لشركة يابانية تقل 23 بحاراً

سفينة روسية تحتجز 3 سفن للقراصنة.. والمكتب البحري الدولي يحذر من هجماتهم

بحارة أوكرانيون كانوا محتجزين مع السفينة المختطفة «إم في فاينا» التي أفرج عنها القراصنة الصوماليون أخيرا.. أثناء وصولهم إلى العاصمة كييف أمس (رويترز)
TT

أفرج قراصنة الصومال ليلة الخميس عن سفينة ترفع علم بنما وتمتلكها شركة يابانية، بعد أن اختطفوها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في خليج عدن، وذلك بحسب ما أكدته منظمة غير حكومية تقوم بمراقبة نشاطات القرصنة البحرية.

وقالت منظمة «إيكوتيرا» الدولية إن السفينة التي تحمل اسم «شيمستر فينوس» تقل 18 بحاراً فلبينياً و5 من كوريا الجنوبية، وهم جميعاً بصحة جيدة. من جهتها نقلت وكالات أنباء روسية عن البحرية الروسية قولها أمس إن سفينة حربية تابعة لها احتجزت 3 سفن للقراصنة قبالة سواحل الصومال. وقال متحدث باسم البحرية إن السفينة الحربية النووية (بطرس الكبير) احتجزت 10 قراصنة على متن السفن الثلاث، حسب رويترز. وفي الوقت نفسه، أصدر مركز تابع للمكتب البحري الدولي أمس تحذيرا للسفن التي تعمل في المياه الدولية من تزايد عدد هجمات القراصنة هذا الأسبوع في منطقة خليج عدن وقبالة السواحل الشرقية للصومال.

وكان المكتب البحري الدولي ومقره لندن نبه كل السفن المارة قبالة المنطقة التي ينتشر فيها القراصنة «إلى (ضرورة) المراقبة البصرية والرادارية الدقيقة على مدار الساعة» للمناطق البحرية التي تتحرك فيها تخوفا من القراصنة.

وقال البيان الصادر عن مركز الإبلاغ عن أعمال القرصنة والذي يتخذ من كوالالمبور مقرا له «خلال اليومين الماضيين نشط القراصنة في مهاجمة السفن بقصد خطفها». وأرجع المكتب تزايد نشاطات القرصنة إلى تحسن الأحوال الجوية. وأفاد المكتب أن 5 هجمات مسلحة وقعت قبالة الساحل الصومالي أمس. وغادر القراصنة السفن التي أغاروا عليها بعد أن اتبعت أطقمها إجراءات مراوغة أو أرسلت نداءات استغاثة.

ولا يزال خليج عدن الذي يعد من بين أكثر المسارات البحرية نشاطا يمثل مجال نشاط قوي للقرصنة برغم الدعوات المتزايدة لفرض رقابة أمنية مشتركة لتأمينه. وقد تعرضت نحو 40 سفينة للاختطاف العام الماضي ما دفع حلف شمال الأطلسي «ناتو» والاتحاد الأوروبي والهند وروسيا وعدد آخر من الدول إلى نشر سفن حربية في المنطقة. ومازال القراصنة يحتجزون 10 سفن وأكثر من 200 شخص من أطقم العمل عليها.

من جهة ثانية، تتوجه فرقاطة تابعة للجيش التركي إلى خليج عدن الثلاثاء للمشاركة في القوات الدولية التي تطارد القراصنة ومهربي السلاح للصومال. وأكد الجنرال ميتين شوراك في مؤتمر صحافي أن الفرقاطة تي. جي. سي. جيرسون المجهزة بمروحيتين من طراز أوغوستا بيل ستغادر قاعدة اقساز البحرية (جنوب غرب) الواقعة على البحر المتوسط في 17 فبراير (شباط) باتجاه خليج عدن حسبما أوردت وكالة أنباء الأناضول.

وستعمل الفرقاطة لمدة 4 أشهر في إطار القوة المتعددة الجنسيات «سي تي إف 151» (القوات المشتركة 151) الموكل إليها مهمة مكافحة القرصنة في المنطقة.

وكان البرلمان التركي أعطى الأسبوع الماضي الضوء الأخضر لإرسال سفينة حربية إلى خليج عدن لمهمة مدتها سنة واحدة، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وبحسب قرار الحكومة ستتولى السفينة التركية مهمة الحراسة قبالة سواحل الصومال، ومرافقة البواخر التجارية، والقبض على سفن القراصنة «باللجوء إلى القوة إذا اقتضى الأمر» وتوقيفهم «إذا دعت الضرورة». في المقابل لن يشارك طاقم الفرقاطة في عمليات عسكرية برية. وكان القراصنة الصوماليون أفرجوا عن سفينة شحن تركية وطاقمها المؤلف من 11 شخصا كانوا احتجزوها في منتصف ديسمبر (كانون الأول). وفي كييف وصل 20 بحارا ظلوا محتجزين كرهائن لثلاثة أشهر لدى قراصنة صوماليين وكان في استقبالهم الرئيس فيكتور يوشينكو. وهبطت طائرة تقل البحارة وهم 17 أوكرانيا وروسيان ولاتفي واحد في مطار بوريسبيل بالعاصمة كييف بعد رحلة استمرت ثماني ساعات من كينيا.

وكانت سفينتهم «إم إس فاينا» قد رست في ميناء مومباسا الكيني. واحتجز قراصنة قبالة السواحل الصومالية السفينة منذ 25 سبتمبر (أيلول) الماضي.

وقال يوشينكو: «الشيء الأساسي المهم أنهم مازالوا أحياء». وأضاف في تصريحات بثتها القناة الخامسة أن بلاده سترسل قوات للمساعدة في الجهود الدولية لمكافحة القرصنة بمنطقة خليج عدن.

وأضاف قائلا: «لقد اتخذنا القرار بالانضمام إلى القوات متعدد الجنسيات ويتحتم علينا إيجاد الموارد لعمل هذا». ويستهدف قراصنة صوماليون السفن التجارية المارة من خليج عدن المزدحم الذي يربط بين أوروبا وآسيا عبر البحر الأحمر وقناة السويس.

وتنظم الآن سفن بحرية تابعة لعدد من الدول منها الولايات المتحدة وبريطانيا والهند وروسيا دوريات في المناطق الواقعة قبالة منطقة القرن الأفريقي المضطربة لردع القراصنة الصوماليين. وأعلنت البحرية الأميركية أنها احتجزت 9 قراصنة.