مدير الاستخبارات الأميركية: تدهور الاقتصاد العالمي يمثل التهديد الأكبر أمامنا

قال إن حكومة كرزاي تعتبر جزءا من المشكلة في أفغانستان

جنود أميركيون داخل طائرة نقل عسكرية من طراز «سي 17» في طريقهم إلى أفغانستان بقاعدة ماناس العسكرية بقرغيزستان، في الوقت الذي بدأ فيه المبعوث الاميركي الخاص الى جنوب آسيا ريتشارد هولبروك امس محادثات مهمة في كابل تهدف الى تصعيد القتال ضد التمرد الذي تتزعمه طالبان (رويترز)
TT

قال المدير الجديد للاستخبارات الوطنية الأميركية أمام الكونغرس اول من امس إن الجلبة التي يتسبب فيها الوضع الاقتصادي العالمي وحالة عدم الاستقرار التي يمكن أن تسود يمثلان التهديد الأكثر إلحاحا أمام الولايات المتحدة. ويعكس هذا التقييم مخاوف متنامية داخل هيئات الاستخبارات الأميركية بسبب التداعيات التي قد تنجم عن الأزمة الاقتصادية في أرجاء العالم، والضرر الذي يمكن أن يلحق بسمعة أميركا على المدى البعيد. وقد تسببت الأزمة التي بدأت في الأسواق الأميركية في زيادة الشكوك في قدرة أميركا على قيادة الاقتصاد العالمي، حسب ما قاله مدير الاستخبارات الأميركية دينيس بلير. وقد كانت تعليقات بلير مفاجئة، حيث أتت في إطار تقييم الأخطار التي تتهدد أميركا في تصريح كان يلقيه أمام الكونغرس، وفي المعتاد يتركز هذا التقييم على قضايا مثل الإرهاب وانتشار الأسلحة النووية. قال مدير الاستخبارات إن التراجع الاقتصادي هو «مبعث القلق الأمني الرئيسي على المدى القريب» بالنسبة للولايات المتحدة، وحذر من أنه إذا استمر ذلك الوضع وتوطدت، فإنه سوف يتسبب في حالة من الاضطراب، وسيضع مخاطر أمام بعض الحكومات. وانتقد بلير عجز الحكومة الأفغانية عن وقف توسع حركة طالبان، وقال إن الفساد المستشري في كابل وكافة أنحاء أفغانستان عزز الدعم الذي تحظى به طالبان. وقد أوضح التقييم المعوقات التي تواجه إدارة أوباما في الوقت الذي تسعى فيه الإدارة الأميركية الى رفع عدد القوات الأميركية هناك لمكافحة أعمال العنف في البلاد. وكان حديث بلير أمام لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، وكان ذلك أول تصريح علني للإدارة الجديدة عن تحديات الأمن القومي التي تواجه الولايات المتحدة. وعلى عكس ما كان يحدث في الأعوام الأخيرة، حيث كان يتحدث رؤساء العديد من الهيئات الاستخباراتية مع مدير الاستخبارات عن التهديدات التي تواجهها البلاد، وقف بلير وحيدا أمام لجنة الاستخبارات، مما يشير إلى أن إدارة أوباما تخطط لمنحه دورا عاما أكبر. وأكد بلير على فكرة أنه لا يمكن تحقيق تحسن كبير في أفغانستان ما لم تتمكن باكستان من السيطرة على منطقة الحدود، ولكنه قال إن الحكومة الباكستانية تفقد سلطتها على هذه المنطقة وأن الراديكالية الاصولية قد بدأت تنتشر في مناطق أخرى أكثر تقدما داخل باكستان. وربط بلير جزئيا بين المشاكل التي تعاني منها باكستان وقضية أنها من أكثر الدول المتضررة من الأزمة الاقتصادية، وأشار إلى أن ربع دول العالم اختبرت «عدم استقرار ضعيف المستوى مثل تغير في الحكومات» نتيجة للتباطؤ في الاقتصاد العالمي. ويقول مسؤولون أميركيون إن منطقة القبائل في باكستان ما زالت موطنا للقيادات الرئيسة في تنظيم القاعدة، ومع ذلك قال بلير إن قيادات التنظيم تعرضت لضربات خلال الأشهر الأخيرة ووصف ذلك بأنه «تسلسل من الضربات ألحق أبلغ ضرر بالتنظيم منذ سقوط طالبان في عام 2001.» ويتم تنفيذ هذه الهجمات باستخدام طائرات دون طيار تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية. ولكن، يقول مسؤولون استخباراتيون أميركيون إن القضاء على معقل تنظيم القاعدة في باكستان يحتاج أكثر من الضربات الجوية التي تستهدف قيادات التنظيم. وأشار بلير في كلمته إلى أن الحكومة الأفغانية التي يترأسها حميد كرزاي وتدعمها الولايات المتحدة تعتبر جزءا من المشكلة في أفغانستان. وقال: «يقوض عجز كابل بناء مؤسسات داخل المناطق والمحافظات تتسم بالأمانة والفاعلية وقادرة على توفير الخدمات الأساسية ووسائل معيشة مستدامة من شرعيتها، كما أن ذلك يعزز من نفوذ أمراء الحرب وحركة طالبان».

* خدمة «نيويورك تايمز»