كلينتون في القدس ورام الله مطلع مارس.. وأبو الغيط يطالبها بالضغط لوقف الاستيطان

أوروبا تجمد إجراءات «رفع مستوى العلاقات مع إسرائيل» حتى تتضح سياسة حكومتها الجديدة

TT

قبل أن تنتخب حكومة جديدة في إسرائيل، تصل إلى تل أبيب إشارات عديدة من واشنطن والعواصم الأوروبية، في هذه الأيام، حول ضرورة قيام حكومة ذات رسالة سلام واعتدال وليس حكومة حرب واستيطان. ففي أوروبا، تم إلغاء مؤتمر قمة أوروبي – إسرائيلي، كان مقررا لشهر يونيو (حزيران) المقبل، بهدف رفع مستوى العلاقات المميزة بينهما. وهو مؤتمر بالغ الأهمية بالنسبة لإسرائيل، حيث انه خطط ليشكل خطوة هامة لتقريب إسرائيل من عضوية الاتحاد الأوروبي. وقد صدمت إسرائيل من هذا القرار، خصوصا وانه جاء بمبادرة من تشيكيا، الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي، وهي واحدة من الدول القليلة في أوروبا التي تقوم حكومتها بمناصرة إسرائيل في كل جوانب سياستها تقريبا. وكان قادتها قد «تفهموا» ممارسات إسرائيل خلال حربها العدوانية على غزة.

وترافقت هذه الخطوة مع رسائل أخرى تصل من أوروبا إلى إسرائيل تعبر فيها عن القلق من نتائج الانتخابات الأخيرة، التي أسفرت عن فوز ساحق لأحزاب اليمين المتطرف. وذكرت مصادر في الخارجية الإسرائيلية أن الأوروبيين يمارسون ضغطا على إسرائيل في سبيل قيام حكومة ذات نهج معتدل، تستأنف عملية المفاوضات السلمية مع السلطة الفلسطينية وتوقف البناء الاستيطاني تماما في المناطق المحتلة عام 1967، بما في ذلك القدس الشرقية. وقالت هذه المصادر إن الأوروبيين يربطون ما بين سياسة الحكومة المقبلة وبين العلاقات المستقبلية مع إسرائيل. وإذا لم تقم حكومة تتبنى المسيرة السلمية، فإنهم سيجمدون وربما يلغون تماما مشروع رفع مستوى العلاقات مع إسرائيل. ومن جهة ثانية، نشرت أنباء في القدس أمس حول احتمال قيام وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية في مطلع الشهر المقبل. وحسب هذه الأنباء، فإن الخبراء في الشؤون الإسرائيلية والمسؤولين الجدد في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية يتناقشون حول مغزى هذه الزيارة في هذا الوقت بالذات، حيث تنشغل إسرائيل في مهام تشكيل حكومة جديدة، ولا تستطيع الحكومة الحالية عمل شيء خاص يذكر في قضية السلام. البعض يخشى من أن تفسر هذه الزيارة على أنها تدخل في الشؤون الداخلية الإسرائيلية ومحاولة تأثير مباشر على المفاوضات. والبعض يقول انه يريد فعلا أن تفسر هذه الزيارة كرسالة من البيت الأبيض بأن الرئيس باراك أوباما يريد أن تكون الحكومة الإسرائيلية الجديدة ذات نهج سلمي معتدل.

وقد رجحت مصادر اسرائيلية وصول كلينتون إلى المنطقة، خصوصا وأنها ستحضر إلى مصر في الثاني من الشهر المقبل لتشارك في المؤتمر الدولي لدعم قطاع غزة. وقد تصل في اليوم التالي إلى تل أبيب ورام الله للقاء القادة الإسرائيليين والفلسطينيين وإبلاغهم رغبة الرئيس باراك أوباما في التوصل إلى اتفاق سلام دائم في القريب. يذكر أن الجنرال جيمس جونس، مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، سيزور المنطقة في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، بشكل مؤكد. وهو أيضا يعتبر مسؤولا أميركيا كبيرا، وزيارته تحمل دلالات. كما ان مبعوث الرئيس أوباما الخاص الى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، سيزور المنطقة في مطلع شهر مارس (آذار) المقبل. وليس فقط في الغرب، بل سيزور المنطقة غدا، وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف. وهو أيضا سيتطرق الى المسيرة السياسية. الى ذلك قال وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط الذي يزور واشنطن ان ادارة الرئيس الأميركي باراك اوباما تدرك ان النشاط الاستيطاني الإسرائيلي يجب أن يتوقف من اجل تحقيق السلام مع الفلسطينيين. وقال أبو الغيط وهو أول وزير خارجية عربي يلتقي وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، انه مرتاح لمقاربة الادارة الجديدة حيال محادثات السلام. وقال أبو الغيط «إنهم يدركون جيدا الوضع. يدركون أن عليهم ان يمارسوا الضغوط على كل الأطراف لتحقيق هدف السلام». واضاف «يقولون إنهم يفهمون مشكلة النشاط الاستيطاني وانه يجب أن يتوقف».