مسؤولة في الحزب الحاكم بإسبانيا تجري مباحثات في الرباط

بان كي مون يستقبل مبعوثه الشخصي إلى الصحراء

TT

أوفد الحزب الاشتراكي العمالي الحاكم في إسبانيا، إيلينا فلنثيانو، سكرتيرة العلاقات الخارجية، إلى الرباط، الذي وصلته أمس، لإجراء مباحثات موسعة مع عدد من المسؤولين السياسيين المغاربة، حكوميين وحزبيين من الغالبية والمعارضة. وذكرت المصادر الإسبانية أن المباحثات ستتناول عدة قضايا مشتركة بينها على الخصوص تطورات ملف نزاع الصحراء، على ضوء الاستئناف الوشيك للمباحثات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو، التي سيشرف عليها الدبلوماسي الأميركي، كريستوفر روس، المبعوث الخاص الجديد للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، الذي سيبدأ عمله بزيارة المغرب والجزائر وموريتانيا ومخيمات البوليسارو في تندوف. وتأتي زيارة فلنثيانو إثر التصريحات التي أدلى بها الثلاثاء الماضي رئيس الدبلوماسية الإسبانية، ميغل أنخيل موراتينوس، بخصوص الصحراء، حيث جدد عزم ورغبة حكومة بلاده في إيجاد حل متفاوض عليه لنزاع الصحراء، برعاية الأمم المتحدة.

من جهة أخرى، قالت فالنثيانو، وهي عضو قيادي في الحزب الاشتراكي العمالي، ونائبة سابقة في البرلمان الأوروبي، حيث عرفت بنشاطها في لجنة الشؤون الخارجية والمرأة، أن زيارتها للمغرب تندرج في إطار العلاقات الجيدة القائمة بين البلدين، وأن حزبها يطمح إلى التعرف على وجهات نظر مكونات الطيف الحزبي المغربي، خاصة أن إسبانيا ستتولى العام المقبل الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، الذي تربطه بالمغرب حاليا علاقات تعاون وثيقة بعد حصول الرباط على صفة العضو المتقدم. وستشكل القمة المشتركة المقبلة بين الرباط وبروكسل، في غضون نفس الفترة، الحدث السياسي الأبرز المميز للعلاقة الجديدة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، إذ ستشرف إسبانيا بحكم رئاستها للاتحاد، لمدة نصف سنة على إعداد الترتيبات الخاصة بالقمة الأولى بين الطرفين. وفي هذا السياق قالت فلنثيانو إن حزبها يريد قيام علاقات مع الأحزاب المغربية على غرار ما هو موجود مع نظيراتها في الاتحاد الأوروبي.

وتشمل أجندة الزيارة عقد لقاءات مع عبد الواحد الراضي، وزير العدل، وأمين عام حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، حيث يرتبط الحزبان الاشتراكيان بعلاقات تاريخية وتنظيمية.

ولعل ما يثير الانتباه في أجندة اتصالاتها، اجتماعها مع عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المعارض، ما يعد انفتاحا من الحزبين على بعضهما بعضا، رغم الخلاف الواضح في الإيديولوجيا، لكن يبدو أن القضايا التي سيبحثها الطرفان ذات علاقة بالمصلحة المشتركة للبلدين، لذلك نحت الخلافات العقائدية جانبا، مع التذكير أن الخطوة الانفتاحية بدأت في الواقع من العدالة والتنمية، إذ سبق للأمين العام السابق سعد الدين العثماني، أن قام بزيارة لإسبانيا ضمن جولة أوروبية، التقى خلالها مسؤولين من الحزبين الرئيسين الاشتراكي العمالي والشعبي المعارض.

الى ذلك أعلنت مصلحة الصحافة بالأمم المتحدة، أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، استقبل أول من أمس، بمقر الأمم المتحدة بنيويورك، مبعوثه إلى الصحراء، كريستوفر روس. وأضاف المصدر أن كي مون، عبر، خلال هذا اللقاء، عن «تمنياته بالتوفيق لروس في مشاوراته في المنطقة التي ستجرى قريبا في أفق المفاوضات» حول الصحراء. وأشارت مصلحة الصحافة إلى أن كي مون رحب أيضا بروس، مشيدا «بتجربته وبمعرفته بالمنطقة».