الشرطة المصرية تداهم مخازن إغاثة بالعريش وتصادر ألفي طن مساعدات للفلسطينيين

المساعدات مقدمة من نقابة أطباء مصر.. واعتقال مسؤولي إغاثة بزعم بيعهما في السوق السوداء

TT

داهمت قوات الشرطة المصرية مخازن تابعة للجنة الإغاثة بنقابة أطباء مصر بالعريش، وصادرت مئات الأطنان من المساعدات المقدمة من اللجنة للشعب الفلسطيني، وألقت القبض على المدير التنفيذي للجنة ونقيب أطباء شمال سيناء للتحقيق معهما، حسبما أفادت مصادر أمنية مصرية ومسؤول بلجنة الإغاثة.

وقال حسام الشوربجي المدير التنفيذي لفرع اللجنة بشمال سيناء: «رجال الشرطة التابعون لمباحث التموين داهموا ثلاثة مخازن تابعة للجنة بمدينة العريش يوم الخميس.. وصادروا نحو ألفي طن من المساعدات الغذائية والطبية المقدمة من اللجنة للفلسطينيين بقطاع غزة. وقال الشوربجي الذي كان موجودا داخل نيابة العريش حتى صباح أمس إن رجال الأمن وضعوا حراسة مشددة على المخازن بعد أن قاموا بتغير الأقفال، وتم اقتياده ومعه نقيب الأطباء بشمال سيناء الطبيب كامل الشعراوي إلى مباحث التموين للتحقيق ثم تمت إحالتهما للنيابة لاستكمال التحقيقات».

وتابع إن «تحقيقات النيابة معهما ما زالت مستمرة وإنه لم يصدر أي قرار بشأنهما حتى الآن». وأضاف انه لا يعرف حتى الآن التهمة الموجهة إليهما، وأن التحقيق معهما يتم حول تجميع سلع غذائية وبيعها في السوق السوداء، وتخزين مواد تموينية مدعمة، وتخزين سلع منتهية الصلاحية. وتابع أن جميع المساعدات الموجودة داخل المخازن موضوعة في «بالتات» لا يمكن المساس بها أو فتحها.

وقال إن تحقيقات النيابة معهما استمرت طوال ليل أول الخميس وصباح الجمعة، وتم استدعاء رئيس مباحث التموين أكثر من مرة لسماع أقواله، كما تم استدعاء اللجنة التي قامت بفحص المخازن الثلاثة.

وأضاف أن لجنة الإغاثة اضطرت إلى تخزين هذه المساعدات لحين التنسيق لدخولها إلى غزة بعد إغلاق مصر معبر رفح الحدودي منذ الخامس من فبراير (شباط) الجاري.

وقال مسؤول أمني بشمال سيناء إن المحضر الذي تم تحريره بمعرفة مباحث التموين بشمال سيناء ضد لجنة الإغاثة خاص بتجميع مواد غذائية دون إخطار الجهة الرسمية المختصة وهي الهلال الأحمر المصري وإدارة الأزمات بالمحافظة. وتقوم السلطات المصرية منذ يوم «الأربعاء» الماضي بحملات مداهمة على جميع مخازن السلع التموينية بشمال سيناء التي يشتبه بأنها في طريقها للتهريب إلى قطاع غزة.

وصادرت فجر أول من أمس «مئات الأطنان من السلع والبضائع المصرية والمستوردة كانت مخبأة داخل مزرعة للخضر والفاكهة على الحدود بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية، وفي طريقها للتهريب إلى قطاع غزة عبر الأنفاق. وشملت البضائع المصادرة مواد غذائية وعصائر ومعلبات ووقودا وسجائر ودراجات بخارية، ودراجات، وأجهزة كمبيوتر وقطع غيار وأجهزة كهربائية، وأثاثا منزليا ولعب أطفال وملابس وسلعا أخرى.

وضبطت أجهزة الأمن بشمال سيناء ليل «الثلاثاء»، وفجر «الأربعاء» الماضيين 30 شاحنة محملة بكميات كبيرة من السلع المصرية كانت في طريقها للتهريب إلى قطاع غزة عبر الأنفاق. وبالنسبة لأهالي غزة البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة صارت الأنفاق مصدرا حيويا للبضائع، بما في ذلك الوقود منذ أن شددت إسرائيل حصارها بعد أن سيطرت حماس على قطاع غزة في عام 2007. وقصفت إسرائيل أنفاقا خلال الحملة العسكرية التي استمرت 22 يوما على غزة. ويخشى الجيش الإسرائيلي أن تستخدم حماس تلك الأنفاق في إعادة تسليح نفسها. لكن كثيرا من الأنفاق لديها نظم معقدة ويبدو أنها نجت من القصف الإسرائيلي.