الأسد وأولمرت تكلما هاتفيا بواسطة أردوغان 4 ساعات.. قبل حرب غزة

مصادر قالت إن الطرفين كادا يتوصلان إلى بيان مشترك حول مفاوضات سلام مباشرة

TT

ذكرت مصادر إسرائيلية نقلا عن مصدر تركي رفيع، أمس، أن الرئيس السوري، بشار الأسد، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، أيهود أولمرت، تكلما هاتفيا بواسطة رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، وكادا يعلنان عن إجراء مفاوضات مباشرة بينهما من أجل التوصل إلى سلام دائم، قبل قليل من شن إسرائيل هجومها على قطاع غزة. ولم يتسن الحصول على تعليق من دمشق على هذه الأنباء.

وأشارت صحيفة «هآرتس» التي نقلت الخبر، إلى أن هذه المحادثة جرت في 22 ديسمبر (كانون الأول) من السنة الماضية، خلال زيارة أولمرت المفاجئة والخاطفة إلى تركيا. وخلال لقاء القمة بينهما اقترح أردوغان على أولمرت أن يتصل بالرئيس بشار الأسد ويجري بينهما محادثة هاتفية غير مباشرة، لفحص إمكانيات الالتفاف على «محادثات الموظفين»، التي تمت في حينها بوساطة تركية أيضا وبطريقة غير مباشرة، ورفع مستوى المفاوضات في أسرع وقت ممكن. فوافق أولمرت على ذلك. وبالفعل، تقول الصحيفة الاسرائيلية، انتقل رئيس الوزراء التركي إلى غرفة مجاورة واتصل بالرئيس الأسد، فلم يمانع هو الآخر بإجراء المحادثة الهاتفية. فصار أردوغان يقول شيئا فيرد عليه الأسد، فيتوجه مساعد أردوغان إلى الغرفة الثانية ويقول لأولمرت: الأسد يقول كذا وكذا.. فيرد عليه أولمرت، فيعود المساعد إلى غرفة أردوغان ويخبره برد أولمرت فيحكي أردوغان للأسد، ما قاله أولمرت. واستمرت المحادثة حوالي أربع ساعات، وتوصل فيها الطرفان إلى صياغة بيان سوري إسرائيلي مشترك حول استئناف المفاوضات ولم ينقصه سوى الرتوش الأخيرة.

وحسب هذا النبأ، فقد اتفق الأسد وأولمرت على ان تستأنف المفاوضات بينهما من أجل التوصل الى اتفاق سلام « يقوم على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام، بحيث تنسحب إسرائيل من الجولان مقابل إقامة سلام كامل بين الدولتين وتوفير ضمانات أمنية متفق عليها». ولكن أولمرت لم يرغب في إنهاء الموضوع في اللحظة نفسها على ما يبدو، فقال انه مضطر للسفر على أمل استكمال هذا الحديث في القريب وعاد الى تل أبيب. وكما هو معروف فإن إسرائيل أعلنت الحرب على غزة بعد خمسة أيام من هذا اللقاء. وغضب أردوغان، حسب المصدر التركي، غضبا جنونيا على أولمرت، بسبب هذه الحرب. واعتبرها طعنة بالسكين في ظهره، لأن الانطباع الذي تركته المقابلة كان ولمرت يريد أن يقول للعالم إنه أطلع أردوغان بقرار الحرب. وقال المصدر التركي لصحيفة «هآرتس»، ان طعنة أولمرت لأردوغان بدت شبيهة جدا بالطعنة التي وجهها رئيس حكومة إسرائيل الأسبق، مناحم بيغن، إلى الرئيس المصري أنور السادات. فقد زاره في القاهرة في شهر مايو (أيار) 1982، وبعد أيام أعلن الحرب على منظمة التحرير الفلسطينية والقوى الوطنية اللبنانية في 4 يونيو (حزيران). ولذلك جاء رد أردوغان حادا على الحرب في غزة. وكل ما فعله أردوغان خلال الحرب، بما في ذلك خروجه الاحتجاجي من الندوة مع شمعون بيريس في دافوس، كان مخططا ومقصودا وهدفه الرد على الطعنة الإسرائيلية.

وذكر ان أردوغان متضايق من نفسه لأنه لم يفهم بعض الرموز التي دلت على نوايا أولمرت السيئة. فقد طرح عليه أردوغان خلال اللقاء فكرة التوسط بين إسرائيل وحماس حول التهدئة وتوقيع صفقة تبادل أسرى. وقد تهرب أولمرت من الجواب، وكان مغزى هذا التهرب هو ان أولمرت يعد شيئا آخرغير المفاوضات. وقد فهم القائد التركي ان أولمرت يكتفي بالوساطة المصرية ولا يريد غيرها، وكان قد رفض قبل ئذ عرضا قطريا للوساطة مع حماس، ولكنه صدم عندما جاءت الحرب وبهذه القوة والشراسة، مع انه، أي أولمرت، قال خلال المحادثة ان جيشه سيرد بقسوة كبيرة على اطلاق الصواريخ ولكنه لم يوضح أنها الحرب.