المالكي يعيد إحياء الائتلاف الشيعي.. ومخاوف من عودة التكتلات الطائفية للبلاد

قيادي في «الدعوة» يستنكر اتهامات الصدر للائتلاف الحاكم بـ«الطائفية».. والتيار الصدري: آن أوان العودة

TT

رفض قيادي في حزب الدعوة الاتهامات التي وجهها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى الائتلاف العراقي الموحد والتي وصف فيه الائتلاف الشيعي بأنه «طائفي»، فيما وصفت قوى سياسية محاولات رئيس الحكومة نوري المالكي إحياء الائتلاف الشيعي بأنها محاولة قد تعيد البلاد إلى مرحلة الصراعات الطائفية.

وكانت الكتلة الصدرية جزءاً من الائتلاف العراقي الموحد، الذي يضم نخبة من الأحزاب الشيعية من بينها المجلس الأعلى الإسلامي، بزعامة عبد العزيز الحكيم، وحزب الدعوة الإسلامية بزعامة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، غير ان الكتلة انسحبت لاحقا من الائتلاف.

ورحب الصدر أول من أمس بالعودة الى الائتلاف غير انه اشترط «تجديده» وتغيير رئاسته واسمه. كما اتهم الصدر الائتلاف الموحد بـ «سوء الإدارة والتفرد بالقرارات».

وحول تلك التهم، قال علي الأديب القيادي في حزب الدعوة والمقرب من المالكي: إن «التيار الصدري كان جزءاً من الائتلاف ولما ارتات الحكومة محاسبة المقصرين الذين حسبوا على التيار كخارجين عن القانون (يقصد ميليشيا جيش المهدي) ارتأى التيار الصدري الانسحاب من الائتلاف»، واضاف متسائلا «كيف يتم حساب الائتلاف على انه طائفي وكانت الحكومة غير طائفية وهي تعبر عن وجهة نظر الائتلاف بتعاملها مع الخارجين عن القانون من دون النظر إلى الطائفة أو الانتماء». وكانت القوات الأمنية العراقية خاضت معارك ضارية ضد مقاتلي ميليشيا جيش المهدي الموالية للصدر في مدينة البصرة ومنطقة مدينة الصدر ببغداد.

وأكد الأديب لـ«الشرق الأوسط» ان «الائتلاف لم يكن في يوم ما طائفي لأنه تعامل مع الجميع بنفس المستوى وكانت هناك دعوات للمسيحيين وكل القوميات والطوائف، بل كان مع الائتلاف في بداية تكوينه إخوة من مدينة الموصل، فكيف يحسب الائتلاف على انه شيعي من دون النظر الى المكونات الأخرى لديه».

وحول ترحيب الصدر بالعودة الى الائتلاف الشيعي لكن بشروط، قال الاديب: إن «الأبواب مشرعة امام الجميع لايجاد ائتلافات من شانها خدمة العملية السياسية في العراق، وان الأبواب مفتوحة لوضع الشروط من كل الأطراف، وان كل الأطراف مدعوة لدراستها بما يخدم المصلحة العامة وان تكون المنهجية عادلة من دون اللجوء الى الكراهية في التعامل لأن الأبواب مشرعة دائما امام الخير».

من جهتها، اوضحت، أسماء الموسوي، النائبة وعضوة المكتب السياسي في التيار الصدري ان «الصدر وضع شروطاً للعودة تتمثل بان لا يكون جزءاً من الوضع الطائفي الذي ساد الفترة السابقة وعدم اللجوء الى المشروع الفيدرالي» وشددت ان «الكتلة الصدرية على استعداد للعودة الى الائتلاف الموحد ابتداء من قائمة الأحرار المستقلين (التي شاركت في الانتخابات المحلية) الى باقي الكيانات الأخرى، ولاسيما ان أسباب انسحاب التيار الصدري من الائتلاف قد زالت، ولذلك فان فكرة العودة قائمة». وقالت الموسوي لـ«الشرق الاوسط»ان «قائمة دولة القانون (برئاسة المالكي، التي شاركت في الانتخابات المحلية) تحوي اغلب الكيانات الداخلة في الائتلاف الموحد الحالي ما عدا (المجلس الأعلى الإسلامي وقائمة شهيد المحراب) وبالتالي فان عملية إيجاد تحالفات ما بين هذه القوائم أشبه بعودة الائتلاف الموحد من جديد».

الى ذلك، كشف النائب عن الائتلاف الموحد سامي العسكري عن نية المالكي رئيس قائمة ائتلاف دولة القانون عن خوض الانتخابات التشريعية المقبلة بـ«قائمة وطنية» على حد تعبيره، مؤكداً «ان القائمة ستخوض الانتخابات في جميع محافظات العراق وبشخصيات وطنية وكفؤة». غير ان قوى سياسية وصفت محاولات المالكي إحياء الائتلاف الشيعي بانها محاولة قد تعيد البلاد الى مرحلة الصراعات الطائفية. وبعد ان احرز المالكي فوزا كبيرا في انتخابات مجالس المحافظات التي اظهرت تفوقا كبيرا على منافسه في الائتلاف البرلماني الشيعي وهو المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وهو ماقد يمهد الطريق واسعا امام المالكي للشروع بحملة هدفها إحياء الائتلاف الذي أضعفته الانسحابات المتكررة لعدد من كتله.

وكشف سياسيون ان المالكي يسعى الآن الى إحياء الائتلاف الشيعي لكن بمظلة تختلف عن المظلة التي تشكل منها الائتلاف السابق والتي هيمنت عليها أجواء الطائفية.

وعلل العسكري محاولات المالكي لملمة الائتلاف العراقي الموحد هي «عملية تفرضها ضرورات سياسية». وقال: «ليس سرا ان هناك تآمرا ومحاولات من بعض كتل البرلمان للإطاحة بحكومة المالكي ولهذا فإن المالكي بحاجة الى تكتل يدعمه داخل مجلس النواب».

واضاف أن لجوء المالكي الى احياء الائتلاف «لن يكون بنفس النسيج السابق،الذي شكل في أجواء قريبة من الحرب الطائفية وكان عنوانه هو حفظ الشيعة وبالتالي كان خطاب الائتلاف انذاك طائفيا شانه شان الكتل الاخرى».

وأيد برلمانيون من التيار الصدري محاولات واتصالات يقوم بها المالكي بعد الانتخابات المحلية من اجل إقناعهم بالعودة مرة أخرى الى الائتلاف العراقي الموحد.

ومن جانبه، وصف النائب سليم الجبوري وهو الناطق باسم جبهة التوافق العراقية، سنية، المالكي وهويحاول إحياء أو لملمة الائتلاف الشيعي بانه «يحمل لواء الاستقطاب الطائفي من خلال هذه الدعوة لغرض اجهاض ماتم التوصل إليه سابقا من عملية الميل نحو المشاريع والبرامج الوطنية».