وصول تعزيزات أمنية إلى كربلاء تفاديا لهجمات قد تطال إحياء أربعينية الحسين

اللواء خلف لـ«الشرق الأوسط» قواتنا كافية لحماية الزوار ولا نحتاج إلى مساعدة أميركية

TT

أكد وزير الداخلية العراقي وصول  تعزيزات من القوات الأمنية إلى بابل وكربلاء  التي يمر فيها الزائرون  باتجاه مدينة كربلاء لاحياء ذكرى اربعينية الحسين بعد التفجيريين اللذين طالا الزوار في هاتين المدينتين واسفرا عن مقتل واصابة العشرات. فيما قدر الناطق باسم الوزارة عدد الزائرين هذا العام بانه سيتراوح بين 6-10 ملايين زائر.   وكان تفجير انتحاري نفذته امرأة بحزام ناسف أول من أمس استهدف جموعا من زوار أربعينية الإمام الحسين في منطقة الاسكندرية شمال الحلة أسفر عن مقتل 30 شخصا وجرح 35 آخرين غالبيتهم من النساء والأطفال.

وقال جواد البولاني في مؤتمر صحافي عقده في مدينة الحلة إن «قوات أمنية وصلت  لتعزيز قوات المحافظات المجاورة لكربلاء وتعزيز القوة الأمنية لحماية الزائرين» مضيفا أن «إجراءات احترازية تم اتخاذها بعد التفجيرات الأخيرة وهي مداهمة بعض الأهداف المشتبه فيها». وأضاف البولاني«إننا سائرون باتجاه جهاز امني خادم للشعب العراقي واستطاع هذا الجهاز ان يخطو خطوة كبيرة نحو بناء جهاز امني حقيقي»، مضيفا أن «الملايين من الزائرين زحفوا نحو كربلاء من جميع أنحاء البلاد وهذا مؤشر كبير على قدرت الأجهزة الأمنية في حماية المواطنين».

 فيما قال الناطق باسم وزارة الداخلية اللواء عبد الكريم خلف ان «بعد التفجيرات التي حصلت في كربلاء والإسكندرية تم اتخاذ إجراءات أمنية مشددة ومن الصعوبة تكرار ذلك في المستقبل»، مضيفا أن «من المستحيل تامين  الأمن لهذه  الحشود الكبيرة من الزائرين، التي  تسير في فضاءات مفتوحة». وأضاف خلف لـ«الشرق الأوسط» إن «وزير الداخلية قام بجولة إلى محافظتي بابل والنجف ومن ثم التوجه إلى كربلاء والإشراف المباشر على سير العملية الأمنية لحماية الزائرين المتوجهين صوب كربلاء». وحول حاجة الوزارة للقوات الأميركية قال خلف إن «الأجهزة الأمنية العراقية كافية لتأمين الحماية للزائرين ولا نحتاج إلى أي مساعدة». وحول عدد الزائرين الذين وفدوا لإحياء أربعينية الإمام الحسين قال خلف «إن التقديرات تشير إلى بين 6-10 ملايين زائر دخلوا مدينة كربلاء». الى ذلك طالب المرجع الديني الشيخ بشير النجفي الحكومة العراقية باتخاذ اجراءات امنية مشددة لحماية الزائرين . وقال الشيخ علي النجفي نجل المرجع ان «المرجع الديني طالب الحكومة العراقية بحماية الزائرين بعد لقائه مع وزير الخارجية جواد البولاني في مكتبه في النجف». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» ان«المرجع شدد على ان تؤخذ إجراءات أمنية لتأمين الطرق المؤدية الى مدينة كربلاء واستخدام العناصر الاستخباراتية لكشف الجرائم قبل تنفيذها»، مضيفا ان «النجفي يستنكر هذه التفجيرات التي طالت زوار الامام الحسين (ع)».

ويحتشد مئات الآلاف من الشيعة في مدينة كربلاء لإحياء أربعينية الحسين الذي «استشهد» قبل أكثر من 14 قرنا في مشهد يغلب عليه طابع الحزن والمواساة وذرف الدموع في ظل حالة استنفار قصوى لعشرات الآلاف من قوات الجيش والشرطة وأجهزة الاستخبارات والأمن من اجل حفظ الأمن وسلامة الزائرين.

وقال ضرغام محمد (23 عاما) موظف حكومي :«وصلت إلى مدينة كربلاء بعد ثلاثة أيام سيرا على الأقدام قادما من بغداد في رحلة سير طويلة». ويفضل غالبية المشاركين في إحياء أربعينية الأمام الحسين، التي ستبلغ ذروتها الاثنين، الذهاب مشيا على الأقدام سواء كانوا من الرجال أوالنساء أو حتى المرضى على هيئة أفراد أو مجاميع تكتظ بهم الطرق الخارجية قاصدين مدينة كربلاء لأداء الزيارة فيما تقوم قوات من الجيش والشرطة بتأمينهم.

وتصطحب مئات العائلات أطفالها الصغار وبعضهم رضع في رحلة السير مشيا على الأقدام في مشهد فريد من نوعه في ظل ظروف جوية صعبة ومسافات طويلة يتوجب قطعها للوصول إلى مدينة كربلاء.

وقال هادي حسن ( 42عاما) «نحن الآن على مقربة من مدينة كربلاء وقد اخترنا طريق النجف للوصول مع أفراد عائلتي لان هذا طريق يتمتع بقدر كبير من الأمن وفيه خدمات واسعة لا تجدها في جميع الطرق المؤدية إلى كربلاء من حيث الإقامة للاستراحة والخدمات الطبية إضافة إلى ذلك فأن هذا الطريق يصعب اختراقه من قبل المسلحين».

ونشرت آلاف السرادقات ومحطات الاستراحة على طول الطرق المؤدية إلى كربلاء من قبل متبرعين من أثرياء ومن زعماء العشائر وأخرى من قبل رئيس الحكومة نوري المالكي ومن المراجع الشيعية الكبرى ومن زعيم المجلس الإسلامي الأعلى عبد العزيز الحكيم ومن التيار الصدري الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر لتقديم كل وسائل الراحة ووجبات طعام متنوعة مجانا وخدمات المبيت في سرادق مجهزة ببطانيات وتقديم العلاج الطبي من قبل فرق طبية حكومية ومن جمعية الهلال الأحمر العراقية،كما رفعت المئات من الأعلام الملونة بارتفاعات شاهقة حتى في الطرق الصحراوية.