زرداري: طالبان رسخت أقدامها في باكستان.. ونقاتل للحفاظ على بلادنا

25 قتيلا في هجوم بصاروخ أميركي على وزيرستان الجنوبية

TT

أعلن الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري في مقابلة تلفزيونية ان طالبان موجودة في بلده وان القوات الباكستانية تقاتلها من اجل «الحفاظ» على باكستان.

وفي مقابلة تبثها محطة التلفزيون الاميركية «سي بي اس» اليوم، قال الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري إن حركة طالبان رسخت أقدامها في أجزاء واسعة من باكستان، مبررا بذلك استمرار العملية العسكرية ضد الحركة، خاصة في إقليم وزيرستان الحدودي مع أفغانستان، وذلك في الوقت الذي سقط فيه 25 من عناصر «طالبان الباكستانية» في هجوم صاروخي يشتبه بأنه أميركي على الإقليم صباح امس . وأضاف زرداري ان الباكستانيين اخذوا وقتا كي يعتبروا ان طالبان هي تهديد. وأوضح أن «طالبان موجودة في كثير من المناطق على ارضنا. نعم، انه واقع». وافاد : «إن طالبان لها وجود على مساحات شاسعة من أراضينا.. نعم هذه هي الحقيقة». وقال «هذا الامر تطور مع الزمن وهذا الامر حصل دون ان يقره احد» مضيفا «قواتنا لم يزد عددها. لقد ضعفنا وهم استغلوا هذا الضعف». ولكنه اكد ان الجيش واجهزة الاستخبارات الباكستانية تدعم الحرب على طالبان. وقال ايضا «في حال لم تكن الحالة هكذا، فان اسلام اباد ستسقط لانه اذا لم يقم الجيش بعمله فان هؤلاء الرجال (طالبان) لن ينضبطوا». واضاف «سيكونون في اي مكان حولنا، اليس كذلك؟» وبالرغم من ان عددا كبيرا من الباكستانيين يعتقدون ان الحرب على طالبان هي بمثابة حرب تشنها الولايات المتحدة، اوضح زرداري ان هذا الامر ليس صحيحا. وقال «نحن لا نسدي خدمات لأحد.. نحن على علم بان طالبان تحاول الاستيلاء على باكستان». واضاف «اذن، إننا نقاتل من اجل الحفاظ على باكستان. نحن لا نقاتل من اجل الحفاظ على اي شخص آخر». وتأتي تصريحات زرداري عقب زيارة « لتقصي الحقائق» قام بها ريتشارد هولبروك، المبعوث الأميركي الجديد لباكستان وأفغانستان، إلى إسلام أباد، التي غادرها أمس إلى كابل لتقييم الأوضاع هناك. وفي حديثه لقناة التلفزيون الأميركية قال زرداري إن باكستان كانت تنفي ما يتعلق بطالبان في الماضي:«لم تتم زيادة قواتنا.. حتى أصبح لدينا الآن نقاط ضعف وهم (مقاتلو طالبان) يستفيدون من هذا الضعف». وأردف قائلا:« ومن ثم فإننا نقاتل من أجل بقاء باكستان.. لا نحارب من أجل بقاء أحد آخر». ورفض زرداري، الذي انتخب العام الماضي بعد اغتيال زوجته بي نظير بوتو في عام 2007، إشارات إلى افتقاره للدعم الكامل من جانب الجيش وأجهزة المخابرات قائلا إنه واثق من أنهم يقفون خلفه. وأضاف:«لو لم تكن تلك هي الحقيقة لكانت إسلام أباد سقطت، لأنه من الواضح أنه إذا لم يؤد الجيش مهمته فهؤلاء الرجال لا يقيدهم شيء.. لقد فجروا فندق ماريوت من قبل. وهاجمونا في الداخل من قبل».

إلى ذلك اعلن مسؤول امني باكستاني كبير ان 20 شخصا على الأقل يشتبه بأنهم ناشطون اسلاميون قتلوا بقصف صاروخي يعتقد انه اميركي استهدف مخبأ لعناصر طالبان في المنطقة القبلية في باكستان على الحدود مع افغانستان. وقال المسؤول لوكالة الصحافة الفرنسية طالبا عدم كشف اسمه ان «حصيلة القتلى تصل الى 20 وما زال علينا التثبت من هويات القتلى وجنسياتهم».

واوضح ان عملية القصف دمرت مخبأ للمتمردين في مدينة لادا (شمال غرب) وهي من معاقل بيعة الله محسود احد قادة طالبان الباكستانية. وكانت حصيلة سابقة افادت عن سقوط خمسة قتلى. من جهته قال مسؤول بارز في حركة طالبان الباكستانية ان 25 متشددا على الاقل يسيرون على نهج تنظيم القاعدة ومعظمهم من الاوزبك قتلوا في هجوم صاروخي شنته طائرات أميركية بلا طيار في منطقة وزيرستان الجنوبية على الحدود الافغانية امس. وأضاف لرويترز: جماعتنا أبلغتنا بأن 25 شخصا على الاقل قتلوا. يمكن أن يكون العدد أكبر. معظهم من الاوزبك. وصعدت الولايات المتحدة المحبطة مما تراه تقاعسا باكستانيا عن وقف تدفق مقاتلي القاعدة وطالبان من مناطقها القبلية التي تشهد غيابا للقانون على افغانستان هجماتها عبر الحدود العام الماضي. ونفذت طائرات اميركية بدون طيار نحو 30 هجوما صاروخيا على من يشتبه انهم متشددون في 2008، اكثر من نصفها بعد بداية سبتمبر (ايلول) وذلك طبقا لاحصائية اجرتها رويترز. وقتل في هذه الهجمات اكثر من 220 شخصا بينهم عملاء اجهزة مخابرات اجنبية ومسؤولون حكوميون محليون ومقيمون. ولا تؤكد باكستان رسميا الضربات لكنها قالت انها تنتهك سيادة البلاد وتزيد الحنق على الحكومة الباكستانية والولايات المتحدة. وقال اوباما الاسبوع الماضي انه ما من شك ان ارهابيين يعملون في ملاذات امنة في المناطق القبلية الباكستانية وان الولايات المتحدة تريد التأكد من ان اسلام اباد حليف قوي في مكافحة هذا التهديد.