الشيخ قيس مبارك: هيئة كبار العلماء تمثل الشرع وليس المدارس الفقهية

أكد بعد تعيينه عضواً فيها أن اختلاف الآراء وتنوّعها مظهر من مظاهر المرونة والسَّعة

الشيخ د. قيس بن محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ مبارك
TT

يعتبر الشيخ الدكتور قيس بن محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ مبارك (51 عاما) الذي دخل أمس كعضو في هيئة كبار العلماء السعودية، أحد المشايخ الذين يحملون تخصصات علمية واقتصادية، بالرغم من حصوله على الدكتوراه في الفقه وأصوله. إلا أن لديه أبحاث علمية من بينها بحث فقهي في (إفشاء سر المهنة المصرفي) وأحكام الإذن الطبي في الشريعة الإسلامية، وهي عبارة عن رسالة دكتوراه، والمسؤولية الطبية في الشريعة الإسلامية، وتحقيق كتاب «النصيحة الكافية» للشيخ أحمد بن أحمد زروق، ورسالة في نقد مقولات المادية التاريخية، وتخريج حديث بني الإسلام على خمس، وكتاب خيار المجلس في الفقه الإسلامي - دراسة مقارنة.

ويعد الشيخ قيس بن محمد آل الشيخ مبارك، المولود في الأحساء في 18 أبريل (نيسان) 1960، أحد المشايخ الذين تلقوا تعليمهم العالي خارج المدارس السعودية، فالشيخ المبارك حاصل على الدكتوراه في الفقه من جامعة الزيتونة بتونس، وسبق أن درس البكالوريوس في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. وينتمي الشيخ المبارك للمدرسة الفقهية المالكية التي يوجد الكثير من أتباعها في الأحساء وفي المنطقة الغربية بالسعودية، ويمثل دخوله بالاضافة لآخرين أحدث إضافة لتوسيع التمثيل الفقهي داخل هيئة كبار العلماء مما يتيح تمثيلا للمذاهب السنية في البلاد. «الشرق الأوسط» التقت بالشيخ قيس مبارك بعد إعلان انضمامه لهيئة كبار العلماء، فكان هذا الحوار...

> ماذا يعني لكم الانضمام لهيئة كبار العلماء؟

- هذه ثقة كبيرة وحسن ظنٍّ، أسأل الله تعالى أن يعينني على أداء ما يناط بي من أعمال على ما يُرضي الله تعالى، وهو ما أراده خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) من هذا التكليف، وأسأله تعالى أن يحفظني من الزلل.

> هل تشعرون أن هذه الهيئة بدخولكم صارت أكثر تمثيلا؟

- الأصل في هذه الهيئة أن تكون ممثِّلةً للشرع الشريف وملتزمة به، فهي لسان الشريعة الناطق، الذي تفزعُ إليه الأمَّة إذا اشتدَّت الخطوب وادلهمَّت الشُّبهات، فالعلماء كما في الحديث الشريف ورثة الأنبياء، فهم ورَّاثُ النبوَّة، يرثون من الأنبياء العلم والعمل والحالَ أي الهدْيَ الحسن.

> تلقيتم دروسكم في الزيتونة بتونس، وكان تخصصكم الدقيق في بحث طبّي ولديكم أبحاث في التربية والأنظمة المصرفية، هل ترون أن ذلك من شأنه أن يثري الهيئة الأبرز للإفتاء في السعودية؟

- لعلك تقصد في أحكام الخطأ الطبي، ومن نعم الله عليَّ أن رسالتي في الماجستير كانت في مسؤولية الأطباء، وكذلك الدكتوراه كانت في عقد العلاج والجراحة، والقضايا الطبية في ازدياد ونموّ، وهذا يقتضي من الفقهاء البحث في وضع قانون شرعي لها ولكل جديد.

> ما هي علاقتكم بكبار العلماء والشخصيات الدينية في السعودية؟

- العلم رَحِمٌ بين أهله، ومن الأمور البدهية أن ضعيف الصِّلة بأهل اختصاصه يُعَدُّ ضعيفا في اختصاصه، وهذا ما يشير إليه العلماء حين يرون أن أعلم الناس هو أعلمهم باختلاف الناس، وكلما اتَّسعَت دائرةُ العلم ضاقت دائرة الخلاف. فاللقاءات العلمية هي السبيل للارتقاء بالعلوم والنهوض بها.

> هل تدعون لتنوع مرجعيات الإفتاء بتعدد المدارس المذهبية فيها؟

- إن اختلاف الآراء وتنوعها إلى أطياف متعدِّدة يَعدُّه الفقهاءُ مظهرا من مظاهر المرونة والسَّعة، ما دام تحت مظلة الشريعة، ولعل جمال ألوان الطيف كامِنٌ في تفاوتها، منعكسةً على صفحة السماء، على هيئة قوس كبيرة غاية في الروعة والجمال. وعمل الشيخ المبارك معيدا ثم محاضراً في قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك فيصل، فأستاذا مساعدا هناك، وهو عضو في الجمعية الإسلامية العالمية للصحة النفسية. وشارك في المؤتمر الرابع للفقه المالكي في أبو ظبي (28/6/1406هـ)، وشارك في ندوة «الممارسة الطبية بين الواقع والضوابط الشرعية» برعاية الندوة العالمية للشباب الإسلامي في الدمام في 26/12/1996 حيث شارك بموضوع: الإذن والولاية في الممارسة الطبية. كما شارك في حلقة علمية «ندوة حول سوء معاملة الأطفال» التي انعقدت ضمن أنشطة زمالة جامعة الملك فيصل للطب النفسي بالخبر في 12/7/1997، بموضوع «مسؤولية الطبيب في التعامل مع حالات سوء معاملة الأطفال». كما شارك في المؤتمر العلمي الأول لجامعة جرش حول الأخطاء الطبية في ميزان الشريعة والقانون، بكلية الشريعة بجامعة جرش الأهلية في محافظة جرش بالأردن الذي عقد في 1/11/1999 ببحث عنوانه «حقيقة العقد الطبي»، وشارك في ندوة «أخلاقيات المهنة الطبية» برعاية اللجنة الطبية بالندوة العالمية للشباب الإسلامي في الدمام بمحاضرة عنوانها «التأصيل الشرعي للأخلاق الطبية» والمشاركة في حلقات النقاش.

كما شارك في مؤتمر اقتصاديات دول مجلس التعاون: فرص القرن العشرين الذي عقد بكلية العلوم الإدارية بجامعة الملك فيصل بالأحساء في فبراير 2001 ببحث عنوانه «العولمة وأثرها في بناء حضارة إنسانية مثلى».

وشارك في مؤتمر الوقاية من الجريمة في عصر العولمة المنعقد بكلية الشريعة والقانون بجامعة الإمارات العربية المتحدة، في 6-8 مايو 2001. كما شارك في ندوة الانعكاسات الأخلاقية للعلاج الجيني الذي عقد في كلية العلوم بجامعة قطر بالتعاون مع منظمة المؤتمر الإسلامي.

وشارك في مؤتمر القاضي عبدالوهاب البغدادي الذي عقد بدار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث بدبي في الإمارات في 16-22 مارس 2003 ببحث عنوانه «آراء القاضي عبد الوهاب الأصولية من خلال شرح البرهان للمازري».

شارك في مؤتمر الأعمال المصرفية الإلكترونية بين الشريعة والقانون الذي عقد في كلية الشريعة والقانون بجامعة الإمارات العربية المتحدة ببحث عنوانه «إفشاء سر المهنة المصرفي» في 10-12/5/2003.