طفل يصبح والداً في سن الـ13.. يفتح جدلا في بريطانيا حول الأخلاق والتربية

ألفي وصديقته التي تكبره بعامين أكدا أنهما لن يتركا المدرسة وعادا إلى منزل أهلهما

TT

أثارت قضية طفل بريطاني بالغ من العمر 13 عاما، أصبح أباً بعد أن أنجبت صديقته البالغة من العمر 15 عاما طفلة، جدلا واسعا في بريطانيا، وفتحت سجالا سياسيا واجتماعيا حول أخلاقية إنجاب قاصرين، وحول التربية الجنسية التي يحصل عليها الأولاد في المدارس. وعلى الرغم من أن القانون يمنع ممارسة الجنس لمن هم دون الـ16 في انجلترا، إلا أن الشرطة قالت إنها أغلقت تحقيقا كانت بدأته في القضية بعد أن تبين أن التحقيق لن يصبّ في مصلحة أحد.وكشفت صحيفة الـ«صن» البريطانية عن الخبر، ونشرت في عددها الصادر أول من أمس في صفحتها الأولى صورة لألفي باتن، الصبي الوالد، وطفلته مايزي روكسان، وكتبت أن ألفي لم يكتشف أن صديقته شانتال ستيدمان حامل، إلا بعد 12 أسبوعا عندما ذهبت شانتال إلى الطبيب وأبلغها بالأمر. وأبقى ألفي وصديقته خبر حملها سرا لستة أسابيع إضافية. واكتشف الأمر عندما لاحظت والدة شانتال، البالغة من العمر 38 عاما، انتفاخ بطن ابنتها. وقال ألفي إنه على الرغم من أنه فرح جدا لأنه سيصبح والدا، إلا انه خاف أن يخبر والديه. ولم تساعد ألفي ملامحه البريئة ووجهه الذي لا تبدو عليه أي من علامات الرجولة، وصوته الرقيق الخالي من نبرة البلوغ، وقامته الصغيرة إذ لا يتعدى طوله الـ121 سنتيمترا. ويبدو ألفي بهذه الملامح وكأنه في الثامنة من العمر، بينما صديقته قوية البنية وجسيمة وقامتها ممتلئة، تبدو أكبر من سنها. وفي حديثه مع صحيفة الـ«صن»، لم يعرف ألفي ما معنى «ماديا»، وقال عندما سألته الصحافية: «ما الذي ستفعله ماديا؟»، فأجاب: «ما يعني ماديا؟». فعدلت الصحافية سؤالها بعد ضحكة صغيرة أطلقتها، وقالت: «ماذا ستفعل من ناحية الأموال؟». فرد حينها الصبي الوالد بالقول: «لا أعرف». وردّ بالإيجاب عندما سئل إذا كان سيكون والدا جيدا. وأضاف عندما سألته الصحافية ماذا عليه أن يفعل لكي يكون أبا صالحا: «فقط أن انتبه لها والتأكد من أنها تُطعم وتُغير لها حفاضاتها». أما شانتال فقالت: «أنا متعبة بعد الولادة، كنت متوترة قبل أن ادخل إلى غرفة التوليد، لكن ما عدا ذلك كنت متحمسة». وأضافت أنها تريد أن «تثبت للجميع» أنهما يمكنهما أن يؤمنا لمايزي «مستقبلا رائعا»، وأكدت أن كلاهما يخطط للبقاء في المدرسة. وذكرت صحيفة الـ«صن» أن الشرطة فتحت تحقيقا بالقضية، لكنها قالت في ما بعد انها لن تتقدم بشكوى لطرحها للمحاكمة، لأن الأمر «لا يصب في مصلحة أحد». ويقف والدا المراهقين إلى جانب ولديهما في قرارهما إنجاب الطفل. وعادت شانتال ورضيعتها إلى منزلها حيث تعيش مع والدتها في منزل من منازل البلدية المخصصة للفقراء في ايستبورن، بعد أن جرى تسريحها من المستشفى يوم الخميس الماضي. أما ألفي فيعيش مع والدته نيكولا البالغة من العمر 43 عاما، في منزل في هايلشام القريبة. وقال والد ألفي، دينيس البالغ من العمر 45 عاما الذي يقال إن لديه ثمانية أولاد آخرين، إن ابنه أراد أن يكون والدا مسؤولا. وأضاف: «كان بإمكانه أن يهز كتفيه ويعود إلى المنزل ليلعب ألعاب الكومبيوتر، لكنه بدلا من ذلك كان في المستشفى كل يوم». وأثارت هذه المغامرة الباكرة بين المراهقين، غضبا واسعا بين السياسيين. وقال ديفيد كاميرون، رئيس حزب المحافظين المعارض، ان الأبوة والأمومة لا يجب أن تكون من بين الأمور التي يفكر بها المراهقون. أما أيان دانكين سميث، الرئيس السابق لحزب المحافظين الذي يرأس اليوم معهد العدالة الاجتماعية، فقال إن هذه الحالة أبرزت «بريطانيا المفتتة» حيث «أي شيء يمرّ». وقال لوكالة «برس اسوشييتد» البريطانية: «ليس الأمر توجيه اتهامات، لكن إبراز انحراف بعض أجزاء المجتمع في ما يتعلق بادراك الصح من الخطأ. لم يعد هناك من ازدراء بسبب تصرف، وغالبا الأطفال يشهدون تصرفات عدائية وعنيفة ووقحة وجنسية، ويبدو الأمر وكأن لا أحد يقول لهم إن هذه التصرفات خاطئة». أما رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون، فقال للوكالة نفسها تعليقا على الأمر: «كلنا نريد أن نتفادى حالات الحمل لدى المراهقين».

وعبر نائب ايستبرون حيث تعيش شانتال، عن غضبه، وقال نايجل واترسون الذي ينتمي إلى حزب المحافظين: «هذه قصة حزينة جدا... تطرح عددا كبيرا من الأسئلة حول التربية الجنسية».

ورأى توني كاريدج، متخصص في الصحة الجنسية لدى «ماري ستوبس انترناشونال»، أن الأطفال بحاجة إلى تربية أفضل. وقال: «في بريطانيا، تظن الفتيات الصغيرات في السن أن إنجاب طفل كي يكون طريقا لإيجاد مكان لهن». إلا أن مدير المدرسة التي ترتادها شانتال بدا متعجبا من الضجة التي تثار حول الموضوع، وقال أرثر كولنيل الذي يرأس أيضا جمعية للعائلة والشباب: «أنا متعجب من الضجة التي تثار حولهما وكأن ما حصل حدث نادر. عندما ننظر إلى الإحصائيات، نرى أن هذه الأمور تحصل في كل مكان».