فيما أحاطت لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال رئيس حكومة لبنان الأسبق رفيق الحريري زيارة وفد كبير من محققيها لسورية بسرية مطلقة ولم تعلن شيئا عن مهمة هذا الوفد، أكد مصدر لبناني مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن «الوفد ذهب إلى دمشق في مهمة تحقيق وليس في زيارة سياحية»، مشيرا إلى«أن فريق المحققين كانت لديه قائمة بأسماء عدد كبير من الشخصيات السورية المقرر أن يستجوبها حول معلومات ووقائع محددة تتعلق بجريمة اغتيال الحريري. وبين هؤلاء من هم في موقع المسؤولية وسبق للجنة أن قابلتهم واستجوبتهم في أوقات سابقة». ولفت إلى أن «انتقال فريق المحققين إلى دمشق في مهمة تحقيق، عشية انطلاقة عمل المحكمة الدولية في لاهاي، وتحديدا قبل أسبوعين من الموعد الرسمي للشروع في مهمتها، يؤكد أن سورية معنية بهذه المحكمة، خلافا للتصريحات والمواقف التي صدرت عن قيادات في النظام السوري، التي طالما رددت أن دمشق غير معنية بهذه المحكمة لا من قريب ولا من بعيد».
وقال المصدر إن «تعاون جميع الدول مع اللجنة الدولية، ومن ثم المحكمة الدولية، هو أمر إلزامي بحسب ما ينص عليه نظام إنشاء هذه المحكمة، وبالتالي فإن من مصلحة سورية أو أي دولة أخرى تسهيل عمل العدالة الدولية وتسليم أي مطلوب لديها حتى لا تتحول إلى جهة معطلة للعدالة». وأبدى اعتقاده أن القيادة السورية تعي هذا الأمر تماما، وبالتالي فإن زيارة المحققين الدوليين الأخيرة لدمشق جاءت بالاتفاق مع المسؤولين في سورية وبعد وعد بتسهيل مهمتهم قبل أن ينتقل هؤلاء إلى لاهاي».