أنباء عن استقالة نائب أمين عام حزب طالباني و4 قياديين اثر خلافات.. و«الاتحاد» ينفي

مصادر أفادت أن كوسرت رسول قدم استقالته ردا على مطالب بطرد قيادي سابق

TT

نفى الدكتور فؤاد معصوم، القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني، ورئيس كتلة التحالف الكردستاني في البرلمان العراقي وجود «انشقاقات او خلافات كبيرة» في الاتحاد الوطني، قائلا إن هناك «اختلافات بسيطة في وجهات النظر» تم «تهويله» من قبل وسائل الاعلام.

وكانت وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن مصادر سياسية في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني استقالة كوسرت رسول واربعة من اعضاء المكتب السياسي اثر خلافات داخلية عميقة.

وقال معصوم لـ «الشرق الاوسط» عبر الهاتف من مكتبه في بغداد امس، ان«هناك اختلافات بسيطة حول موعد وجدول اعمال اجتماع المكتب السياسي للاتحاد والذي كان يجب ان يعقد في السليمانية برئاسة الامين العام جلال طالباني، لكن مشاغل الامين العام باعتباره رئيسا للعراق والتزاماته السياسية اعاقت عقد الاجتماع في السليمانية وتحول مكان الاجتماع الى بغداد مما سبب بعض سوء الفهم أو الزعل البسيط من قبل كوسرت رسول وعثمان حاجي محمود، وزير الداخلية، القياديين في الاتحاد وقد حلت المشاكل لبساطتها، حيث وصل محمود اليوم«امس» الى بغداد، وسيصل الى العاصمة العراقية غدا«اليوم» رسول للقاء مام جلال والتباحث في جدول اعمال اجتماع المكتب السياسي»، منوها الى ان«بقية اعضاء المكتب السياسي سيكتمل شملهم ببغداد بعد غد«غدا» لعقد الاجتماع».

ونفى معصوم وبشدة «وجود أي انشقاق أو خلافات يمكن ان تسمى خلافات وانما هناك اختلافات في وجهات النظر بين قياديي الاتحاد وهذه علامة صحية ولا بد ان تحدث اجتهادات او خلافات في وجهات النظر بين اعضاء المكتب السياسي لحزبنا أو لأي حزب، لا سيما وان هذه الخلافات هدفها العمل على وجود اصلاحات في الاتحاد، حيث كان الأمين العام، اطالباني، اول من قام بحملة اصلاحات في الاتحاد عندما عزل عمل الحزب عن الحكومة في مشروعه الكبير الذي عمل عليه الشهر الماضي وقد لاقت هذه الاصلاحات ترحابا كبيرا من قبل قيادات وكوادر الاتحاد والحزب الديمقراطي الكردستاني«بزعامة مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان»، وبقية الاحزاب الكردية».

واستغرب القيادي في الاتحاد الوطني الانباء التي تحدثت عن استقالات وانشقاقات في الاتحاد، وقال«ليست هناك أي استقالة ولم يقدم كوسرت رسول او أي عضو آخر استقالته، وكيف يمكن ان يحدث الأخ كوسرت انشقاقا أو يخوض صراعا مع الامين العام وهو قيادي بارز في الاتحاد ومقرب جدا من مام جلال»، مشددا على ان«هناك اتفاقا مبدئيا وقويا بل هو التزام على أن مام جلال هو الأمين العام للاتحاد ولا خلاف في ذلك، وهذا الالتزام حزبي وشخصي ونحن لن نتنازل عنه».

وبخصوص نشيروان مصطفى القيادي السابق في الاتحاد الوطني الكردستاني، قال معصوم، إن «الاخ نشيروان عضو في الاتحاد وكان قياديا بارزا وهوالذي تقدم باستقالة من مناصبه القيادية ليبقى عضوا فقط، وليس له أي علاقة بموضوع اجتماع المكتب السياسي والخلاف في وجهات النظر الراهنة، أما قضية ترشيحه للبرلمان الكردستاني بقائمة مستقلة فهذا امر يخصه ولن نتدخل فيه وهو حر في الترشيح للبرلمان، وهو يحظى باحترام الاتحاد».

غير ان انباء تسربت من اوساط الحزب عن خلافات حادة دبت مؤخرا بين اعضاء المكتب السياسي، الذي انقسم الى فريقين بسبب مطالبة احد الفريقين بطرد الرجل الثاني السابق في الاتحاد الوطني نشيروان مصطفى وانصاره من صفوف الحزب وسحب العضوية منهم ، مقابل اصرار الفريق الثاني الذي يقوده كوسرت رسول على ابقاءنشيروان وانصاره ضمن صفوف الحزب رغم استقالة الاخير من منصبه كنائب للأمين العام.

وتعزى الخلافات، التي يواصل المكتب السياسي للحزب اجتماعاته بغياب الطالباني و لليوم الثالث على التوالي لحلها، الى احتمالات خوض نشيروان وانصاره الانتخابات النيابية القادمة بقائمة منفصلة رغم عدم افصاح الاخير عن هذا الامر رسميا بعد، الامر الذي يرى فيه خصومه في المكتب السياسي تحديا لأتحاد الوطني ويشترطون فصله واتباعه من الحزب اولا قبل السماح له بخوض الانتخابات بهذا الاسلوب ، سيما وان الحزبين الرئيسيين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الاقليم مسعود بارزاني قررا المشاركة فيها بقائمة موحدة ومغلقة.

وبحسب الانباء ذاتها، فان كوسرت رسول كان قد بعث امس برسالة عاجلة من عدة نقاط الى الامين العام للحزب الرئيس جلال طالباني بخصوص قضية الخلاف، اوضح فيها انه وزملائه الاربعة عثمان الحاج محمود الذي يشغل ايضا منصب وزير الداخلية في حكومة الاقليم ، وجلال جوهر و مصطفى السيد قادر وعمر السيد علي سيستقيلون من عضوية المكتب السياسي اذا تكللت جهود فريق الخصم بالنجاح في تمرير قرار فصل نوشيروان مصطفى وانصاره من صفوف الحزب.

والمعروف ان كوسرت رسول المحسوب عل التيار المؤيد لأفكار نوشيروان مصطفى احد ابرز مؤسسي الاتحاد الوطني الكردستاني يدعو باستمرار الى تبني مبدأ التوافق في حل القضايا العالقة بين الاقليم وبغداد ويفضل ذلك على التوافق مع تركيا، مثلا ، كما يفضل التوافق مع الحزب الديمقراطي على التوافق مع بغداد ، كما يفضل التوافق مع نوشيروان مصطفى على التوافق مع الديمقراطي.

ولطالباني نائبان في الحزب هم كوسرت رسول وبرهم صالح نائب رئيس الوزراء العراقي. وبحسب وسائل اعلام كردية فان مصطفى كان لديه مشروع متكامل حول معالجة الفساد الاداري والمالي في الحزب وفي حكومة اقليم كردستان.

يذكر ان كوسرت رسول علي الذي يشغل حاليا منصب النائب الاول للامين العام للحزب اضافة الى منصبه كنائب لرئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني كان قد تولى رئاسة حكومة أقليم كردستان منذ عام 1993 ولغاية عام 2001 ، و يتمتع بشعبية كبيرة في الحزب وفي الشارع الكردي وخصوصا في محافظة اربيل وضواحيه ، وان استقالته ستنعكس بالسلب على الحزب وقواعده وشعبيته.