نازك الحريري: ظهور الحقيقة سيكشف من خطط لهذه الجريمة ونفذها

أكدت العزم على تحقيق ما أراده الرئيس الشهيد لوطنه

TT

وجهت أمس السيدة نازك الحريري كلمة في الذكرى الرابعة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، فقالت: «رفيق العمر، أجلس اليوم في شرفة تطل على الأمس، فأراك بعين القلب رجلا آمن بالله وأخلص للوطن. وأسمعك تقول: «قضيتي قضية وطن اسمه لبنان.. قضيتي هي الحرية والسيادة والاستقلال.. قضيتي هي البناء والإعمار والتنمية لهذا البلد الحبيب، وسأدافع عن هذه القضـية، كما أدافع عن لبنان ودوره ومسـتقبله». وضعت للمستقبل حجر زاوية سميته كرامة الإنسان. كانت رؤيتك سلاما. كنت بارعا في تنفيذ المشاريع وفي تحقيق الأحلام(...). ما زال رنين صوتك يتردد على مسمعي وأنت تقول: «كل خـطأ يمكن أن يغتفر، إلا أن يبقى لبنان كما هو أسير الخراب. إن مقياس الوطنية، هو العطاء والبناء، وإزالة آثار الحرب عن اللبنانيين ومناطقهم».

وأضافت: «يا رفيق عمري، كان ظنهم أن يقتلوا استقلال لبنان باغتيالك، ولـم يعرفوا أن الحرية لا تموت، وأن لبنان لا يموت، لأنه منبت الحياة. وغاب عنهم أنك راسخ فيه كسيْل الحياة. وفيما لبنان يحاول النهوض اليوم من جراحه، تجرح فلسطين كل يوم بوحشية العدوان(...). أكاد أراك تعتلي منابر الدنيا، لوقف الحرب على شعب فلسطين، ولإعادة بناء ما هدمه العدو الهمجي. يا صاحب المبادرات والحلول، نفتقدك في زمان نكاد نخسر فيه أبسط حقوقنا. نفتقد لمستك على المبادرة العربية لوقف النزف في غزة، وعلى الجهود التي يبذلها العرب بقيادة المملكة العربية السعوديّة وعلى رأسها خادم الحرمين الشـريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وبدعم كل الدول العربية، لضمان وحدة الأمة. فاطمئن يا رفيق في عليائك، إن تمسك العرب بوحدتهم كان الرادع لهذا العدو الغاشم، يقينا منهم بأن يد الله مع الجماعة. واطمئن يا رفيق، إن ابننا سعد هو أيضا مؤتمن على مسـيرتك ونهجك وما أردت لهذا البلد الحبيب وشعبه الطيب، وللوطن العربي أجمع. فنحن على خطاك سائرون وطنيا واجتماعيا وإنسانيا».

وفي حديث إذاعي، قالت الحريري: «بعد مرور السنة الرابعة على الاستشهاد لم تسكت الأصوات المطالبة بالعدالة والحقيقة، وستبقى الأصوات مدوية حتى يظهر الحق ويأخذ العدل مجراه. الأيام قالت كلمتها بلسان الناس أنفسهم وبتوحدهم حول قضية وطنية جامعة. قضية السيادة والاستقلال التي دافع عنها الرئيس الشهيد بدمائه الذكية». وأكدت أن «التمسك بلبنان الواحد والعيش الواحد، الطريق الأقرب إلى الحرية وإلى العدالة التي ننشدها جميعا». وأضافت: «المحكمة ستنطلق رسميا في أول آذار، وأشعر في قرارة نفسي وإلهامي، إضافة إلى إيماني بالله، بأن ظهور الحقيقة سيكشف من خطط هذا العمل الإجرامي ونفذه. وسوف يعرف الذين استباحوا دماء اللبنانيين أن هذا الوطن الغالي ليس متروكا لمهب الريح. وسيعرف العالم أن الجرائم لن تمر بلا عقاب، وسوف نؤكد أننا لا نطلب الثأر بل العدل. همنا الوحيد تحصين لبنان ضد العنف ومزيد من القتل، لا نريد أن تتكرر فاجعة 14 شباط وسائر الاغتيالات المفجعة التي تهدف جميعها إلى النيل من لبنان ووحدة أبنائه». وفيما أشارت إلى أن «التحديات التي تواجهنا كثيرة جدا»، أكدت: «إننا سنعمل بكل ما لدينا من عزم وإمكانات حتى نحقق ما أراده لوطنه وشعبه وأمنه. فهذا هو وعدنا ووعد الحر دين علينا».