نصر الله في مهرجان «الوفاء للقادة الشهداء»: إسرائيل لم تعد قوية كما كانت في الماضي والمقاومة اليوم ليست كمقاومة الأمس

TT

في ذكرى اغتيال عباس الموسوي وراغب حرب وعماد مغنية، أقام حزب الله أمس في الضاحية الجنوبية لبيروت «مهرجان وفاء للقادة الشهداء» حضره ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، نائب رئيس مجلس الوزراء عصام أبو جمرة وممثل رئيس المجلس النيابي نبيه بري النائب علي حسن خليل وعدد من الوزراء والنواب وممثلي أحزاب لبنانية وفصائل فلسطينية ورجال دين وعسكريين.

وفي كلمة ألقاها بهذه المناسبة أكد الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، أن خيار التسوية مع العدو الإسرائيلي اثبت فشله على مدار السنين الماضية. وقال في كلمة ألقاها في مهرجان الوفاء للشهداء إنه كلما قدم العرب مزيداً من التنازلات لإسرائيل تزداد هي في التشدد والقتل والاغتيالات وفي شن الحروب.

ودعا نصر الله لبنانيا إلى «تهدئة حقيقية في الخطاب السياسي وعلى الأرض». ورد على كلام رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري الأخير في حواره مع «الشرق الأوسط» لجهة قوله إنه سيخرج من الحكم إذا فاز فريق «8 آذار» في الانتخابات البرلمانية المقبلة، مشددا على أن لبنان «لا يحمى إلا بالشراكة والتوافق»، ومؤكدا أنه في حال فازت المعارضة فإنها سوف تعرض على «14 آذار» الشراكة والثلث الضامن في الحكومة».

ودعا نصر الله الى عدم التخوف من وصول اليمين المتطرف إلى الحكم في إسرائيل، معتبرا ألا فرق بين الأحزاب الإسرائيلية، «بل ان حزب العمل هو أسوأ من كاديما، وكاديما أسوأ من الليكود، والليكود أسوأ من إسرائيل بيتنا». واعتبر أنه كلما رجحت كفت اليمين والتطرف، قل الكذب والخداع الإسرائيلي، مشيرا إلى أن معظم الحروب التي خيضت ضد العرب كانت خلال حكم «العمل». وحض اللبنانيين على عدم الخوف من هؤلاء «لأن إسرائيل لم تعد قوية كما كانت، ونحن لم نعد ضعفاء كما كنا»، متوعدا إسرائيل بهزيمة قاسية إذا فكرت بشن هجوم على لبنان وحاول احتلال جنوبه. وقال: «في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان خرج سلاح البحرية من معادلة الصراع (بعد استهداف البوارج)، وخلال حرب غزة ثبت أن سلاح البر غير قادر على خوض أية معركة حقيقية، فيما سلاح الجو وحده لا يكفي». وتحدث نصر الله عن التخوف الإسرائيلي من حصول المقاومة على سلاح متطور مضاد للطيران بما يهدد مجال التفوق الإسرائيلي الوحيد القائم، رافضا أن «يثبت أو أن يؤكد حصول المقاومة على مثل هذا السلاح»، لكنه ألمح بقوة إلى امتلاكها هذا السلاح مشيرا إلى «ان المقاومة تمتلك إرادة وشجاعة استخدام هذا السلاح». وقال: «من حقنا أن نمتلك أي سلاح للدفاع عن أرضنا وشعبنا»، مؤكدا أن المقاومة «لم تخض حربها على إسرائيل من باب العنتريات بل من باب المفاجآت» ليخلص إلى ان «من حقنا أن نمتلك أي سلاح للدفاع عن لبنان ومن ضمنه سلاح الدفاع الجوي، فقد ولى الزمن الذي نتصرف فيه كالضعفاء».

ورفض نصر الله الحديث عن الثأر لاغتيال مغنية، معتبرا أنه ليس معنيا بالتوضيح إذا كان الحزب سيرد على الاغتيال ومتى وكيف. لكنه أكد في المقابل «التزام الوعد الذي أطلقه» في ذكرى اغتياله بالثأر له.

وأعلن نصر الله «الدعم الكامل لكل أشكال الحوار والمصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية» وأعرب عن «سعادتنا وابتهاجنا لكل تقارب ومصالحة، وخصوصا بين المملكة العربية السعودية والجمهورية العربية السورية»، معتبر أن هذا «قوة لنا جميعا».

وفي الملف الداخلي، كرر نصر الله إدانة اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري، واصفا ذكراه بأنها «ذكرى عزيزة على قلوب الجميع في لبنان» مبديا رغبته بأن «تكون مناسبة وطنية جامعة، لكن الانقسامات السياسية فرضت هذا الواقع». ودعا إلى «تهدئة حقيقية في الخطاب السياسي.. تهدئة على الأرض»، مشددا على إدانة ما حصل من إشكالات في أعقاب إحياء ذكرى الحريري السبت الماضي، ومعتبرا أن «الاعتداء على أي كان مدان، فكيف إذا وصل الأمر إلى القتل».